افتتحت بريطانيا المركز الأول من نوعه في الجزائر لتعليم اللغة الإنكليزية، وقامت وزيرة التعليم الوطني، الدكتورة نورية بن غبريط بافتتاح مركز المجلس الثقافي البريطاني للتعليم الذي تمّ إنشاؤه حديثاً في العاصمة الجزائرية.

نصر المجالي: قال مارك روبسون، مدير اللغة الإنكليزيّة والإمتحانات في المجلس الثقافي البريطاني إن الحماس الذي يبديه الشباب في الجزائر إزاء تعلّم هذه اللغة ينتج عن فرص التعليم والعمل التي يؤمّنها. وأضاف أن المجلس بصفته منظمة المملكة المتحدة الدولية للعلاقات الثقافية والفرص التعليميّة، يقوم المجلس الثقافي البريطاني بتقديم خدمة تعليم اللغة الإنكليزيّة في شمال أفريقيا منذ 80 عامًا.

وأعرب روبسون عن سروره لإعادة فتح أبوابه للشعب في مدينة الجزائر. نحن نتطلّع إلى مشاركة خبراتنا مع الطلاب المتعطّشين لتعلّم الإنكليزيّة وتحسين مستواهم اللغوي فيها. وقال إن مركز التعليم الجديد سيقوم بتعليم 1000 طالب تبلغ أعمارهم الستّ سنوات وما فوق، كما سيتولّى تعليمهم أساتذة لغة إنكليزّية معتمدون من المجلس الثقافي البريطاني في المملكة المتّحدة.

ويعمل المجلس الثقافي البريطاني في الجزائر منذ استقلالها، وفي شمال أفريقيا منذ العام 1938، ففي العام الفائت، أمّنت شبكة مراكز التعليم الخاصّة بالمجلس الثقافي البريطاني دروسًا في اللغة الإنكليزيّة لأكثر من 80 ألف طالب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

شراكة طويلة

غير أنّ افتتاح المركز التعليمي لا يشكّل الركيزة الوحيدة التي يتناولها المجلس الثقافي البريطاني لتطوير اللغة الإنكليزيّة في الجزائر، إذ أنّه يعمل مع الحكومة الجزائريّة وشركائه التعليميّين والإعلاميين على عددٍ من المبادرات على الصعيد الوطني، بهدف تحسين تعليم اللغة الإنكليزيّة وتعلّمها في الجزائر. وتهدف الشراكة الجديدة التي مدّتها ثلاث سنوات مع وزارة التعليم الوطنيّ الجزائريّة تحت عنوان "التنمية التعليميّة الإنكليزيّة الإستراتيجيّة للمدارس" (SEEDS)، إلى تنمية اللغة الإنكليزيّة في المدارس المتوسّطة والثانويّة في جميع أنحاء الجزائر.

كما تهدف المبادرة، من خلال العمل مع حوالى 200 مدقّق لغة إنكليزيّة و 600 من مدرّبي المعلّمين، إلى تأمين التدريب لحوالى 32000 معلّم لغة إنكليزيّة في المدارس. كما يرمي البرنامج إلى دعم خطط الحكومة الإصلاحيّة، وذلك من خلال مقاربةٍ متكاملة تخصّ تدريب المعلّمين والمناهج والتقييم والكتب الدراسيّة والمواد.

اتفاق

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائريّة وقعت اتفاقاً بغية تسهيل تسجيل 500 باحث دكتوراه في اللغة الإنكليزية تموّلهم الحكومة الجزائريّة للتعلّم في جامعاتٍ بريطانيّة خلال الأعوام الخمسة القادمة. ويشكّل ذلك جزءًا من خطّةٍ جزائريّة أوسع يدعمها المجلس الثقافي البريطاني، ترمي إلى تحسين مستوى اللغة الإنكليزيّة في الجامعات.

ويشار الى انه يبثّ برنامج تعلّم اللغة الإنكليزيّة الخاص بالمجلس الثقافي البريطاني على إذاعة (راديو جيل)، بالإضافة إلى نشاطات تعلّم اللغة الإنكليزيّة مع صحيفة (الشروق)، والإنخراط المتزايد على شبكة الإنترنت لأكثر من 500 ألف مواطن جزائري من خلال صفحة Learn English MENA على موقع فيسبوك.

وتكتسب اللغة الإنكليزيّة أهميّة متزايدة في العالم العربي، وذلك بحسب دراسةٍ أُجريت مؤخّرًا تناولت الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا. وقد أظهرت نتائج البحث أنّ %63 من المشاركين يعتقدون أنّ اللغة الإنكليزيّة تشكّل مهارةً أساسيّة للتقدّم المهني.

اقتناع جزائري

كما أظهرت الدراسة التي أجرتها شركة يورومونيتر ـ Euromonitor لحساب المجلس الثقافي البريطاني سنة 2012 أنّه على الرغم من اقتناع 57% من الجزائريين بأهميّة اللغة الإنكليزيّة في الحصول على وظائف براتب أفضل، تبلغ نسبة الجزائريين الذين يتقنون اللغة الإنكليزيّة 30% فقط. تجدر الإشارة إلى أنّ متقني اللغة الإنكليزيّة يتقاضون رواتب تفوق تلك التي يتقاضاها الذين لا يتقنون اللغة بنسبة 10%.

وتعليقًا على أهميّة اللغة الإنكليزية بالنسبة للجزائر، قال مدير المجلس الثقافي البريطاني في الجزائر مارتن دالتري إن "اللغة الإنكليزيّة هي مهارةٌ تؤمّن للعديد من الجزائريّين الشباب مستقبلاً باهراً في الحكومة والأعمال والتعليم".

وأشار دالتري إلى "الصلة المباشرة بين تعلّم اللغة الإنكليزيّة في المدرسة والنجاح في التعليم العالي وصولًا إلى صقل يدٍ عاملة ماهرة ذات مستقبلٍ دولي. إنّ الحكومة الجزائريّة على يقين بهذا الأمر. ويفتخر المجلس الثقافي البريطاني، كمنظّمةٍ رائدة عالميًّا في تعليم اللغة الإنكليزيّة، بالعمل مع الجزائر لتحقيق هذا الهدف".