روى وليد جنبلاط في شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن رفيق الحريري قال له قبل ستة أيام من اغتياله: إما يقتلونك أو يقتلونني.

إيلاف - متابعة: واصل النائب اللبناني وليد جنبلاط اليوم تقديم شهادته أمام المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، راويًا جوانب من علاقته به، وعلاقته والحريري بسوريا، في ظل عهد الوصاية السورية على لبنان، الذي كان يمثله رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، الذي تمسك رئيس النظام السوري بشار الأسد بالتمديد له.

خدام أخبرني

العلاقة مع السوريين كانت متقلبة جدًا، رغم أن جنبلاط نسج مع النظام السوري تحالفًا رغمًا عنه، بعد أربعين يومًا من قتل السوريين والده كمال جنبلاط، في 16 آذار (مايو) 1977.

قال جنبلاط إن عبد الحليم خدام، الذي انشق اليوم عن النظام بعدما كان نائبًا لبشار الأسد، ووزيرًا للخارجية السورية إبان حكم والد بشار، حافظ الأسد، قال له إن رفعت الاسد حاول قتله على طريق بيته بين دمشق وبلودان، "وعند وصول خدام إلى المستشفى للاطمئنان الى صحة مروان حمادة، كنت في حيرة من أمري كيف أحميه من الجمهور الغاضب، الواقف أمام المستشفى".

ومحاولة اغتيال حمادة كانت فاتحة موجة الاغتيالات في لبنان، التي ذهب ضحيتها الحريري، وكوكبة أخرى من الشخصيات اللبنانية المناوئة لسوريا. وبحسب جنبلاط، هذا الجمهور تذكر اغتيال كمال جنبلاط لحظة محاولة اغتيال حمادة، "لأنه لا ينسى رغم التسويات السياسية التي كانت تحصل".

قال جنبلاط: "بعد محاولة اغتيال حمادة، اتصل بي العماد الشهابي محذرًا: انتبه يا وليد".

كان ضروريًا

يروي جنبلاط في شهادته أن العلاقة بين فرنسا وسوريا كانت جيدة، "والحريري هو الذي سعى إلى توطيد هذه العلاقة، لأن الحريري رأى أن الوجود السوري آنذاك كان ضروريًا، لكن بعد التمديد للحود ساءت العلاقة الفرنسية السورية، فنحن استخدمنا كل الصفات السياسية المقبولة من أجل القول إن التمديد للحود ليس شرعيًا وفرض علينا من قبل النظام السوري".

واستخدم جنبلاط كلمة "فرض" انطلاقًا من قناعته، التي عبر عنها بوضوح قائلًا: "لا حل وسطًا مع النظام السوري، فإما ان تكون ملحقًا أو خائنًا".

بعد استقالة الحريري، "اختير الرئيس عمر كرامي لرئاسة الحكومة، لأنه كان اسمًا لمواجهة الحريري، في هذه الأثناء وضعنا أنا والرئيس الحريري خطة مشتركة لانتخابات العام 2005 لجهة اللوائح، ورفض ضم الودائع السورية إلى هذه اللوائح".

بين الطائف و1559

وفي جوابه عن اتفاق الطائف، قال جنبلاط: "جوهر الطائف كما فهمه الحريري كان أن يكون للبنان جيش قوي، يستلم الحدود وينسق مع الجيش السوري في حال أي عدوان اسرائيلي على لبنان". إلا أن السوريين رفضوا هذا الفهم، لأنهم ما أرادوا تنفيذ شق إعادة تموضعهم من اتفاق الطائف.

وتحدث عن التصعيد بوجهه، وبوجه الحرير. قال: "التصعيد بشأني كان يوميًا وناصر قنديل وسّع التصعيد واتهم الجميع بالخيانة، وقبل اغتياله بـ 6 أيام وخلال اجتماع عنده، قال لي الحريري اما يقتلونك أو يقتلونني".

وقال إن سياسة السوريين كانت التفريق، "وعندما يجتمع اللبنانيون على أن لبنان اولًا، كان هذا يزعج السوريين".

وعن القرار 1559، الذي اتهم السوريون وأعوانهم في لبنان الحريري وحمادة بأنهما يقفان وراء صدوره، قال: "لا علاقة لي ولا للحريري بصدور القرار 1559، وهذا القرار لا يناسب لبنان، لا سيما في شق تجريد الميلشيات من السلاح، والحريري لم يتطرق إلى موضوع سلاح المقاومة، وكان يسعى الى حل عادل للقضية الفلسطينية، وكان يرى أن بند نزع سلاح الميلشيات غير مقبول بل مستحيل".