قالت تقارير غربية إن تنظيم (داعش) يخطط لتنفيذ عمليات ثأرية في الغرب انتقاماً لإصابة زعيمه أبو بكر البغدادي بجروح خطيرة في غارة جوية في مارس (آذار) الماضي.


نصر المجالي: أشارت تقارير نشرتها صحف بريطانية وأميركية إلى أن البغدادي لم يعد قادراً على قيادة التنظيم حيث أصبح مقعداً لإصابته في العمود الفقري، وتردد اسم أبو علاء العفري كقائد مؤقت.

وأصيب البغداي الذي كان أعلن (الخلافة الإسلامية) في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق في يونيو (تموز) 2014 بجروح في هجوم من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بينما كان مسافرا في قافلة من ثلاث سيارات في مارس (اذار) في نينوى قرب الحدود العراقية ـ السورية.

وفي الغارة المذكورة قتل عدد من قياديي التنظيم البارزين قدرت مصادر غربية عددهم بتسعة ومن بينهم على وجه الخصوص القيادي البارز أبو مسلم آل تركماني، وهو ضابط سابق برتبة مقدم في الجيش العراقي المنحل.

وأشارت التقارير إلى أنه بمقتل هؤلاء التسعة فإن التنظيم خسر نصف قيادته التي كانت تشكلت من 18 رجلاً، وأصبحت هذه القيادة في وضع ضعيف على نحو متزايد.

أبو علاء العفري

وإلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية إن البغدادي قام بالفعل بنقل سلطاته لنائبه حيث عقد اجتماعا عاجلا فور الإصابة التى تهدد حياته وناقش المجتمعون كيفية إدارة "الدولة" وهوية خليفة البغدادي.

وكشفت الصحيفة أن أبو علاء العفري تولى قيادة التنظيم وجميع عملياته بشكل عاجل وهو في الأساس أستاذ في الفيزياء وقضى فترة طويلة في قيادات التنظيم الاولى حيث صعده البغدادي ليصبح نائبه إثر مقتل النائب السابق في غارة أمريكية أيضا نهاية العام الماضي.

وأضافت أن العفري كان يلعب دور حلقة الوصل بين البغدادي والحلقة المقربة من مستشاريه وأمراء المدن والمقاطعات عبر المناطق التى يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا.

ونقلت (الغارديان) عن هشام الهاشمي مستشار رئيس الوزراء العراقي الخاص في ملف "الدولة الإسلامية" قوله إن العفري هو أكثر الشخصيات قوة في التنظيم بعد البغدادي نفسه.

ويضيف الهاشمي أن العمليات التى يخوضها التنظيم لم تتأثر بعد بإصابة البغدادي لكن قد تقع خلافات كبيرة بين أمراء التنظيم العراقيين من جانب والأجانب من جانب أخر.

ميول تصالحية

وتختم الصحيفة تقريرها قائلة: إن العفري معروف بين القيادات العليا في التنظيم بأنه أكثر ميلا للمصالحة مع جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا والتى قادت عدة فصائل أخرى لتحقيق مكاسب مدهشة في الأسابيع الأخيرة ضد نظام الأسد.

ووفقاً لخبراء أمنيين، فإن العراقي عبد الرحمن مصطفى الشهير بـ"أبو علاء العفري"، شغل مناصب عديدة وبارزة في تنظيم "داعش"، منها رئيس مجلس الشورى"، و"نائب الخليفة" لدى التنظيم.

و"العفري"، يتجذر من منطقة الحضر، (80 كلم جنوب الموصل)، حيث كان يعمل "مدرساً لمادة الفيزياء"، وكان سافر الى افغانستان في العام 1998، قبل ان يصبح قيادياً بارزاً في تنظيم القاعدة، بعد تنصيب زعيمها أبو مصعب الزرقاوي آنذاك وتعهده بالولاء لتنظيم القاعدة العام 2004.

وتدرج العفري بمناصبه في صفوف تنظيم "داعش" ليصبح اكثر بروزا في التنظيم وحتى اكثر اهمية من البغدادي نفسه، حتى الكشف عن تسلمه قيادة التنظيم.