يجري ساسة عراقيون اتصالات لتطويق تداعيات دخول حشود من الميليشيات الشيعية قادمة من محافظة كربلاء إلى ناحية النخيب السنية في محافظة الأنبار المجاورة، بعد 48 ساعة من اناطة مسؤولية الأمن فيها إلى قوات الفرات الاوسط، المكلفة بأمن المحافظات الشيعية، بدلا من قيادة البادية والجزيرة المكلفة أمن المناطق الغربية السنية التي كانت تابعة لها.

لندن: بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري اليوم مع رئيس الوزراء حيدر العبادي تطورات الملف الأمني لناحية النخيب التابعة لمحافظة الأنبار السنية، والتي انيطت مسؤوليتها بقيادة الفرات الاوسط للمحافظات الشيعية داعيا "إلى طمأنة المواطنين ان الاجراءات الأمنية الاخيرة في الناحية تتعلق بالجانب الفني ولا تحمل اي ابعاد جغرافية" في اشارة إلى مخاوف اقتطاعها من محافظة الأنبار وضمها إلى محافظة كربلاء كما تطالب حكومتها المحلية.
واكد رئيسا البرلمان والحكومة على اهمية الأخذ&في الاعتبار الاوضاع الأمنية في محافظة الأنبار، وتوحيد الجهود في محاربة تنظيم داعش الارهابي، حيث اتفقا على استمرار التشاور بهدف تطويق اي مشكلة قد تنتج عن تلك الاجراءات" كما قال بيان صحافي برلماني تلقت "إيلاف" نسخة منه الاربعاء.
وجاءت هذه المحادثات بعد ساعات من اعلان حكومة الأنبار المحلية دخول قوات كبيرة من ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية إلى ناحية النخيب قادمة من كربلاء.
&
وقال مجلس محافظة الأنبار في بيان اليوم ان "ناحية النخيب (400 كلم جنوب غرب الرمادي)، والتي تربط الأنبار بكربلاء مؤمنة بالكامل وتحت سيطرة قوات الجيش والشرطة والأمن الوطني وبقية القيادات الأمنية الاخرى".. موضحا ان "جميع الادارات فيها تعمل بصورة طبيعية ولم يدخل اليها تنظيم داعش". واضاف المجلس انه "تفاجأ بدخول قوات كبيرة من الحشد الشعبي إلى ناحية النخيب، وتمركزهم فيها دون علم مجلس الأنبار والحكومة المحلية فيها وهي قادمة من محافظة كربلاء". وطالب المجلس رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإصدار اوامره بسحب قوات الحشد الشعبي من ناحية النخيب واعادتهم إلى كربلاء... مشددا على ان الناحية لا تحتاج إلى تواجد قوات الحشد فيها .&
وجاءت هذه التطورات اثر قرار الاثنين الماضي إناطة مسؤولية الأمن في النخيب إلى قيادة عمليات الفرات الأوسط المكلفة بأمن المحافظات الشيعية وسحب هذه المهمة من قيادة البادية والجزيرة المكلفة بأمن المناطق السنية .&
&
ولتبرير هذا الاجراء فقد ادعى عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي ان "معلومات استخبارية أكدت خلال الأيام الماضية نية عناصر تنظيم داعش الإرهابي مهاجمة منطقة النخيب والسيطرة عليها وعزلها عن الأنبار تمهيداً لمهاجمة كربلاء" .. وقال إن "نحو 250 كلم من حدود كربلاء الغربية متاخمة للأنبار وأن التهديد الأمني الأكبر للمحافظة يكمن في منطقة النخيب الحدودية". وأوضح أن "ناحية النخيب أصبحت عسكريا ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الفرات الأوسط وتم تأمينها تماماً ولم يعد بإمكان الارهابيين التقرب منها".
&
الأصابع الايرانية ليست بعيدة
ومن جهته اكد مصدر عراقي عليم بجغرافية المنطقة في حديث مع "إيلاف" مفضلا عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان السيطرة الشيعية على ناحية النخيب تأتي ضمن الاستراتيجية الايرانية لقطع الصلة بين الأنبار وعشائرها والمملكة العربية &السعودية والأردن وفرض طوق شيعي حول السعودية من جهة العراق من خلال الحاق النخيب بمحافظة كربلاء وبشكل تصبح المحافظات العراقية ذات الأكثرية الشيعية على تماس مباشر مع الحدود السعودية والأردنية بحيث تملك إيران طريقاً آمناً عبر المحافظات الشيعية في جنوب العراق ووسطه للوصول إلى هناك.
وتقع ناحية النخيب في وسط الصحراء العراقية الغربية وكانت تابعة إلى قضاء الرطبة والتي تبعد عنها بمسافة تصل إلى حوالى 270 كلم و 100 كلم عن الحدود السعودية العراقية ما أكسبها أهمية لوقوعها على طريق الحج البري واستراحة الحجاج إلى بيت الله الحرام والذي يعد منفذاً ومفتاحاً مهما لمحافظة الأنبار مع المملكة العربية السعودية.&
&
أما على المستوى الاداري فقد كانت النخيب قرية تابعة إلى ناحية الرطبة منذ عام 1946 وجزءاً من البادية الشمالية وكانت شرطتها تتبع شرطة البادية العربية في الرطبة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921. ثم أصبحت ناحية عام 1960 وترتبط بقضاء الرطبة التابع لمحافظة الأنبار لغاية عام 1978 حين ضمت لمحافظة كربلاء ولمدة 14 شهراً فقط بعد الأزمة التي حدثت بين وجهاء عشائر النخيب وحكومة الرئيس العراقي الاسبق أحمد حسن البكر وقد كان الغرض منها معالجة إدارية مؤقتة وقد انتهت في حينها .. حيث أعيدت عام 1979 إلى محافظة الأنبار لتكون تابعة إلى قضاء الرطبة.
&
وينتمي أغلب سكان النخيب إلى قبيلة عنزة وبعض عشائر شمر والدليم والشريفات السنة ويبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة. وتعد النخيب من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية غير المستغلَّة بعد وكانت الحكومة العراقية قد وضعت خططاً لحفر آبار استكشافية فيها حيث تشير الدراسات إلى وجود 200 مليار برميل من النفط تحت رمال صحراء النخيب والرطبة لكن غزو العراق عام 2003 حال دون ذلك .&
وتحيط بالنخيب من الشمال مدن الهبارية والكسرة والرطبة ومن الشرق مدن الرحالية وكربلاء والعامرية والفلوجة .. وهي في الوقت الحاضر مركز كبير للمطاعم ومحطات الوقود على الطريق السريع المؤدي للأردن وسوريا.&
&
يذكر ان محافظة الأنبار تقع في نهاية القسم الغربي من العراق وتبلغ مساحتها 138579 كلم مربع وهي تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة بين محافظات البلاد حيث تشكل نسبة 32% من مجموع مساحة العراق.
&
&
&
&