دعا ضابط بريطاني مسلم &الآباء المسلمين إلى مراقبة تصرفات أبنائهم، قائلا إن المتطرفين يتبعون سلسلة أساليب لغسل أدمغة الصغار لتجنيدهم للقتال في صفوف تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن 700 بريطاني مسلم توجهوا للقتال في سوريا والعراق.

عبد الاله مجيد: حذر أكبر الضباط المسلمين رتبة في شرطة (اسكتلند يارد) البريطانية من ان الاسلاميين المتطرفين يستخدمون اساليب دعائية شديدة الفاعلية في غسل أدمغة الأطفال المسلمين حتى ان بعضهم، الذين لا تزيد أعمارهم على خمس سنوات يعتقدون ان الاحتفال بميلاد المسيح "حرام".
&
ودعا ماك تشيشتي قائد منطقة شمال لندن في شرطة اسكتلنديارد الآباء المسلمين الى مراقبة بوادر التطرف في اطفالهم واكتشافها في وقت مبكر، كما تتبدى في مواقفهم من المناسبات الاجتماعية والملابس الغربية والكحول، على سبيل المثال. &
&
700 بريطاني في داعش&
&
وقال تشيشتي في مقابلة مع صحيفة (الغارديان) انه لا يرى نهاية في الأفق لاستدراج شبان مسلمين بريطانيين الى القتال مع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في سوريا والعراق حيث توجه نحو 700 مسلم بريطاني حتى الآن.
واضاف المسؤول ان خطر التطرف بين المسلمين البريطانيين بات شديدا اليوم، حتى انه يخشى ان يتأثر أطفاله هو بدعاية الجماعات الارهابية.
&
&رصد السلوكيات&
&
وقال تشيشتي ان من الضروري لمواجهة هذا الخطر "التحرك داخل الفضاء الخاص" للمسلمين من اجل رصد آراء يمكن ان تشير الى بداية التطرف، ومن ذلك حدوث تغيرات دقيقة في السلوك بينها مقاطعة متاجر معينة مثل مخازن (ماركس اند سبنسر) ربما لوجود تصور خاطئ بأن مالكيها يهود.&
&
واقترح تشيشتي ان يتدخل اصدقاء الشباب المسلمين وعائلاتهم في وقت مبكر لرصد مثل هذا التغيرات السلوكية، التي لا يوجد لها تفسير واضح وطلب مساعدة الشرطة إذا اقتضت الحاجة وشعروا بالقلق.&
&
الوسائل المتاحة&
&
وأوضح ان دعوته الى التحرك داخل الفضاء الخاص للمسلمين لا يعني انتهاك الخصوصية، بل الاقرار بأن في هذه الفضاءات الخاصة ينمو التطرف في البداية، وان الهدف من دخول الفضاء الخاص هو التواصل والتوضيح والتربية، مضيفا "وإذا كانت التربية متعذرة يجب حينذاك استئصال الكراهية والتطرف من خلال كل الوسائل القانونية المتاحة". &
&
أساليب المتطرفين&
&
ولفت قائد شرطة اسكتلند يارد في منطقة شمال لندن الى ان الجديد في اساليب الجماعات الاسلامية المتطرفة مثل داعش هو استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت لنشر رسالتها والتغرير بالشباب.&
&
وقال ان على الآباء واولياء الأمور ان يبدأوا بطرح اسئلة إذا توقف اطفالهم عن التسوق من مخازن معينة أو بدأوا ينتقدون ممارسات اجتماعية معينة أو يغيرون ملبسهم. &وقال ان على المسلمين ان يتعاضدوا في ما بينهم ويشرحوا لأطفالهم ان داعش لا يمت بصلة الى الاسلام كما تؤكد هجمية اعماله.
&
ثلاث مراهقات داعشيات&
&
وكانت ثلاث مراهقات مسلمات بريطانيات هربن من بيوت عائلاتهن في شباط (فبراير) للالتحاق بداعش في سوريا. &وقالت عائلاتهن انه لم يكن هناك أي مؤشر الى ما كانت بناتهن يبيتنه. &ويرى تشيشتي ان تغيرات لا بد حصلت لكن أفراد العائلة لم يكونوا يقظين بما فيه الكفاية،&وقال انه سمع بتأثر أطفال بأفكار متطرفة رغم انتمائهم الى عائلات مسالمة وذات آراء معتدلة.&
&
غسل أدمغة أطفال&
&
واضاف تشيشتي ان حالة الاطفال المسلمين الذين يعتقدون ان الاحتفال بميلاد المسيح "حرام" واقعة حقيقية مسجلة، وفي حين انها ليست قضية من اختصاص الشرطة فان على الآباء ان يتساءلوا كيف توصل اطفال لا تزيد أعمارهم على خمس سنوات الى هذا الرأي، سواء من المدرسة أو من أصدقاء.
&
وأكد المسؤول الأمني ان المسلمين البريطانيين عملوا الكثير من أجل مكافحة التطرف، ولكن استمرار تدفق الشباب المسلمين الذين تستدرجهم الأفكار المتطرفة للالتحاق بداعش واستمرار النزاع بلا نهاية في الأفق يتطلب "مستوى من اليقظة لم يُعهد له نظير من قبل". &وقال ان الاستراتيجيات الحالية ليست مجدية "فنحن في مياه مجهولة... ونواجه خطرا وتهديدا عالميا تدفعه بقوة وسائل التواصل الاجتماعي للوصول اليك على هاتفك الخلوي".&
&
وقال تشيشتي ان انتقاد "القيم البريطانية" لا يجعل منتقدها متطرفا ولكن على الأصدقاء والعائلة ان يسألوا عن السبب وخاصة إذا كان يشير الى تغير في السلوك. &ودعا الى بذل مجهود أكبر لفهم اسباب التطرف بين الشباب المسلمين قائلا &ان بعضهم يشعرون بالضجر ، وبعضهم اصحاب مؤهلات لكنهم بلا عمل وبالتالي فان المشكلة لا تمت بصلة الى الجهاد.
&
وحذر تشيشتي من وجود خطر &حقيقي يهدد المسلمين في بريطانيا بردود أفعال عدائية قد تعقب وقوع هجوم ارهابي يعتقد مسؤولون في مكافحة الارهاب وقوعه مسألة وقت.