أيدت غالبية قراء "إيلاف" نشر الولايات المتحدة درعًا صاروخية في منطقة الخليج، بعد تفاقم الخطر الإيراني على المنطقة.

الرياض: سألت "إيلاف" قراءها إن كانوا يؤيدون نشر درع صاروخية في الخليج، فشارك 1709 قراء في الاستفتاء، وأيد 1020 منهم نشرها، بنسبة 60 في المئة، في حين رفض 689 قارئا هذا الأمر، بنسبة 40 في المئة.

هذا التأييد أتى متابعًا لعشرات المليارات من الدولارات التي دفعتها دول الخليج العربي للولايات المتحدة مقابل أسلحة ودفاعات صاروخية، ومروحيات هجومية، وطائرات مقاتلة، وساعدت هذه الدول على بناء الدفاعات السيبرانية في أعقاب الهجمات الإلكترونية الإيرانية. وكان الهدف من ذلك طمأنتهم من خلال تعزيز قدراتهم على ردع عدوان خارجي ومواجهته، وفي الوقت نفسه إقناع طهران بأن برنامجها النووي سيضر أمنها، بدلًا من تعزيزه.

تجديد الالتزام

لكن بيان قمة كامب ديفيد الأخيرة أكد أن دول المجلس ملتزمة تطوير نظام إنذار مبكر بمساعدة فنية أميركية، بينما تعهدت واشنطن بسرعة إمداد دول المجلس بالأسلحة وإرسال فريق إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة التفاصيل. وسيسمح وجود نظام دفاعي متكامل لدول الخليج بصد أي هجوم على نحو أفضل، إذ سيربط بين أجهزة الرادار والصواريخ الاعتراضية في تلك الدول لمواجهة أنواع شتى من الصواريخ.

وسيستخدم النظام الأقمار الصناعية الأميركية للإنذار المبكر وأجهزة رادار أميركية وخليجية لرصد انطلاق أي صاروخ معاد وإطلاق صاروخ من الجو أو البحر لتدميره على ارتفاع بعيد عن الأرض. وقد يتطلب إقامة الدرع الصاروخي بضع سنوات وتدريبات مكثفة لتفادي أي حوادث عارضة.

وكان تجديد الالتزام المشترك إقامة نظام دفاعي إقليمي إحدى النتائج الضخمة للقمة، فيما أكد مسؤولون أميركيون وخليجيون أن الظروف الحالية مواتية أكثر من أي وقت مضى للمضي قدمًا في تنفيذ الدرع الصاروخي.

ويقول معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية: "تعاني الولايات المتحدة حاليًا نقصا في المصداقية، تهدد مصالحها وتعرض حلفاءها للخطر. وحتى الآن، فإن الخطوات التي اتخذتها لطمأنة حلفائها من دول مجلس التعاون الخليجي، من نقل الأسلحة، والوجود الواسع، والخطوط الحمراء، غالبًا ما فشلت في تبديد شكوكهم، وكثيرًا ما فاقمت مخاوفهم.

ويوجد للجيش الأميركي بالفعل عشر بطاريات صواريخ من طراز باتريوت للحماية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في منطقة الخليج والأردن كما يوجد له نظام رادار قوي من طراز ايه. ان- تي. بي. واي -2 لرصد إطلاق الصواريخ.

ووفقا لصحيفة الرياض، قال أنتوني كوردزمان وهو محلل كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن التحدي الأكبر لنجاح الدرع سيكون الوصول إلى توافق واسع بشأن قواعد التعامل مع أي تهديدات. وأضاف: "عليك الانتهاء من منظومة الاشتباك برمتها قبل إطلاق الصاروخ الأول".

وقال خبراء إن الوصول إلى هذه النقطة سيتطلب اتفاقيات لم يسبق لها مثيل بين الجيش الأميركي ومجلس التعاون الخليجي، في ما يتعلق بتبادل البيانات الحساسة لتفادي خطر إسقاط طائرة صديقة بطريق الخطأ.

صواريخ طويلة المدى

ويقول مسؤولون أميركيون إن إجراء تدريبات مكثفة بقيادة الولايات المتحدة سيكون مهمًا للوصول إلى الحد الأدنى من مخاطر الحوادث العارضة.

وتطور دول الخليج أنظمة باتريوت التي تصنعها شركة ريثيون الموجودة لديها بالفعل لتتضمن صواريخ باك-3 التي تصنعها ريثيون ولوكهيد مارتن كما تشرع في شراء أنظمة تغطي مساحة أكبر وتتضمن صواريخ ذات مدى أطول مثل نظام ترمينال هاي التيتيود اريا ديفنس الذي تصنعه لوكهيد.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للصحافيين إن دول الخليج ستحتاج إلى شبكات أرضية جديدة وشبكات كمبيوتر لإدارة هذه الأنظمة. وأضاف أن دول الخليج ترغب أيضا في الحصول على صواريخ ذات مدى أطول مثل الصاروخ اس.ام-3 من انتاج ريثيون والذي لم يعرض بعد تصديره للمنطقة.

وكان قرار اتخذته واشنطن نهاية العام الماضي بالسماح ببيع الأسلحة الأميركية لمجلس التعاون الخليجي كمنظمة على غرار ما يحدث مع حلف شمال الأطلسي، قد ساهم في تمهيد الطريق أمام إحراز تقدم في تكامل الدفاع الصاروخي وأنظمة الأمن البحري.