في شهادته امام المجكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال النائب وليد جنبلاط إن النظام السوري اغتال والده، واضطر لتوقيع اتفاق معه لتجنيب لبنان الخطر.

إيلاف - متابعة: استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اليوم الاثنين جلساتها، بالاستماع الى شهادة النائب وليد جنبلاط حول قضية إغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

في مستهل شهادته، تحدث جنبلاط عن العلاقة التي ربطته بالنظام السوري بعد اغتيال والده كمال جنبلاط، وقال: "علاقتي بالنظام السوري بدأت في العام 1977، بعد أربعين يومًا من مقتل كمال جنبلاط، رغم أن هذا النظام قتله".

وأضاف: "لم أستطع تحقيق حلم كمال جنبلاط بالتغيير، وأمام الخطر المحدق بلبنان، والذي كان يتعرض لمؤامرة، كان لا بد لي أن أوقع اتفاقًا سياسيًا مع من اغتالوا والدي، مشيرًا الى أن كمال جنبلاط اعترض على الدخول السوري إلى لبنان، "وكان يعلم أنه سيقتل وتلقى معلومات في هذا الإطار، وقبل إتفاق الطائف كنت في صف سياسي واحد مع النظام السوري لتجنيب لبنان الخطر".

وقال: "المرحوم حسن قواص قال في التحقيق كيف قتل كمال جنبلاط وتفاصيل السيارة التي لحقت به وكيف قتلوه على مشارف بعقلين، لكن القضية حولت كسائر الجرائم السياسية الكبرى إلى المجلس العدلي الذي لم يستطيع أن يبت بأي قضية خلال الوصاية السورية على لبنان".

فرصة لبنانية للحكم

قال جنبلاط: "بعد العام 1991، حاولنا مع الياس الهراوي ورفيق الحريري إيجاد فرصة لبنانية للحكم، ولكن نظام المخابرات المشترك اللبناني-السوري لم يكن يسمح بذلك، وبالنسبة لنا اميل لحود كان الممثل الأقوى للنظام السوري في لبنان، وعند انتخاب اميل لحود رئيسًا عام 1998 وقفنا في المجلس النيابي وكنا 6 نواب واعترضنا على انتخابه، فيما صوت باقي النواب له".

ولفت جنبلاط الى أن كثيراً من اللبنانيين شعروا بأن القبضة الأمنية للنظام السوري كانت تزداد على البلاد، "وفي العام 1998 كانت بداية مواجهة النظام السوري". وأوضح جنبلاط أن في سوريا هناك مركزية قرار إنما هناك أجنحة، والأسد كان يستند الى جناح محمد ناصيف، في حين أن علاقته مع حكمت الشهابي وعبد الحليم خدام لم تكن جيدة".

وذكر جنبلاط أنه التقى بشار الأسد مرتين، "في لقائي الأول مع بشار الأسد قال لي غازي كنعان أريدك أن تعلم من هم آل الأسد، وتذكرت هذا الكلام عندما أجبر على الانتحار في نهاية العام 2005، وفي لقائي الثاني مع بشار الأسد بيّن عداءه تجاه الرئيس رفيق الحريري".

خطوة ثانية للتصعيد

وعن علاقته الخاصة برفيق الحريري، قال جنبلاط إنها& نشأت في منتصف الثمانينيات مع وصول الأمير بندر بن سلطان إلى لبنان برفقة الحريري، "وقد استمرت العلاقة التي تطورت إلى صداقة وطيدة حتى ليلة استشهاده، رغم الخلافات السياسية والاقتصادية، وقد اتفقنا على رفض التمديد للرئيس لحود، "لكن الحريري الذي ظن أنه يستطيع التعاون مع بشار، عاد وصوّت للتمديد وفق رغبة النظام السوري".

وروى جنبلاط: "في العام 2000، كانت الخطوة الثانية للتصعيد ضد النظام السوري، ففي هذا العام كان هناك موقف تاريخي للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير يطالب فيه بانسحاب الجيش السوري من لبنان، بعد تحرير الجنوب، أما أنا فقلت في مجلس النواب إنه آن الأوان لاعادة تموضع الجيش السوري في لبنان".

وعدّد الخطوات التي اتخذها النظام السوري وحلفاؤه في لبنان للضغط على الحريري بين 2000 و2004، منها احتلال مبنى وزارة المالية في عهد الوزير فؤاد السنيورة أثناء إعادة النظر في رواتب العسكريين، "كما استدعى بشار الحريري عام 2003 وأنذره بحضور غازي كنعان والضابط محمد خلوف بأنه هو الحاكم، وطلب إليه بيع أسهمه في صحيفة النهار، وأثار هذا التهديد استغراب الحريري، وتبددت الشكوك لديه بشأن نظرة بشار السلبية إليه، فبدا قلقاً لدى عودته".

لن أرضى بغيره

قال جنبلاط: "لو استدعي رستم غزالي إلى هذه المحكمة لكان قدم أدلة حول اغتيال الحريري، كونه كان المسؤول الوحيد عن ملف لبنان منذ 2003". ووصف جنبلاط علاقة السياسيين اللبنانيين بغزالي بـ "غير الودية، لأننا وصلنا إلى مرحلة سياسية معادية للنظام منذ 2003 وطالبناه بالانسحاب وفقاً لاتفاق الطائف".

روى: "غزالي قال لي أنت معنا أم ضدنا في التمديد للحود، فقلت له لست مع التمديد، وفي 25 آب (أغسطس) 2004 ابلغني غزالي بأن الاجتماع الذي كان مقررًا مع الاسد قد الغي، وأظن أن السبب كان رفضي التمديد للحود، الحريري حاول ان يفتح نقاشًا موسعًا مع الاسد لعدم التمديد للحود، وظن أنه يستطيع اقناع الاسد بعدم التمديد للحود، الاسد قال للحريري 'انا لحود ولحود انا ولن أرضى بغيره رئيسًا للبنان'، فنصحت الحريري بالتمديد".

وقال جنبلاط إن الحريري كان مضطربًا سياسيًا، لأنه يعلم جيدًا ماذا سيحل به بعد التمديد للحود، "وقد اتهم الحريري بأنه وراء القرار 1559، لكنه كان خارج ارادة اللبنانيين ورفضناه وتمسكنا بالطائف".