طالب البرلمان العراقي رئيس الوزراء حيدر العبادي بأسماء القادة العسكريين المتخاذلين في معارك ضد تنظيم "داعش" في الرمادي، بينما انتقدت الحكومة العراقية الاتهامات الأميركية لجيشها بعدم إبداء الرغبة في قتال التنظيم المتطرف.

لندن: دعا البرلمان العراقي العبادي بتزويده بأسماء القادة العسكريين المتخاذلين في المعارك ضد تنظيم "داعش" لمحاكمتهم عسكريا، مطالبا واشنطن بالوفاء في تنفيذ عقود التسليح المبرمة مع العراق، فيما انتقدت الحكومة العراقية الاتهامات الاميركية للجيش العراقي بعدم القتال في الرمادي.

لائحة الأسماء

وكشف رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي خلال مؤتمر صحافي لأعضاء اللجنة في بغداد اليوم الاثنين، عن دعوتها في خطاب خاص للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة الخلل في بعض القيادات الامنية، وتزويدها بلائحة اسماء القيادات المتلكئة في العمليات لاحالتها على القضاء العسكري.
&
وحذر من ان التشكيك بقدرات الجيش وتضحياته سيضعف معنويات الجنود والضباط والقادة، موضحا ان "هناك اصطفافا جماهيريا سياسيا وشعبيا خلف الجيش الذي هو صمام الامان الحقيقي للبلاد" .
&
لكن المسؤول البرلماني اقر بان هناك معارك قد يخسرها الجيش، لكنه لفت بالمقابل الى الانتصارات التي حققها الجيش في مناطق اخرى ووصفها بالكبيرة والواسعة ولا تقارن بما حدث في الانبار، وشدد على ان "الخلل في بعض القطعات العسكرية لايعني ان القطعات الاخرى لم تؤد مهامها القتالية".
&
انسحاب دون تعليمات&
&
وكان العبادي اكد الاسبوع الماضي أن انسحاب القوات الأمنية من مدينة الرمادي جرى من دون صدور أوامر عسكرية، وهو مخالف للتعليمات الصادرة بمسك الأرض، كاشفًا عن فتح تحقيق لمحاسبة المقصرين لكن أي اجراء بهذا الصدد لم يصدر لحد الآن رغم مرور حوالى عشرة ايام على احتلال "داعش" للمدينة. &
&
رفض التصريحات الاميركية
&
وشدد الزاملي على الرفض القاطع لتصريحات وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر التي شكك فيها بشجاعة الجيش العراقي في القتال، ووصفها بأنها ادعاءات تكذبها الوقائع في ميدان المعركة وابرزها مساهمة الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر في تحرير مناطق مهمة وحيوية في مناطق ديالى وجرف النصر وامرلي وصلاح الدين والمناطق المحاذية للاقليم مثل سنجار وبرطلة ومناطق كركوك واخرى غيرها.
&
وقال ان "هذه التصريحات محاولة يائسة وبائسة لاضعاف معنويات المؤسسة العسكرية وتقدم خدمة مجانية لداعش الارهابي". &
&
&عقود التسليح
&
ولفت انتباه كارتر الى المسؤولية المترتبة على الادارة الاميركية للوفاء بتنفيذ عقود التسليح التي دفعت كلفها منذ اعوام من قبل الحكومة العراقية وطالبه بضرورة ان يعتمد في تقييمه للأحداث على معطيات ميدانية، وليس على تحليلات اعلامية غرضها اضعاف المؤسسة العسكرية العراقية بحسب قوله.
&
تعهد بتحرير الرمادي&
&
وفي وقت سابق اليوم، اعرب رئيس الوزراء حيدر العبادي عن دهشته من تصريحات آشتون كارتر بحق الجيش العراقي، "متعهداً " تحرير مدينة الرمادي من سيطرة تنظيم "داعش" خلال أيام. وقال العبادي في تصريحات نقلتها قناة "سكاي نيوز عربية" ان "كارتر يدعم العراق دوما وتصريحاته جاءت بعد تزويده بمعلومات خاطئة بشأن قدرة الجيش العراقي في التصدي للتنظيم ".
&
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي إن كارتر قدم "معلومات مغلوطة" في انتقاده لقوات البلاد على خلفية سقوط الرمادي، مضيفا إن الحكومة العراقية فوجئت بتصريحات كارتر التي قال فيها إن القوات العراقية افتقرت "لإرادة القتال" خلال معركة الرمادي. وأضاف الحديثي أن سقوط الرمادي يرجع إلى سوء الإدارة والتخطيط من قبل بعض كبار القادة العسكريين في الرمادي.
&
لم تظهر رغبة في القتال&
&
وكان كارتر اعتبر امس الأحد أن القوات العراقية "لم تظهر أي رغبة" في قتال تنظيم "داعش" خلال سقوط الرمادي قبل عشرة أيام. وقال إن "افتقاد الإرادة" هو "سبب رئيس لتمكن مقاتلي تنظيم داعش من التقدم في الانبار" . واشار الى إنه رغم أن عدد أفراد الجيش العراقي يفوق بكثير عدد مقاتلي التنظيم في الرمادي الا أن قواته انسحبت ببساطة عندما هاجمها "داعش".&