كشف مصدر إيراني مطلع عن أن الطائرة الإيرانية التي أعادتها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية إلى إيران، بعد محاولتها الهبوط في مطار صنعاء مؤخرًا، يملكها الحرس الثوري الإيراني، وكانت تقل قادة حوثيين من إيران، ومن المفترض أن تنقل جرحى قياديين آخرين إلى طهران للعلاج. فيما شدد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة يكمن في طرد نظام طهران والقوات الموالية له من العراق وسوريا ولبنان واليمن واسقاطه في النهاية. &
&
لندن: أبلغ مسؤول في لجنة الامن والدفاع ومكافحة الارهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "إيلاف" اليوم أن طائرة شركة طيران ماهان التابعة لقوات الحرس الإيراني، والتي اضطرتها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية إلى العودة إلى إيران بعد تدميرها لمدرج مطار صنعاء، الذي كانت الطائرة تروم الهبوط فيه الاربعاء الماضي، كانت تنقل عددًا من قادة أنصارالله الحوثيين ممن كانوا في طهران ولبنان إلى اليمن. واشار إلى أنه كان من المفترض أن تنقل الطائرة عددًا من الحوثيين إلى طهران لدى عودتها تحت عنوان الجرحى،&ولهذا السبب قامت السلطات الإيرانية بإخلاء أقسام من مستشفى بقية الله في طهران التابع لقوات الحرس لمعالجة المصابين من قيادات الحوثيين.
&
واضاف أن السلطات الإيرانية كانت تنقل قبل تشكيل التحالف العربي جرحى الحوثيين إلى إيران بشكل مستمر، حيث قامت قوة القدس في 23 آذار (مارس) الماضي بنقل 52 جريحًا من أنصارالله عن طريق الجو إلى مستشفى بقية الله، التابع لقوات الحرس في طهران وقام العميد في الحرس الثوري اسماعيل قاآني نائب قائد فيلق القدس بتفقدهم شخصيًا.
وكانت طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قصفت في 29 من الشهر الماضي مدرجاً في مطار صنعاء لمنع الطائرة إلإيرانية من الهبوط في العاصمة اليمنية. وقال اللواء أحمد العسيري المتحدث باسم التحالف إن الطائرة الإيرانية لم تنسق مع السلطات، كما أن قائد الطائرة أهمل التحذيرات التي طالبته بالعودة من حيث أتى. ومن جهتها، زعمت السلطات الإيرانية ان الطائرات السعودية أرغمت طائرة مساعدات على العودة من حيث أتت بعدما دخلت الأجواء اليمنية مدعية أن الطائرة تابعة للهلال الأحمر، وأنها كانت تحمل أغذية ومساعدات طبية إلى صنعاء بحسب قولها.

خامنئي أمر الحوثيين بالاسراع في احتلال صنعاء&
واكد المسؤول في لجنة الامن والدفاع الإيرانية المعارضة أن التقارير الواردة من داخل النظام الإيراني تواً حصلت عليها المقاومة الإيرانية، تؤكد أن المرشد الإيراني الاعلى علي خامنئي قد أمر قوة القدس&في حزيران (يونيو) الماضي بالإسراع في مشروع احتلال صنعاء من قبل الحوثيين والسيطرة على اليمن. وجاء هذا الإجراء بعد تفاقم الأزمة في العراق وسيطرة داعش على اجزاء كبيرة من هذا البلد وتشكيل الإئتلاف الدولي بهذا الشأن. وابلغ خامنئي مساعديه أن اهتمام الولايات المتحدة بداعش والعراق من جهة، والمفاوضات النووية من جهة أخرى، يؤديان إلى تقليص حساسية واشنطن تجاه تدخل النظام الإيراني في اليمن، كما انه سيتمكن من التغطية على المشاكل التي تواجهها إيران في العراق بإنتهاز هذه الفرصة وبسط نفوذها في اليمن.
واشار إلى انه في 12 تموز (يوليو) الماضي كشف العميد في الحرس الثوري اسماعيل قاآني نائب قائد فيلق القدس أمام مجموعة من قادة هذه القوة عن دورة جديدة من عمليات انصارالله في اليمن، قائلاً "نحن وبواسطة هذه العملية سنضع السعودية في حالة واهنة". وجاءت هذه التصريحات في نشرة داخلية لقوات الحرس بعد سلسلة من التحضيرات العسكرية وتدريب الحوثيين في كل من إيران واليمن ولبنان.
وقال المسؤول إنه متزامنًا مع دخول انصارالله إلى صنعاء في 21 ايلول (سبتمبر) 2014 أكد حسين عبداللهيان مساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية في تجمع عدد من المسؤولين في هذه الوزارة قائلاً "سنشاهد قريبا انتصارات في اليمن والجمهورية الإسلامية ستحقق إنجازاً كبيراً في اليمن بأقل كلفة، واليمن المستقبل سيحظى بدعم إيران التام".
