لم يوفّق رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري في&لقاء المرشحين البارزين لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، هيلاري كلينتون وجيب بوش، بعد أن حاول الترتيب لذلك، وهو ما أظهر عدم إلمام بالتقاليد الأميركية.


يوسف الهزاع: حاول رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ترتيب لقاء بين&المرشحين البارزين لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، هيلاري كلينتون وجيب بوش، إبان زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، إلا أن طلبه قوبل بالرفض.

يأتي سبب الرفض لأن الذين يدخلون مجال السباق الانتخابي في الولايات المتحدة لا يقابلون عادة زعماء سياسيين أجانب، ويكشف ذلك عن عدم إلمام مجموعة الحريري بالتقاليد الانتخابية الأميركية وطريقة التعاطي معها.

وتتنافس هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة وجيب بوش حاكم فلوريدا السابق على الرئاسة الأميركية، التي من المقرر اجراء انتخاباتها التمهيدية مطلع عام 2016، وفي حين تحقق هيلاري شعبية أكبر بحسب واشنطن بوست، إلا أن بوش مستعد من خلال أكبر حملة انتخابية عرفها تاريخ الحملات الانتخابية الأميركية.

وبغض النظر عن التقاليد الانتخابية الأميركية ورفض لقائه، فإن أوساطاً سياسية في واشنطن لا تنظر بجدية للحريري بسبب ضعفه وبقائه أكثر وقته خارج لبنان وعدم قدرته على قيادة الفريق اللبناني المقابل لحزب الله وحلفائه.

النظرة الأميركية ربما كانت مبنية أيضًا على رؤية تتوقع بأن السعودية لديها سياسة جديدة في المنطقة لا تعتمد بصورة مباشرة على ابن الزعيم اللبناني الراحل رفيق الحريري، ولا ترى أن الأمور في لبنان يجب أن تمر كلها عن طريقه أو بناء عليه.

ويعمل الحريري جاهدًا على إعادة وهجه السياسي دوليًا ومحاولة إقناع الساسة ومحركي الرأي العام الأميركي منذ مدة طويلة، كان آخرها في جلسة حوار عقدت الشهر الماضي في "ويلسون سنتر" في واشنطن، في حضور رؤساء مؤسسات دراسات، ورؤساء تحرير صحف ومجلات.

وتحدث الحريري خلال ذلك اللقاء عن جملة من الأمور كان أهمها يتمحور حول النظام السوري وحزب الله، إلا أن تلك الزيارة لم تحقق تطلعات الحريري، بل ربما زادت من أزمة الثقة التي تحيط بالحريري وطريقة إدارته لفريقه في لبنان.

ورغم أن الحريري يطل بين فينة وأخرى بتصريحات ينتقد فيها حزب الله الخصم اللدود لفريق الرابع عشر من آذار، إلا أن ذلك بحسب مراقبين ليس كافيًا ليكون زعيماً للمرحلة المقبلة في لبنان، خصوصاً وأن مشروع فريقه يتوقف عند ردود الفعل دون أي عمل سياسي فعلي على الأرض يظهر من خلاله قدراته وقيادته.

منذ أن أطاح حزب الله بالحكومة عام 2011 والحريري يقيم خارج لبنان متنقلاً بين السعودية وفرنسا، إذ غاب عن بلده ثلاث سنوات متواصلة عاد بعدها في أغسطس الماضي، وكان آخر ظهور له في بلده خلال الذكرى العاشرة لاغتيال والده في فبراير الماضي.