تحقق السلطات الأميركية في احتمال وجود صلة بين المسلحين، اللذين قتلتهما الشرطة بالرصاص خلال تجمع مناهض للمسلمين قرب دالاس، وبين منظمات ارهابية دولية.


نصر المجالي: قالت مصادر أميركية إن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) ووكالات استخبارات أميركية أخرى تعتقد أن الحادث الذي وقع يوم الأحد قد يكون من تحريض أو توجيه متشددين من الخارج مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يعمل أساسًا في سوريا وأجزاء من العراق.

وداهمت الشرطة الأميركية منزلاً كان يقيم فيه المسلحان اللذان هاجما معرضًا تقام فيه مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية عن النبي محمد في دالاس.

ونقلت شبكة (سي إن إن) عن مسؤول في الشرطة الفيدرالية قوله إن عناصرها يجمعون الأدلة من شقة في فينكس بدالاس.

شبهات إرهابية

وأشير إلى أن أحد المشتبه بهم يدعى إلتون سيمبسون، من ولاية أريزونا وسبق استجوابه بسبب شبهات القيام بهجمات ارهابية، بحسب تقرير لمحطة (أيه بي سي).

وكانت الشرطة الأميركية قتلت المسلحين، اللذين أطلقا النار على مركز للمعارض في ولاية تكساس جرت فيه مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد الأحد.

ونظمت التظاهرة المبادرة الأميركية للدفاع عن الحرية، التي تشرف عليها المدونة المثيرة للجدل، باميلا غيلر، ودعت التظاهرة للمشاركة في فعالياتها، السياسي الهولندي، غيرت ويلدرز، أحد أشرس المنتقدين للإسلام في المجتمعات الغربية.

وشملت مسابقة في الرسم الكاريكاتوري، تصور النبي محمد، ورصدت للفائز جائزة قدرها 10&آلاف دولار أميركي.

ويعتقد مسؤولون أن سيمبسون نشر عدة رسائل عن التظاهرة في حسابه على موقع تويتر، قبل إطلاق النار، لكنه وأغلق الحساب لاحقاً.

وقالت غيلر إنها تدافع عن حرية التعبير، وأضافت أن هذا الحادث دليل على ضرورة تنظيم مثل هذه التظاهرات. وأضافت: "نضطر دائمًا إلى تقويض حرياتنا حتى لا نصدم المتوحشين".

ونفت غيلر (56 عاماً) عداءَها للإسلام، قائلة إنها تعادي "الجهاديين"، وهي من أشد المعجبين بالحاخام اليهودي المتطرف مائير كهانا، كما أنها كانت قادت مناهضة لبناء مركز للجالية الإسلامية بالقرب من الموقع السابق لمركز التجارة العالمي.

أطلس شروغز

يذكر أن غيلر تنفذ حملتها ضد الإسلام منذ سنوات من خلال تحريرها& لمدونة (اطلس شروغز) وادارتها لمنظمة عنصرية تدعى (مبادرة الدفاع الأميركية عن الحرية)، أضافة الى تأسيسها لمنظمة (وقف أسلمة اميركا).

وخرجت مسيرات احتجاجية في العديد من مدن العالم عام 2006 بعدما نشرت صحيفة دانماركية رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد.

وفي مطلع هذا العام قتل 12 شخصًا في هجوم لمسلحين على صحيفة (شارلي إيبدو) الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس، التي كانت نشرت تلك الرسومات.

وتعرض المشاركون في تجمع عن حرية التعبير في كوبنهاغن الدانماركية في فبراير (شباط) إلى هجوم من مسلحين أدى إلى مقتل مخرج سينمائي.

هجوم مسعور

ويشار إلى أن اسم باميلا غيلر يتردد باستمرار في الولايات المتحدة أثناء الهجوم المسعور على الاسلام والمسلمين، وقد وصفها نقاد بأنها "بوق" حركة الاسلاموفوبيا التي تصنع بكل جهد موجة من الكراهية والعداء ضد الاسلام.

وكانت غيلر عملت سابقًا في صحيفتي (ديلي نيوز) و(نيويورك ابزورفر)، ولمواقفها العنصرية كانت شركة (باي بال) قطعت&علاقتها مع مدونة " اطلس شروغز" لأنها تخالف سياستها القائمة على أنه لا يجوز استخدام خدمات الشركة، وهي استقبال وارسال دفعات مالية لأية اشياء تحرض على العنف أو تعزز الكراهية والتعصب العنصري.

مجموعة كراهية

وكان مركز (الفقر الجنوبي) اعتبر منظمة " وقف أسلمة أميركا " التي تشرف عليها غيلر أنها مجموعة كراهية، كما أن مكتب تسجيل العلامات التجارية قد رفض منح المنظمة علامة تجارية& للسبب التالي بالنص:" علامة المنظمة تشير الى المسلمين بأسلوب يحط من قدرهم لأن معنى اسم الموسسة يعني بأن التحول الى الاسلام يحتاج الى وقفة".

وكانت منظمة (وقف أسلمة أميركا) ثمرة لمجموعة كراهية أخرى تأسست في القارة الاوروبية، وهي تسعى لمنع بناء المساجد، وتدعى&وقف أسلمة اوروبا، وتعتقد هذه المنظمة بأن الخوف من الاسلام هو ذروة الحس السليم.

كما كانت&منظمة رقابة أميركية&وصفت شريك غيلر في تأسيس المنظمة، وهو يدعى روبرت سيشر، بأنه "واحد من الزمرة القذرة لنشر الاسلاموفوبيا وهو يمتهن نشر الخوف والتضليل والتعصب وهو معروف بقوله إن الاسلام دين متطرف وعنيف بالفطرة".