دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مجتمعات العالم وأتباع الأديان الأخرى للوقوف مع المسلمين، وأن يكونوا شركاءَهم في معركتهم ضد تنظيم (داعش).

أكد العاهل الأردني على ضرورة اعتماد العالم لاستراتيجية شاملة ابتداء من هذا العام لمواجهة التنظيم الإرهابي، معرباً عن اعتقاده بالنصر في نهاية المطاف، "شرط أن نتوحد".
&
وقال إن هذه معركة الأجيال، وحرب عالمية ثالثة بمفاهيم أخرى، وسوف نخرج منتصرين إذا وضعنا خلافاتنا جانبًا، وابتعدنا عن خطاب الكراهية، وتجنبنا الوقوع في الفخ الذي نصبه المتطرفون بمنحهم قوة لا يملكونها.
&
وكان الملك عبدالله الثاني يرد على سؤال في مقابلة بثتها شبكة (سي إن إن) حول إمكانية هزيمة عصابة (داعش)، وقال: أيديولوجيا. مرة أخرى، إذا قلنا أنهم يمثلون واحدًا بالمئة من الإسلام، فإنه لا يجب علينا أن نكون الضحايا بسبب هذه الفئة القليلة، سوف يفشلون، فأصحاب الادعاءات الباطلة يفشلون دائماً، والإسلام الحق هو ما يبقى.
&
نشأة داعش&
&
ورداً على سؤال للإعلامي الأميركي فريد زكريا، الذي أجرى المقابلة حول: كيف نشأت داعش في رأي الملك ؟ ومن أين أتت؟، قال العاهل الأردني: هذا هو السؤال الجوهري. أعني أن هناك الكثير من نظريات المؤامرة تتردد هنا وهناك. لكن لا توجد إجابة واحدة محددة. من وجهة نظر الأردن، فقد رأينا عصابة داعش قبل عامين تقريبًا تتشكل في الرقة، في شمال سوريا، والتي تعد مقرها الرئيسي.
&
وأضاف: وما كان مثيراً للاهتمام أنه بينما كانت تتشكل وتقوى، لم يتعرض لها أحد، فالنظام كان يقصف الجميع إلا داعش، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الاستغراب. لماذا كان يسمح لهم بتعزيز وجودهم؟ كان أحد التفسيرات بشكل واضح أنه بوجود إدانة دولية للنظام، فقد كان هناك سعيّ إلى إيجاد طرف أسوأ منه في منظوره، بحيث يميل الرأي العام إلى النظام، وقد نجحوا في ذلك.
&
شباب مسلم محبط&
&
وحين سئل العاهل الأردني عن رأيه كرجل عسكري، ما إذا كان (داعش) جيداً في المعارك؟، أجاب قائلاً: من الجانب التكتيكي، فإن ما يفعلونه هو أمر محزن للغاية، إذ أن هناك الكثير من الشباب المسلم المحبط في جميع أنحاء العالم.&
&
واشار إلى أن الكثير من مقاتلي التنظيم يأتون من خلفيات فقيرة مخدوعين بالادعاء الكاذب لداعش بالخلافة الإسلامية، التي لا علاقة لها بتاريخ الإسلام الحنيف، ويصدق هؤلاء بأنهم قادمون إلى سوريا وإلى العراق من أجل القتال، لكنهم في الواقع يُستغلون من عصابة داعش لتستخدمهم في الخطوط الأمامية، وكإنتحاريين يسهل الاستغناء عنهم.
&
وقال الملك عبدالله الثاني: وهكذا، فإن التكتيكات تعتمد على الدفع بهذه العناصر كموجة هجومية أولى، حيث يفجرون أنفسهم، إما عن طريق المركبات أو يفجرون أنفسهم ضد قوات الأطراف الأخرى ذات الطابع الأكثر نظامية. ومن ثم يأتي دور عناصر المشاة، وهي القوة الرئيسية لداعش، لتقوم باستغلال مواقع المجموعة الأولى. لديهم وفرة من هؤلاء الشباب الذين يسهل التضحية بهم، وهذا هو المحزن في الأمر.
&
وقال العاهل الأردني أنا أدرك أي مقاتل أجنبي قدم إلى سوريا أنه يُستَغَل لأغراض غير التي تطوع لأجلها، يقومون بإعدامه فوراً. وقد سمعنا، على سبيل المثال، أنه عندما أعدم شهيدنا الطيار الشجاع، اعترض بعض السوريين والمقاتلين على إعدامه، فتم إعدامهم على الفور، إذ لا يتسامح قادة عصابة داعش الإرهابية مع من يخالفهم الرأي.
&
منظور عسكري
&
وفي إجابة عن ما أثر كل ذلك على (داعش)؟ ، قال الملك عبدالله الثاني إنه &من منظور عسكري تكتيكي، يجب متابعة تطور الهجمات داخل العراق، ولكن مرة أخرى فالقضية الأساسية هي كيف يتم دعم الأكراد بشكل صحيح لأن ذلك في غاية الأهمية، وكيف يمكننا التواصل مع جميع المكونات السنية، وأن نشعرهم بأن لهم مستقبلاً، وأنهم ليسوا وحيدين؟ إننا إن أخفقنا في إيجاد حل لمعضلة مستقبل السنة السياسي في العراق، سوف يتوصلون لاستنتاج مفاده أنه ما الفرق بين بغداد وداعش؟ إن لم نجد حلاً يعالج مستقبل السنة، الذين هم جزء من مستقبل العراق، لن تحل معضلة العراق أبدًا. وآمل أن يفهم أصدقاؤنا وخصوصًا الولايات المتحدة هذه الجزئية المهمة.
&
استراتيجية شاملة&
&
أما في سوريا، يقول العاهل الأردني فإن المسألة كما أسلفت هي كيف نتواصل مع العشائر السورية. وأعتقد أن هذه هي بداية النهاية لداعش في سوريا والعراق. لن تنتهي داعش بين عشية وضحاها، ولكني أعتقد أن أفضل أيامهم قد ولّت.
ومرة أخرى، فإنني أشدد على ضرورة النهج الشمولي، ما يعني أن ننظر أيضاً في حالة مصر، فتقديم الدعم لمصر مهم جدًا، لأن لديهم مشاكل في سيناء.&
&
أما التحدي الأكبر الآخر، والذي لا يوليه أحد الاهتمام الكافي، فهو ليبيا، وفي هذا السياق، تلعب مصر دوراً حيويًا للغاية.&
&
وبالنسبة لتنظيمي "بوكو حرام" و"الشباب الصومالي" الإرهابيين، فعلينا أن نحدد بشكل شمولي كيف يمكن لنا، كجزء من المجتمع الدولي، التعامل مع هذه الجماعات، فضلاً عن مجموعات أخرى في آسيا، تكتيكيًا واستراتيجياً، يجب أن نعتمد استراتيجية شمولية، حيث لا ينبغي أن نركز فقط على داعش في سوريا والعراق الآن، ثم نلقي نظرة على سيناء وليبيا عام 2016، ثم نبدأ التفكير في أفريقيا عام 2017. يجب أن نعتمد استراتيجية شاملة ابتداء من هذا العام.
&