ومن جهته، أكد خامنئي أن كلاً من محور العراق وسوريا ولبنان واليمن يلعب دوراً حاسمًا للنظام فلا يجب التراجع عنه ويجب محاصرة سائر الدول العربية خاصة العربية السعودية والأردن عن طريق هذه الحلقة وممارسة الضغوط على دول أخرى مثل مصر .
&
واوضح المسؤول المعارض انه في كانون الثاني (يناير) 2015 وبعد احتلال الحوثيين قصر الرئاسة في صنعاء، زار وفد من قادتهم طهران، والتقى بأعضاء من مكتب خامنئي وقوة القدس ومؤسسات أخرى .. حيث انه تزامنًا مع هذه اللقاءات، كتبت قوة القدس في ايجازها الداخلي "أن تنظيم انصارالله المتماسك والقوي في اليمن هو حصيلة جهود إيران وانهم كانوا يعيشون سنوات عدة في إيران، وقد عملت إيران بشكل مستمر مع حركة أنصارالله لمدة 15 عامًا وانهم وصلوا إلى هذا الحد بفعل إسنادنا وتدريبنا ومعلوماتنا التي قدمناها لهم، اضافة إلى ذلك قام فيلق القدس بتأمينهم عن طريق حزب الله اللبناني والمجموعات العربية الأخرى ويتلقى أنصارالله أوامرهم من إيران بشكل كامل".
&
واضاف انه بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم، تم التصريح في وثيقة سرية تعود لقوة القدس أن قوات الحرس أرسلت مختلف الأسلحة منذ عامين إلى اليمن بما فيها عدد كبير من صواريخ أرض- أرض وأرض- بحر وزودت الحوثيين بها لذلك انهم لا يشعرون بالنقص في إمتلاك الصواريخ والأسلحة. &
وقال إن ملف اليمن في يد قوة القدس منذ سنين الا أن خامنئي شخصياً بدأ يتابعه مباشرة عن طريق قوة القدس منذ العام المنصرم، كما تستخدم هذه القوة أجهزة حكومية أخرى لهذا الغرض، فيما ينظم ممثلو الحوثيين في طهران اجتماعات في مكتب خامنئي، وأن المدعو شعبانكاري هو المسؤول عن شؤون الحوثيين في مكتب خامنئي.
واشار المسؤول المعارض ايضاً إلى انه منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم تقام اجتماعات رؤوس النظام الإيراني بشأنها في المجلس الأعلى للأمن الوطني بشكل مستمر، حيث يعمل سعيد ايرواني المساعد للأمين العام للمجلس في الشؤون السياسية والدولية كمسؤول عن التنسيقات بشؤون اليمن. وفي غضون ذلك، يتابع اللواء الحرسي قاسم سليماني قائد قوة القدس حرب اليمن في طهران بمثابة مهمة رئيسية لهذه القوة، حيث يعتبر العميد الحرسي أميريان أحد نواب سليماني القائد المباشر للنظام في حرب اليمن، وهو المسؤول عن شبه الجزيرة السعودية في قوة القدس حيث يترأس جلسات هيئة هذه الحرب في طهران يوميًا.
&
هيئة لحزب الله اللبناني تعد للتدخل في اليمن
واضاف المسؤول في لجنة الامن والدفاع بمجلس المقاومة الإيرانية، أن قوة القدس قد شكلت هيئة أخرى في لبنان بهدف التدخل في حرب اليمن بالتعاون مع حزب الله. وجاء في تقرير داخلي لقوات الحرس الإيراني أن "حسن نصرالله يدعم حرب اليمن بشكل كامل، وأن جوانب كبيرة من هذه الحرب يتم في لبنان بحيث انه ينظم اجتماعات مع قادة ومسؤولي الحوثي في لبنان... كما يعمل حسن نصرالله مع الحوثيين تحت إشراف قاسم سليماني، وللحوثيين هيئة في ضاحية بيروت الجنوبية، ويتابع قادة قوات القدس شؤون اليمن عن طريق لبنان".
وقال انه عقب انطلاق عملية عاصفة الحزم وانغلاق الطرق السابقة لايصال المساعدات إلى الحوثيين تواصل طهران مساعداتها للحوثيين تحديدًا في 3 مجالات:
- &تواجد بعض قادة قوة القدس في الميدان حيث يتحملون عمليًا مسؤولية التخطيط وقيادة الحوثيين في المعارك.
- ايجاد منظومة اتصالات ضرورية حيث يتمكن الحوثيون وقوات الحرس الموجودة حاليًا في اليمن من الاتصال مع قوة القدس في طهران مباشرة وتلقي التوجيهات من هناك لقيادتهم.
