سال حبر صحف الخليج اليوم الاربعاء، بين اليمن والعراق، ليتحدث عن هروب للجيش العراقي وسقوط الرمادي، وخيار التقسيم، ثم تحدث في صفحات أخرى عن مؤتمر الحوار، الذي يعد منفذ أمل لعودة الشرعية والاستقرار للشعب اليمني.


الرياض: ركزت صحف الخليج في افتتاحياتها اليوم الاربعاء على الأحداث في اليمن والعراق، حيث تهكمت صحيفة "الرياض"، على قصة القوات العراقية والهروب، أو كما يفضلون أن يطلقوا عليه "إعادة الانتشار"، معتبرة أنها مثيرة للاستغراب والتعجب.

وقالت: لقد بدا المشهد -الذي التقطته كاميرا أحد الهواة ومركبات الجيش تلوذ بالفرار أمام "داعش" في الرمادي- ، محبطاً ومقلقاً لأي عراقي، ويعيد للذاكرة يوم سقوط الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، والأشد سوءاً وغرابة حالة الاستنجاد بما يُعرف بالحشد الشعبي. وأشارت إلى أن استيلاء "داعش" بسهولة على المناطق السنية في العراق يضع علامات استفهام كبيرة حول ضعف وتراخي الأداء الأمني ، خصوصاً أن الهجوم على الرمادي كان متوقعاً ويأتي بعد معارك تمت في تكريت وديالى.

بدورها، اشارت صحيفة "الوطن" السعودية الى أن العراق في طريقه إلى التقسيم، لأن الواقع العراقي يفرض هذه المعادلة. ولكن حتى هذا التقسيم لن يأتي بسهولة، كحلٍّ أخير لإنهاء مسلسل الدم العراقي. واعتبرت أن إيران جزء رئيس من مشكلة العراق. والإرهاب جزء آخر من هذه المشكلة، والطائفية أساس المشكلتين.

وبينت أن تنظيم داعش أحكم قبضته على الرمادي ورفع علمه الأسود الذي يلائم أيديولوجيا هذا التنظيم، وحرر بعض السجناء لكسب دعم السكان هناك. وقالت صحيفة "المدينة" إن مؤتمر الحوار اليمني "إنقاذ اليمن"، الذي انعقد في الرياض، هدف بالدرجة الأولى إلى إعادة السيادة والشرعية والاعتبار لليمن الشقيق، بعد أن حاولت العصابات الحوثية، وقوات المخلوع علي عبدالله صالح بسط نفوذها عليه؛ بهدف تأسيس دولة تابعة لإيران.

واوضحت ان النجاح الأكبر في المؤتمر تمثل في صدور إعلان الرياض الذي تضمن العديد من التوصيات والمطالبات يأتي على رأسها استخدام كافة الوسائل العسكرية والسياسية لإنهاء التمرد الحوثي. وبينت أن المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الأمم المتحدة المعنية بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2216، وأيضًا إعلان الرياض الصادر مؤخرًا تشكّل بمجملها المرجعية السياسية في الفترة الانتقالية لإخراج اليمن من أزمته، وعودة الأمور إلى نصابها.

ورأت صحيفة "عكاظ" ان إعلان الرياض الذي تم اعتماده أمس في مؤتمر الحوار اليمني يشكل نقطة ضوء في النفق المظلم الذي يعيشه اليمن بسبب انقلاب الحوثي على الشرعية وتدميره للمؤسسات الشرعية وإهلاك الحرث والنسل اليمني. وقالت إن إعلان الرياض يمثل علامة فارقة لبناء الدولة اليمنية يستنير بها اليمنيون الراغبون بغد أفضل وببلد آمن ومستقر بعيدًا عن الحزبية والطائفية والإرهاب. فنقطة الضوء اللامعة تنطلق من إعلان الرياض لتشكل الانطلاقة ليمن آمن.

ونوهت صحيفة "اليوم"، في كلمتها، بالنجاح الباهر الذي تحقق لمؤتمر «من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية»، الذي اختتم أعماله أمس، حيث تفوقت فيه الحكمة اليمنية والإرادة اليمنية الحرة، على إرادة المدافع والميلشيات وقوى الشر الحوثية وحلفائها.

