بغداد: قتل مدير معهد صحافة الحرب والسلام عمار غالب الشابندر في انفجار&سيارة مفخخة في منطقة الكرادة& مساء السبت. ونعت الاوساط الاعلامية والثقافية العراقية الشابندر الذي قتل في الانفجار مع عشرة اشخاص&وجرح العشرات.

والراحل هو الابن البكر لللمفكر والكاتب غالب الشابندر&

كلمات وداع&

وقال عنه نزار حاتم: وداعا& يا عمار.. بئس قوم& قتلوك،يوم بجترح الحزن،، كل الحزن، ولحظات تحشد ُ نياط القلب بأسى ً عميق ولوعة مدوية بالألم في استشهاد الشاب الممتلئ بحب العراق قدر امتلائه بالوعي، والعمل الإعلامي، والثقافي المضئ بالمهنية ودماثة الخلق، ورصانة التواضع.إنه رحيل العزيز عمار الشابندر نجل أخينا الأكبر ومعلمنا الكبير غالب الشابندر.

وأضاف: أشاطرك يا غالب هول المصاب، كل عارفي عمار الذي أطفأت شبابه ظلامية القتلة الإرهابيين،، يبكون معك،،، يحزنون معك لأن عمار كان مضيئا ً للجميع لاسيما الباحثين عن الضوء بصدق.

وتابع: كنت الليلة الماضية معه في نقاش حول أوضاع بلدنا والمنطقة،، كان ثرياً بالمعلومة متدفق الفكرة، حاضر الذهن يشدك إليه حتى في لحظة الإختلاف لأن تلك اللحظة لديه عامرة بالثراء.حزني عليك مقيم يا عمار.وباك& على قلب أبيك الذي لا أدري كيف تتحمل رهافة نبضه المفعم بالحساسية هول هذا المصاب. تغمدك الله يا عمار بواسع رحمته، وأدخل قاتليك قعر الجحيم.

وقال رافد جبوري: وداعا عمار الشابندر، ليست صدفة ان تمتد يد الاثم لتغتال عمار الشابندر ، مدير معهد صحافة الحرب والسلام، مع حلول اليوم العالمي لحرية الصحافة، حتى وان كان وجوده في تلك اللحظة المشؤومة في مكان الانفجار صدفة. كل الأشياء الشريرة في العراق ليست صدفة ابدا. لكنها عبث مقيت يخطف من دنيانا اجمل ما فيها ومن فيها.

وأضاف: شخصيا لم اعرف عمار الشابندر جيدا، لم نلتق سوى مرات معدودة حينما كان نشاطه يلتقي احيانا مع نشاط موسسة بي بي سي العالمية التي كنت اعمل بها. ولكنني كنت اتابع عمله من اجل الصحافة وحريتها في العراق على مدى سنوات بكل إعجاب وتقدير.

وتابع: احسب ان اثره سيبقى وان رسالته من اجل اعلام اكثر مهنية وحرية ستعيش طويلا فيمن عرفوه وامتد فضل عمله وعطاءه اليهم.الرحمة والخلود لعمار الشابندر ولشهداء الكرادة وكل العراق.

وقال مجاهد ابو الهيل: كم انت قاسٍ يا عمار، لماذا تمزح معنا، أتضحك كعادتك رغم كل شيء، هل حقاً ما سمعتُ، لا اريد ان اصدق، كيف ورطتنا بالحياة ورحلت، اخبرني بحق ابتسامتك، لمَ ترحل، مازال عودك طرياً، مازال تفاؤلك يسحق خيباتنا، لا تكذب علينا ارجوك، قل انها واحدة من مزحاتك معنا، كُنتَ متفائلا بعراقك رغم قسوته عليك، كُنتَ تريدنا ان نستمر في لعبة الحياة، كنتُ مطمئناً انك ستبقى متحركاً كريح، وحياً كروح، لا اصدق انا اكتب عنك بدل ان اكتب لك كعادتنا، مازال عشاؤنا مُعداً في حديقة معهد الحرب والسلام، كيف سقطت مضرجاً بالحرب، اين السلام يا عمار، لماذا اخذتك الحرب على حين غفوةٍ من جفن أبيك الشيخ غالب، اه يا غالب لقد غلبكَ عمارُك وغلّبكَ، اين ستأوي هذه الليلة واي ابتسامة ستكون بانتظارك، ربما انت مثلي لم ولن تصدق الخبر، لانك انت من يجوب شوارع الكرادة كل ليل، فأهل الكرادة ادرى بشعاب خطرها، كيف سمحت له ان يخرج الليلة، الست أباه؟

وأضاف: رحل عمار الشابندر ورحل معه سرب ابتسامات وهودج حزن ودموع، أخذ معه كسرة من الحياة التي كانت تبثها أقدامه في بغداد المفخخة بالمفاجئآت، لم اكن اتوقع ان يكون عمار الضحية القادمة التي سأبكيها طوال هذه الليلة.

وتابع: وداعاً لروحك النقية ولعقلك الوضاء، كنت أمازحك كثيراً لتضحك على طول ابتسامتك على تشبيهي لك بأنك نصف من غالب ونصف من عزت الشابندريَن، لقد اخذت من ابيك غالب طيبته وتواضعه وزهده وفلسفته للحياة وأخذت من عمك عزت حنكته ودهاءه ودبلوماسيته، وأخذت منا فرحتنا هذه الليلة وختم بالقول: وداعاً ايها المبتسم حتى حين رحيله، وداعاً لشهيد الكلمة والحياة، وداعاً لشهيد السلام.

سيرة حياة علمية

وعمار الشابندر ولد في بغداد عام 1976، وتنقل مع اسرته في عدد من البلدان هربا من جور النظام الصدامي، وهو ينتمي لعائلة معروفة بمعارضتها للنظام الدموي في بغداد آنذاك. وهو متزوج وله عدد من الاطفال

وقد حصل عمار الشابندر على عدد من الشهادات العلمية، واتقن اكثر من لغة، منها الانكليزية، والسويدية، والفارسية أضافة الى اللغة العربية.. وعاد الى بغداد بعد سقوط النظام، مديرا لمعهد الحرب والسلام.