يبدأ اليوم سريان مفعول اتفاق إعفاء مواطني الامارات من تأشيرة الشنغن الخاصة بالاتحاد الأوروبي، بعدما يوقعه مجلس الاتحاد الاوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، وبموجبه يُمنح المواطنون الإماراتيون حق الدخول إلى 34 دولة أوروبية من دون تأشيرة مسبقة.
&
دبي: يدخل اليوم قرار إعفاء الامارتيين من شنغن حيز التنفيذ رسميًا بعد توقيع اتفاق بين الامارات والاتحاد الأوروبي، يوقعه سفير الامارت في بلجيكا رئيس بعثة الإمارات في الاتحاد الأوروبي السفير سليمان المزروعي، نيابة عن وزير الخارجية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ومفوض جمهورية لاتفيا نيابة عن الاتحاد الأوروبي، لأن لاتفيا تترأس الاتحاد حاليًا.
وجاء قرار إعفاء الإماراتيين من الشنغن بعد تصويت البرلمان الأوروبي في شهر شباط (فبراير) 2014، ويقضي بإلغاء تأشيرة شنغن عن مواطني دولة الإمارات بأغلبية 523 عضوًا صوتوا لصالح القرار، من أصل 577 عضوًا.
ونتيجة لهذا القرار، مواطنو الامارات معفيون من تأشيرة الدخول المسبقة إلى 34 دولة أوروبية، هي النمسا وبلجيكا والدانمارك والسويد ومالطا واستونيا وفنلندا وفرنسا والمانيا وبولندا وليتوانيا ولاتفيا واليونان وايسلندا وإيطاليا وسلوفاكيا والتشيك وسويسرا ولوكسمبورغ وهولندا والمجر وسلوفينيا وكرواتيا وبلغاريا ورومانيا وليختنشتاين وقبرص والنرويج والبرتغال واسبانيا والفاتيكان وأندورا - سان مارينو وموناكو.

مكانة الامارات
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الاماراتي، إن هذا الانجاز واحد من سلسة نجاحات متتالية تشهدها الامارات في مختلف القطاعات منذ تأسيسها، ويشكل اعترافًا من البرلمان الأوروبي بمكانة الإمارات والنجاحات التي حققتها طوال السنوات الماضية.
كما أكد أن القرار إنجاز كبير للدبلوماسية الإماراتية، "التي أثبتت أنها نموذج للأداء المتميز بما تتسم به من حيوية وقدرة على الحركة والتأثير والتخطيط والعمل المتكامل والقدرة على تحقيق المصالح الوطنية العليا في الداخل والخارج، وهذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها الدبلوماسية الإماراتية تميزها حيث كان لها دور مهم ومؤثر في فوز دولة الامارات باستضافة مؤتمر الطاقة العالمي 2019 وفوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 واستضافة أبوظبي للمقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة في العام 2009 .
&
وطن السعادة
وشدد وزير الخارجية الاماراتي على أن قرار البرلمان الاوروبي لم يأت من فراغ أو يتحقق بسهولة، "إنما تقف وراءه سياسة حكيمة وقيادة رشيدة عملت بجد على بناء صورتها الناصعة في الخارج، وجعلها عنوانًا للحكمة والاعتدال والتعايش والسلام والانفتاح على الجميع، وفي الوقت نفسه رمزًا للإنجاز على المستوى الداخلي، وتركيز الجهد في خدمة المواطن الإماراتي حتى وصلت الدولة إلى ما وصلت إليه من تقدم جعلها نموذجًا يُشار إليه بالبنان وتجربة تنموية رائدة يسعى كثيرون إلى تقليدها والسير على خطاها".
وأكد أن دولة الإمارات تثبت أنها فعلًا وطن السعادة، "ومن حق مواطنيها أن يشعروا بالفخر بقيادتهم الرشيدة التي لا تألو جهدًا في رعايتهم سواء في الداخل أو في أي مكان حول العالم، والانتماء العميق إلى هذا الوطن الغالي الذي يوفّر لأبنائه حياةً كريمة، تتوافق مع أرقى المعايير العالمية، ويضعهم دائما في مقدمة أولويات برامج التنمية الحالية والمستقبلية".
أضاف: "القرار ينطوي على مردودات إيجابية عديدة للمواطنين حيث سيسهل لهم حرية السفر والتنقل في دول الاتحاد الأوروبي علاوة على أنه سيوفر كثيرًا من الوقت والجهد والمال وينهي الإجراءات الطويلة للحصول على تأشيرة هذه الدول كما يتيح لأبنائنا الطلاب فرصًا أكبر في التعرف على الجامعات الأوروبية عن قرب".
&
احترام أوروبي
ونوه وزير الخاريجة بحرص الإمارات على إقامة علاقات فاعلة وعلى أسس قوية مع التجمعات الإقليمية المهمة، "وفي مقدمها الاتحاد الأوروبي في إطار سياستها الخارجية النشطة التي تعمل على تعزيز الروابط مع مختلف دول العالم بما يصب في خدمة المصالح الوطنية العليا ويعزز موقع الدولة وحضورها إقليميًا ودوليًا".
ولفت إلى أنه وفي إطار تعزيز العلاقات الإماراتية الأوروبية، افتتح الاتحاد الأوروبي بعثة دبلوماسية له في أبوظبي، وتم أخيرًا إطلاق مجموعة الصداقة بين البرلمان الأوروبي والإمارات، "وهذا يؤكد بوضوح الاحترام الأوروبي الكبير للدولة والسياسة الحكيمة لقيادتها من ناحية والحرص على بناء جسور التعاون والتنسيق معها في المجالات المختلفة من ناحية أخرى فضلًا عن التقدير لتجربتها التنموية الرائدة على المستويين الإقليمي والعالمي".
وأشاد الشيخ عبدالله بن زايد بسلوك مواطني الامارات الحميد في الدول الأوروبية، "إذ كانوا خير سفراء لبلدهم على نحو يجسد المستوى الحضاري والرقي الذي تتمتع به الإمارات على مختلف الأصعدة، وهذا الأمر لعب دورًا أساسيًا في نجاح مشروع إعفاء مواطني الدولة من تأشيرة شنغن مثمنًا السلوك الإيجابي لمواطني الدولة وأخلاقهم الحميدة واحترامهم نظم وقوانين الدول المضيفة وتشبثهم بقيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب".
&
إرشادات
وكانت الخارجية الاماراتية أطلقت حملةً بعنوان #إعفاء_الإمارات_من_الشنغن، لتوعية الاماراتيين بإجراءات السفر إلى الدول الأوروبية من دون تأشيرة مسبقة، تقدم الارشادات التي يحتاجها المواطنون المسافرون إلى منطقة دول شنغن لمعرفتها، عبر وسائل الإعلام المحلية الرسمية ومواقع التواصل الإجتماعي.
وتوضح الحملة معلومات وافية عن مدة الإقامة المسموحة وتصل &في دول شنغن إلى ستة أشهر في كل عام، وأقصاها 90 يومًا متواصلة أو متقطعة، مع وجوب أن لا يقضي المواطن أكثر من 90 يومًا متواصلة في دول شنغن، وقضاء 90 يومًا خارجها في حال أراد العودة إليها مجددًا.
&