أرسلت فنلندا توجيهات إلى نحو مليون من جنودها الاحتياط تحدد أدوارهم ومهماتهم "في حال وقوع حرب" وسط توتر متزايد بينها وبين جارها الروسي العملاق.&


بعثت فنلندا توجيهات إلى 900 الف جندي احتياط بينهم فنلنديون يعيشون في الخارج. وكانت فنلندا اتخذت موقف الحياد من الصراع بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن عربدة الدب الروسي في اوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم والعمليات الاستفزازية للطائرات والغواصات الروسية دفعتها الى تعزيز تعاونها العسكري مع الغرب تحسبا لأي عدوان. &
&
وتشترك فنلندا التي لا تنتمي إلى حلف الأطلسي بحدود طولها نحو 1300 كلم مع روسيا، وهي أطول حدود بين روسيا ودولة أوروبية ما عدا اوكرانيا. &&
&
وتحدد التوجيهات الصادرة إلى جنود الاحتياط الوحدة التي يتعين الالتحاق بها في حال اندلاع عمليات قتالية ودور كل جندي والمهمة المكلف بها.&
&
وقال ضابط احتياط تسلم التوجيهات "إن التوقيت ليس عشوائيًا، ومن الواضح أنه عائد إلى موقف الروس المتزايد عدوانية". وأضاف أنه ضابط احتياط منذ 15 سنة وهذه اول مرة يتسلم فيها توجيهات كهذه.
ويبلغ تعداد الجيش الفنلندي الرسمي 16 ألف جندي.
&
ونفت الحكومة الفنلندية ارتباط إرسال التوجيهات بالأزمة الأوكرانية أو توتر علاقات هلسنكي مع موسكو. مشيرة إلى أن العملية بدأت قبل هذه التطورات. &
&
ولكن خبراء أكدوا ان ارسال التوجيهات مدفوع بالقلق من النيات التي يبيتها الكرملين حتى إذا بدأت المبادرة قبل ضم شبه جزيرة القرم. وقال الباحث في معهد الشؤون الدولية الفنلندي تشارلي سالونيوس باسترناك إنه "لو كانت روسيا سائرة على طريق التحول الى ديمقراطية ليبرالية لما كان هناك ضغط للاقدام على هذه الخطوة". &
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن باسترناك أن الخطوة "ترتبط بتزايد انعدام الاستقرار في المنطقة حيث أظهرت روسيا أنها قادرة على تحريك اعداد كبيرة من الجنود عبر مسافات طويلة بسرعة كبيرة".&
&
وكان الاتحاد السوفيتي اجتاح الأراضي الفنلندية في عام 1939 وسيطر على أكثر من 10 في المئة من اراضيها. &وبقيت فنلندا تعيش في ظل النفوذ الروسي رغم حيادها خلال الحرب الباردة.&
&
وشهدت الأشهر الأخيرة تحليقات كثيرة للطائرات الحربية الروسية لاختبار دفاعات فنلندا الجوية. &وفي نيسان/ابريل استخدمت البحرية الفنلندية قنابل عمق بعد الاشتباه بوجود غواصة داخل المياه الاقليمية قرب العاصمة هلسكني.
&
كما استُنفرت القوات المسلحة في البلدان المجاورة. &وأجرت السويد اواخر العام الماضي أكبر تعبئة عامة منذ الحرب الباردة بعد اكتشاف غواصة غامضة قرب العاصمة ستوكهولم. &&
&
ولجأت فنلندا الى تعزيز علاقاتها مع حلف الأطلسي متعهدة بالتعاون مع القوات المسلحة لبلدان شمال اوروبا الأخرى. &&
&