وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونًا يسمح بمنح المنظمات الأجنبية والدولية غير الحكومية وضع "المنظمات غير المرغوب بها في روسيا"، بينما ندد الكرملين بالافتراءات الإعلامية الغربية ضد موسكو.

نصر المجالي: اعتبر القانون الذي وقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويسمح بطرد منظمات أجنبية غير مرغوب فيها على أن "أنشطة المنظمات الأجنبية أو الدولية غير الحكومية التي تشكل خطرًا على النظام الدستوري الروسي والقدرة الدفاعية للبلاد وأمن الدولة، قد تعتبر غير مرغوب بها في روسيا".

ويترتب على منح منظمة ما هذا الوضع منع تلك المنظمات غير الحكومية من إنشاء فروع على الأراضي الروسية ونشر المواد الإعلامية وتنفيذ المشاريع الخاصة في روسيا. ووفقًا للقانون، حسب وكالة (سبوتنيك)، فإن قرار منح المنظمة الأجنبية أو الدولية وضع "غير المرغوب بها" يتخذ من قبل النائب العام أو نائبه. ويؤدي ذلك إلى تجميد حسابات المنظمة في روسيا.

وينص القانون على فرض غرامة مالية تتراوح ما بين 300 إلى 500 ألف روبل أو السجن لمدة 6 سنوات على مدير المنظمة. كما يتم إعفاؤه من المسؤولية الجنائية في حال استقالته من العمل طوعًا.

افتراءات

وإلى ذلك، أعرب رئيس ديوان الرئاسة الروسية سيرغي إيفانوف في مقابلة خاصة مع "RT" عن قناعته بأن خطة وسائل الإعلام الغربية لتشويه القيادة الروسية من خلال الافتراءات ستفشل.

وأشار إيفانوف إلى الافتراءات التي يتعرض لها في أحيان كثيرة الأشخاص المقربون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على صفحات وسائل الإعلام الغربية، لاسيما البريطانية والأميركية، معربًا عن ثقته بأن خطتها الهادفة لتخيب آمال المواطنين الروس في السلطات الروسية عن طريق هذه الافتراءات لن تتحقق.

كما أشار رئيس ديوان الرئاسة الروسية إلى أن الصحافيين الغربيين الذين يوجهون الاتهامات الباطلة للصحافة الروسية بممارسة الدعاية، يقومون هم أنفسهم بهذه الدعاية، وهم لا يستحقون الثقة ولا الاحترام.

قوائم سوداء

وقال إنه يقرأ الصحف البريطانية والأميركية، منذ ثلاثين عاماً على الأقل، قائلا إن السنتين الأخيرتين شهدتا إطلاق وسائل إعلام غربية حملة تهدف إلى نزع الثقة من "خصومها" في الرأي، وإدراج هؤلاء الخصوم على "القوائم السوداء".

وأضاف إيفانوف أن ذلك الأمر يخص، بالدرجة الأولى، الصحف البريطانية والأميركية، التي حظيت خلال وقت طويل بإحترامه.

وأوضح السياسي الروسي أنه "كثيرًا ما أقرأ المقالات التي تقول إن الرئيس بوتين وأعوانه، حسب تعبير الصحافيين،&هم على&علاقة بفساد كبير ويرتبطون بعالم الإجرام، ويمتلكون مبالغ كبيرة من الأموال وينجحون في إخفائها... ويقولون إن&بين المقربين لبوتين أشخاصاً ينحدرون من مدينة سان بطرسبورغ، وأن بعضهم كانوا موظفين في "كي جي بي" (جهاز الاستخبارات السوفياتي) في السابق، وأنهم جميعا، بطبيعة الحال، ذوو صلات متينة مع بوتين".

استهداف شخصيات

وأشار إيفانوف إلى أنه يعتبر مثالاً جيدًا جداً في هذا السياق، قائلاً : "ولدت في سان بطرسبورغ وتعرفت على فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين منذ أربعين عامًا، وخدمت في "كي جي بي" الأمر الذي أعتز به، وبالطبع، أنا مقرب جدًا من الرئيس... كنت سكرتيرًا لمجلس الأمن الروسي ووزيراً للدفاع ونائبًا أولاً لرئيس الحكومة، وحالياً أتولى رئاسة الديوان الرئاسي. ويكمن جوهر الأمر في أنه إذا كانت هناك أية اتهامات موجهة إليّ شخصيًا، فدعها تُعلن: في أي مجال يتجلى فسادي، وأين دخولي الضخمة، وأين منازلي في الولايات المتحدة أو في بريطانيا؟.. إن مثل هذه الأشياء، لو كانت صحيحة، من السهل البرهنة على وجودها".

وذكر أن هناك أشخاصاً كثيرين مقربين من بوتين، ومنهم، حسب قوله، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو ومدير جهاز الأمن الفدرالي ألكساندر بورتنيكوف، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف.

وأكد إيفانوف أن هؤلاء الأشخاص "أعرفهم منذ أعوام طويلة، كما أعرف الرئيس بوتين، وإنني على قناعة بأن كافة التصريحات الافترائية الموجهة إلينا تستهدف شيئاً وحيداً، وهو إقناع المواطنين الروس بأن الدوائر الحاكمة في روسيا ليست على حق. لكنني على ثقة تامة بأن هذه الخطة لن تتحقق".

وشدد إيفانوف على أن "الهدف الرئيسي لحملة يقودها عدد من وسائل الإعلام الغربية هو الرئيس الروسي، غير أنها تحاول، بسبب غياب البراهين، توسيع دائرة المتهمين ويقولون إن كل من ولد في سان بطرسبورغ وخدم في "كي جي بي" ثم أصبح أحد المقربين من بوتين، مذنب بالفساد".

اتهامات

وأوضح أن وسائل الإعلام الروسية تتعرض في أحيان كثيرة للاتهامات في مباشرة دعاية سوداء، أو ما يسمى بالدعاية الوقحة. فأعتقد أن الدعاية، في هذه الحالة، تتولاها وسائل الإعلام البريطانية والأميركية، أو على الأقل، بعض الصحف في البلدين".

وأشار إلى أنه يتحدث في هذا السياق عن وسائل الإعلام تلك فقط، "والتي كتبت مثل هذا الهراء"، مردفًا أنه من غير الممكن أن تحظى تلك الوسائل باحترام الناس الواعين القادرين على تحليل المعلومات.

وقال إيفانوف "إنني على ثقة تامة بأن أغلبية الدول الغربية، وفي مقدمتها الدول الأنغلوسكسونية، غير راضية عن كيفية تطور روسيا والاتجاه الذي تسير نحوه. وهم غير راضيين عما تشهده أوكرانيا، وبالرغم من أن ذلك لم نبادر له، وأنا أشدد عليه، لم نفعل سوى الرد على ما بدأه الجانب الآخر".