مضى عام على الفراغ الرئاسي في لبنان، وهو بحسب المعنيين مرشح للإستمرار على وقع التدّخلات الخارجيّة والوضع الإقليمي، حيث تلعب إيران بحسب البعض، دورًا سلبيًا في ملف رئاسة الجمهوريّة.

بيروت: يعتبر النائب أمين وهبي (المستقبل) في حديثه ل"إيلاف" أن الفراغ الرئاسي مرشح أن يطول ولا أحد يعرف إن كان لسنوات أو أشهر، ولا تزال الإصطفافات الداخليّة الإقليميّة لا توحي بأن من يفرض الفراغ على البلد وتحديدًا إيران بأنه بوارد أن يغيّر موقفه، أما كم يستمر الفراغ فلا أحد يعرف، لأن الأمور لها علاقة بمصلحة إيران التي تمسك بورقة تعتبرها ثمينة، وعند مصلحتها توعز إلى حزب الله بأن يفك أسر الإستحقاق الرئاسي، ومتى يحدث ذلك فوفقًا لتطوّرات المنطقة.

أما النائب والوزير السابق بشارة مرهج (8آذار) فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أن الفراغ الرئاسي قد لا يطول سنوات، ومن المحتمل أن يطول لأسابيع وأشهر، وذلك لسببين الأول الأحداث الخطيرة التي تحيط بنا تحتم علينا تثبيت الكثير من الخلافات والانتقال إلى تلك الخطوة السياسية الحاسمة، لأن مصير الدولة والمؤسسات يعتمد عليها، أما السبب الثاني فهو أن صبر الشعب اللبناني يكاد ينفذ ويتحول نقمة على مختلف القيادات السياسيّة التي تقصّر عن القيام بواجباتها في انتخاب رئيس للجمهوريّة، والتي تستمر في خلافاتها وصراعاتها من دون النظر إلى ما يحدث من تآكل في المؤسسات وفي الدولة.

مبادرة عون

أما هل تسهّل مبادرة عون الرئاسيّة انتخاب رئيس للجمهوريّة في لبنان؟ يجيب وهبي أن المبادرة التي طرحها عون تطال أساسًا النظام اللبناني، ويريد القيام باستفتاء وهذا يتطلّب تعديل الدستور اللبناني، والظروف غير مؤاتيّة للمسّ بالدستور اليوم، رغم أنه غير مقدس غير أن التعاطي والذهاب باتجاه تعديل الدستور يحتاج إلى ظروف مختلفة، وأن تكون العقول باردة والأجواء مؤاتيّة.

وما طرحه عون من مبادرة تتطلب تعديل الدستور وكما ذكرت الظروف غير متوفرة اليوم لذلك.

عن مبادرة عون يقول مرهج إن الجميع مع الحوار وأن يكون جديًا ومسؤولاً ويستمع كل فريق إلى الآخر، وأن نتجاوز الخلافات المرحلية وصولاً إلى اتخاذ قرار مصيري ونحن مع كل مبادرة يمكن أن تؤدي إلى تعميق الحوار وتهدئة الأجواء.

الحوارات

ماذا عن الحوارات الجارية بين حزب الله وتيار المستقبل والحوار المتوقّع بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع، كيف تساهم في حلحلة موضوع رئاسة الجمهوريّة في لبنان؟ يجيب وهبي أن الحوارات التي تجري اليوم تهدف إلى تخفيف مستوى التوتر والتوافق على رئيس إذا أمكن، والحوارات تريح الناس بعض الشيء وتخفف منسوب التشنّج، وتجعل اللبنانيين يؤمنون بأن القوى السياسيّة تتواصل ولا بد من أن تهدأ الأمور ونعيش سوية، رغم ذلك بخصوص رئاسة الجمهورية والحوارات لا شيء ظاهر حتى الآن، لأننا نحاور البديل والأصيل في طهران.

عن الحوارات يقول مرهج إن الفرقاء كافة يمثّلون اللبنانييّن وعليهم الإستجابة إلى تطلعات المواطنين في وقف التداعي وإعادة بناء المؤسّسات على أسس سليمة وانتخاب رئيس للجمهوريّة كي يكتمل العقد اليوم.

ويضيف:"تبقى الحوارات إيجابية ومفيدة ويكتشف الفرقاء أهمية الوصول إلى قرار حاسم بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية واستمرار الوضع على ما هو عليه سينعكس سلبًا على البلاد أولاً وعليهم ثانيًا".

دور الخارج

عن دور الخارج في انتخاب رئيس للجمهورية يقول وهبي أن إيران تلعب دورًا سلبيًا وتوعز إلى حلفائها بعدم اكتمال النصاب وانتخاب رئيس جديد في لبنان، وكنا نتمنى أن يكون دور إيران إيجابيًا وأن تترك اللبنانيين يديرون شؤونهم الخاصة، القيادة الإيرانية محكومة بالكثير من الأحلام والأوهام التوسعيّة على حساب مصالح العرب، وبالتالي دورها في كل الدول، حيث تجد من يناصرها، يكمن في خلق المشاكل، وفي لبنان تم خلق مسألة السلاح غير الشرعي.

يلفت مرهج إلى أن لبنان هو من يعطي دورًا للخارج في انتخاب رئيس للجمهورية، ونفتح المجال للمزيد من التدخّل الخارجي في شؤوننا الداخليّة، للخارج دوره بسبب اعتماد قوى لبنانية عليه وبسبب السياسات الإقليميّة المعتمدة التي تجعل الوضع في لبنان دقيقًا يتوجب تفاهم اللبنانيين حتى يكون القرار الرئاسي داخليًا بالدرجة الأولى.