لمنتجع كامب ديفيد الرئاسي الأميركي تاريخ سياسي طويل. ويدير المكتب العسكري للبيت الأبيض هذا المنتجع الذي شهد العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية.

دبي: حين بني منتجع كامب ديفيد، وكان اسمه أولًا منتجع "مرحبا-كاتوكتين"، أريد منه أن يكون نزلًا لعملاء الحكومة الاتحادية وعائلاتهم. بدأ بناؤه في العام 1935، وانتهى في العام 1938. لكن، في العام 1942، قرر الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت استخدامه منتجعًا رئاسيًا، وسمّاه "شانغري-لا". في العام 1945، حوّله الرئيس الأميركي هاري ترومان منتجعًا رئاسيًا رسميًا. بقي على اسمه حتى أتى الرئيس دوايت أيزنهاور وغير اسمه، وسمّاه تيمنًا باسم حفيده ديفيد.

والمنتجع واقع على 200 فدان من المناطق الجبلية ذات المناظر الخلابة المحاطة بسياج أمني شديد الحراسة، وهو مغلق أمام الجمهور والزيارات العامة، ولا يشار إلى موقعه على خرائط متنزه جبل كاتوكتين لدواعٍ أمنية. ويدير المكتب العسكري للبيت الأبيض هذا المنتجع، إذ فيه مكتب الرئاسة وقاعة للاجتماعات، إلى جانب أسباب المعيشة المرفهة.

سياسة وترفيه

منذ الاجتماع الذي جرى في خلال الحرب العالمية الثانية بين روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا وينستون تشرشل، وخططا حينها لغزو أوروبا ودحر ألمانيا النازية، شهد المنتجع العديد من المؤتمرات الرئاسية والأحداث السياسية والنشاطات الرئاسية، التي تراوحت بين المهمة والترفيهية.

ففي عهد أيزنهاور، عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء الأميركي بالمنتجع. واستضاف أيزنهاور نفسه هناك رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان، ورئيس الوزراء السوفياتي نيكيتا خروتشوف. وزار الرئيس جون كينيدي وعائلته المنتجع للاستمتاع بركوب الخيل، وسمح كينيدي لموظفي البيت الأبيض وأعضاء مجلس الوزراء باستخدام المنتجع عندما لا يكون موجودًا فيه، من دون أن يمارس منه سلطاته الرئاسية.

أما الرئيس ليندون جونسون، فعقد مناقشات هامة مع مستشاريه في "الكامب" في خلال حرب فيتنام، وفي إبان أزمة جمهورية الدومينيكان، واستضاف فيه رئيس الوزراء الأسترالي هارولد هولت وزوجته، وكانا في زيارة خاصة.

وفي عهد ريتشارد نيكسون، أضيفت إلى المجمع مبانٍ جديدة، عقد فيها اجتماعات لمجلس الوزراء ومؤتمرات للموظفين، واستضاف كبار الشخصيات الأجنبية. وقضى رونالد ريغان وقتًا في المنتجع أكثر ممن سبقه من رؤساء الولايات المتحدة، وهناك استضاف رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر. بينما استضاف الرئيس جورج بوش الأمير تشارلز، وأقام فيه عرس ابنته دوروثي في 1992، ليكون أول حفل زفاف يعقد هناك.

مؤتمرات

شهد المجمع مؤتمرات قمة عدة، أولها وأهمها كان لقاء القمة الذي تم في العام 1973 وجمع الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون والأمين العام للحزب الشيوعي السوفياتي حينها ليونيد بريجنيف.

وأتى هذا اللقاء بعد تغيير ميزان القوى في العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وظهور السلاح النووي، والتوازن الإستراتيجي التقليدي وغير التقليدي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، خصوصًا في أوروبا. وعقدت هذه القمة لتنظيم العلاقات بين الجبارين.

وفي 1978، شهد المنتجع توقيع أول معاهدة سلام عربية إسرائيلية، بين مصر وإسرائيل، عرفت بمعاهدة كامب ديفيد. ففي 17 أيلول (سبتمبر) من ذلك العام، وقع الرئيس المصري الراحل أنور السادات والرئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحيم بيغين معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واتفاق الحكم الذاتي في الضفة والقطاع، بعد 12 يومًا من المفاوضات في كامب ديفيد، برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر.

وفي العام 2000، عقدت معاهدة كامب ديفيد-2، حين رعى الرئيس الأميركي بيل كلينتون مفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك في 11 تموز (يوليو) 2000، لحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. دامت القمة أسبوعين وانتهت بالفشل إذ لم يتوصل الطرفان إلى حل يرضيهما معًا.

وفي يومي 18 و19 ايار (مايو) 2012، عقدت مجموعة الثماني قمتها الثامنة والثلاثين بالمنتجع، فكانت الأولى منذ انضمام روسيا إلى المجموعة في العام 1997 والتي لم يحضرها الرئيس الروسي.

وبعد أيام، في 14 الجاري، يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي للبحث في رفع مستوى التعاون الأمني والعسكري في منطقة الخليج العربي بمواجهة الأطماع الإسرائيلية.

اختراق أمني

في 10 تموز (يوليو) 2011، اعترضت مقاتلات أميركية طائرة خاصة صغيرة بالقرب من أجواء كامب ديفيد، حين كان أوباما يمضي وقتًا بالمنتجع، وكانت تلك هي المرة الثالثة خلال يومين والخامسة خلال شهر التي يحدث بها مثل هذا الحادث. ولم يكن هناك أي مؤشر يستدعي الربط بين تلك الحوادث.

وفي إبان أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، تداولت وسائل الإعلام الأميركية أنباء عن سقوط طائرة الرحلة رقم 93 التابعة للخطوط الجوية المتحدة بالقرب من كامب ديفيد بمسافة تبعد 90 ميلًا تقريبًا، بعيدًا عن مكان هبوطها الطبيعي في مقاطعة سومرست بولاية بنسيلفانيا.

وفي 12 أيار (مايو) 1989، وقع حادث تصادم لسيارة بالباب الرئيسي للمنتجع أدى إلى إصابة سائق السيارة بجروح خطيرة جراء اصطدامه بالبوابة المحصنة التي لم يصبها أي ضرر.