وقالت: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيّا اليمنيين، وهنّأهم على النجاح، مثلما هي مناقبه، فهو داعم لكل سلام وخير ومودة بين اليمنيين والعرب خاصة، وبين بني الإنسان عامة.& واعتبرت صحيفة "الشرق"، أن اجتماع الرياض شكَّل لحظة فارقة في تاريخ اليمن، وذلك من خلال مستوى المشاركة والتوقيت والنتائج. وقالت: إن المجتمعين مثَّلوا اليمن من شماله إلى جنوبه في أعلى المستويات، وما تم الاتفاق عليه وما نَصَّ عليه الإعلان يحقق كل تطلعات اليمنيين، الذين يؤمنون بوطنهم حراً مستقلاً في دولة مدنية اتحادية يعيش فيها الجميع تحت سقف القانون والدستور.

ورأت أن الإعلان وضع النقاط على الحروف في حل المشكلات التي تواجه اليمن، ووضع تصورات سيعمل على تنفيذها للمرحلة المقبلة ابتداءً من تشكيل جيش وطني، وليس انتهاء بسحب الأسلحة من الميليشيات.

واهتمت صحف الإمارات في مقالاتها الافتتاحية بتوصيات مؤتمر الرياض "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية "، التي أكدت أهمية دعم اليمن وقيادته الشرعية ورفض الانقلابيين الحوثيين ومشروعهم المدمر واستئناف العملية السياسية لإخراج اليمن من عنق الزجاجة، إضافة إلى استمرار الحرب على تنظيم "داعش" في محافظتي الأنبار العراقية والرقة السورية.

وتحت عنوان "إعلان الرياض"، قالت صحيفة " البيان" لم يدع منظمو مؤتمر الرياض "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية " أن ما عقدوه هو مؤتمر الحوار الذي ينشده اليمنيون وكل الحريصين على اليمن من الأمتين العربية والإسلامية وغيرهما، ولم يحمل المؤتمر مسمى "حوار" لكي نحاكم نتائجه على هذا الأساس، إنما هي فعالية تهدف من عنوانها إلى إنقاذ اليمن من تداعيات الانقلاب الحوثي أي أن الحديث يدور عن مؤتمر رافد لعملية إعادة الأمل من أجل اليمن، لإصلاح ما خربه الحوثيون وإعادة بناء البلد.

وتحت عنوان "ليس هكذا تتم مواجهة داعش"، رأت صحيفة "الخليج" أن الحرب الجارية الآن على "داعش" في محافظتي الأنبار العراقية والرقة السورية والتي امتدت حاليًا حول مدينة تدمر ومناطق أخرى في سوريا تفتقد في الحقيقة إلى الجدية وتبدو قاصرة ومبتسرة رغم الغارات الجوية المكثفة التي تقوم بها طائرات التحالف، والتي تستهدف مقار ومواقع لقيادات "داعشية".

وأوضحت أن الحرب ضد مثل هذه المجموعة تقتضي خططاً ووسائل أخرى غير المتبعة حاليًا فمجريات المواجهة الحالية لا تؤشر إلى تصميم على تحقيق انتصار حاسم عليها، لأن جزءًا مما يجري يتم بشكل انتقائي أو رد فعل على هجمات يقوم بها هذا التنظيم، أي أن "داعش" يبادر ويضع الطرف الآخر في موقف الدفاع بعدما يختار نقاط ضعف محددة يحقق الانتصار من خلالها، وهذا سببه ضعف الاستعداد والتخطيط والتنسيق وغياب القرار الفعلي بهزيمة هذا التنظيم.

صحف إيران بدورها نوهت إلى ما يجري في العراق، واعتبرت أنه مصيري: تحت عنوان "الرمادي.. المعركة الفاصلة"، تناولت "كيهان العربي" في مقال لها الحرب بين الشعب العراقي وما وصفته بالعصابات الارهابية في مدينة الرمادي، فقالت: تتجه اليوم انظار أعداء واصدقاء العراق الى ما ستؤول اليه الامور بالرمادي في الايام القادمة، فمن الطبيعي جداً ان حالة من القلق وعدم الارتياح تنتاب أعداء العملية السياسية العراقية الجديدة.