- &إرسال المزيد من القوات والقادة من حزب الله اللبناني لمساعدة انصارالله... ونظراً إلى أن دخول قوات الحرس الإيراني إلى اليمن أصبح أكثر صعوبة قام النظام بإرسال بعض قادة حزب الله إلى اليمن بشتى الطرق حيث تم سحب بعض منهم من المعارك في العراق وتم نقلهم إلى اليمن.
&
مواقف سرية داخلية لإيران من عاصفة الحزم
واوضحت لجنة الامن والدفاع أن مؤسسات رسمية داخل النظام الإيراني، خاصة في وزارة الخارجية، تعتبر عاصفة الحزم بأنها ضربة موجعة واستراتيجية تلقاها النظام، حيث يؤكد تقرير داخلي في الوزارة حصلت عليه المعارضة الإيرانية، على عدة نقاط:
- "تم التفريط في اليمن .. السيطرة على صنعاء كانت جيدًا إلا ان التقدم إلى عدن كان خطأ. عندما جلب وزير الخارجية الأردني رسالة السلام من السعودية إلينا وطلب أن لا تتدخل إيران في شؤون اليمن فإن ذلك يعتبر ذلك هزيمة استراتيجية لنا في المنطقة... كما أن في العراق تم دفع القوات الموالية لإيران من تكريت وهددت اميركا &بأنها لن تقوم بالقصف ما لم يتم انسحاب الميليشيات من هناك".
- "لم تستطع قوات الحرس الثوري مع الحوثيين أن تسيطرعلى كل اليمن. لو كان الحوثيون قد بقوا في صنعاء لكانت السعودية تنوي إجراء مفاوضات وعندئذ نحن كنا في موقف أقوى. وكان الإستيلاء على اليمن أمراً خاطئًا حيث أدى إلى تحشيد القوات العربية ضد إيران بهذا الشكل الذي لم يشاهد مثله خلال عدة عقود".
- " كان على إيران ان تعطي دوراً للحوثيين في اليمن مماثلاً لحزب الله في لبنان وكان عليها أن تسمح لمنصور هادي باحتفاظه بعدن، ثم وبعد انهاء المفاوضات وبدء الإنفراج في المحادثات النووية تقوم بالتقدم شيئًا فشيئاً في المنطقة... الا انه ومع الأسف لم ينظر الأخوة في قوات الحرس الى الأمور من منطلق منطقي واستراتيجي".
- " لقد &تفاجأ قادة قوات الحرس حيث لم يكونوا يتوقعون هذه الحالة (عاصفة الحزم)". & &
- "نشر الأخبار وصور حاج قاسم سليماني على اوسع نطاق كان فخًا لقوات الحرس، حيث أثار كل المنطقة ضد إيران، وأدى إلى إضعاف القوات الموالية لإيران. كما أصبحت حالياً رهانات إيران ضعيفة في لبنان واليمن وسوريا والعراق".

طرد النظام الإيراني من المنطقة يحقق السلام فيها
واضافة إلى ذلك، فقد جاء في تقرير داخلي لقوة القدس "ليس مطروحاً على الطاولة أي تراجع من قبل الحوثيين، واستراتيجيتهم هي التقدم، ولديهم الأسلحة والصواريخ بقدر كافٍ وبامكانهم الصمود، كما أن لديهم 180 ألفاً من قوات البسيج الإيرانية (التعبئة) مستعدة للقتال وشكلوا قوة قوامها 20 ألف فدائي، فبالتالي سينتصر الحوثيون وستهزم السعودية في هذه المعركة. إن أهم موضوع هو أنه وبعد مرور 33 عاماً بدأت تتشكل في اليمن ثورة تشبه ثورة الجمهورية الإسلامية بزعامة سماحة القائد المعظم في إيران".
واشار المسؤول الإيراني المعارض إلى انه &في 17 من الشهر الماضي وفي محاولة يائسة لعرض العضلات، فقد أكد القائد في الحرس الثوري سلامي قائلا "ان أنصارالله لديهم القدرة لشن الهجوم على القوة البحرية السعودية، وكذلك مواجهة هجوم بري من قبل السعوديين... كما أن لديهم قدرة صاروخية ومدرعة ومدفعية وأن لديهم تقريبًا جيشاً قوياً في المنطقة... اذا استمرت هجمات السعودية كما هو الحال، فبالتأكيد انهم سيردونها عن طريق هجوم على القوة البرية للجيش السعودي والدخول إلى اراضيها، &وطبعا ان أنصارالله لن يبقوا مكتوفي الأيدي أمام هجمات السعوديين".
وشددت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على أنه مادام النظام الإيراني المعادي للإنسانية قائمًا على السلطة في إيران، فإنه لن يتخلى عن تصدير الإرهاب والتطرف واثارة الحروب في دول المنطقة، ولهذا السبب إن الطريق الوحيد للحصول على السلام والهدنة في المنطقة يكمن في طرد هذا النظام والقوات الموالية له من المنطقة، خاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وفي نهاية المطاف إسقاط هذا النظام في إيران.
&
&

&