إثر انتقادات عراقية واسعة لاتهام وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر للقوات العراقية بعدم امتلاك الرغبة والقدرة لمواجهة تنظيم "داعش"، فقد تراجع البيت الأبيض عن موقفه هذا بإتصال أجراه نائب الرئيس الأميركي بايدن بالعبادي مشيدًا بتضحيات الجيش التي وصفها بالشجاعة والهائلة، فيما بدأت وزارة الدفاع العراقية بالتعاون مع التحالف الدولي بتسليح القوات المكلفة بتحرير الموصل.

لندن: أكد نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال اتصال هاتفي عصر اليوم، دعم الولايات المتحدة للعراق في الحرب على الارهاب مشيدا بدور الجيش العراقي في القتال ضد تنظيم "داعش". واقر بايدن بما وصفها التضحيات "الهائلة" و"الشجاعة" للقوات العراقية في الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة في الرمادي وبقية المناطق لمواجهة تنظيم "داعش"... مشددًا على التزام بلاده تجاه معركة العراق ضد التنظيم.&
&
وجرى خلال الاتصال، بحث زيادة الدعم للقوات العراقية وتكثيف الضربات الجوية وتدريب وتسريع تسليح الجيش العراقي، إضافة إلى اخر مستجدات العمليات والتطورات الميدانية في قواطع العمليات كما قال بيان صحافي للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء اطلعت على نصه "إيلاف".
وفي اخر تطورات للمعارك في الرمادي فقد تمكنت القوات الأمنية بعد ظهر اليوم من الدخول إلى جامعة الأنبار بعد معارك عنيفة مع عناصر "داعش". وقال مصدر أمني إن القوات الأمنية بمساندة الحشد الشعبي وابناء العشائر دخلت إلى جامعة الأنبار بعد معارك عنيفة مع عناصر "داعش ".. موضحا ان طائرات التحالف الدولي والقوة الجوية العراقية وجهت ضربات كثيفة ومركزة على تجمعات ومواقع "داعش" في محيط الجامعة وكبدته خسائر جسيمة بالافراد والمعدات .
&
وفي وقت سابق اليوم تعهد العبادي باستعادة مدينة الرمادي من تنظيم "داعش" في غضون بضعة أيام &لكنه طالب بمزيد من الدعم من شركاء التحالف الدولي لتحقيق هذا الهدف. وأكد العبادي في تصريح صحافي لبي بي سي ثقته بأن الحكومة ستستعيد الرمادي قائلاً "أنا حزين لخسارتنا الرمادي، لكن كونوا على ثقة أننا سنستعيدها قريباً".
&
ورد العبادي على اتهام وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر للقوات العراقية بعدم إبداء رغبة في القتال على خلفية سقوط الرمادي بقوله ان كارتر كان يقدم دعماً كبيراً للعراق "وأنا متأكد من أنه جرى إطلاعه بشكل خاطئ". واشار إلى ان القوات العراقية تمتلك الرغبة في القتال إلا أنها تتعرض لهجمات من تنظيم "داعش" من نقاط غير متوقعة عبر عربات مدرعة مفخخة، تترك أثراً كقنبلة نووية صغيرة، الأمر الذي يؤثر سلباً على القوات التي تتصدى للتنظيم.
&
وأوضح العبادي أن عدم السيطرة على الحدود السورية العراقية كان خطأ كبيراً إذ ينتقل الكثير من أفراد التنظيم من سوريا إلى العراق... موضحاً أن الفوضى في الجانب السوري ساهمت في تعزيز قوة "داعش" . واوضح أن إيران والأردن قدمتا دعماً كبيراً في إطار محاربة الإرهاب إلا أن دول الخليج لم تواجه هذا الوضع بشكل حقيقي برغم شعورها بالتهديد على حد قوله.
&
بدء عمليات تسليح القوات المكلفة بتحرير الموصل
باشرت وزارة الدفاع العراقية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بعملية تسليح الفرقة السادسة عشرة العراقية بالأسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة، استعداداً لعمليات تحرير محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل والمناطق الأخرى التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" &.
وقالت الوزارة العراقية في بيان اليوم، اطلعت على نصه "إيلاف" أن "عملية التسليح جاءت بعد أن أكملت تشكيلات الفرقة تدريباتها القتالية الخاصة" حيث تقوم الوزارة بتدريب وتأهيل وتجهيز قطعات عسكرية جديدة متمثلة بفرقتي المشاة السادسة عشرة والخامسة عشرة، لغرض دعم وإسناد القطعات العسكرية التي تقاتل الارهاب.
&
وفي تصريحات له قال العبادي اليوم أن حكومته "بدأت بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان في عملية تحرير مدينة الموصل عبر القضاء على قوات وإمكانات التنظيم فيها بالتنسيق مع التحالف الدولي.
وأشار إلى إن "الموقف الإيراني المساند للحكومة العراقية في حربها ضد داعش ينبع من اقتناع الإيرانيين بأن التنظيم يشكل خطرا حقيقيقا على أمنهم القومي"، داعيا "دول الخليج لأن تحذو حذو إيران وتتعامل مع التنظيم على أنه خطر حقيقي واقع عليهم وان العراق يقوم حاليا بدفعه عنهم".
وشدد على ان "بغداد مؤمنة بالكامل ونطمئن سكانها بذلك"... مبينا "قمنا بتوسيع مناطق تأمين حزام بغداد وقبل ثلاثة اشهر كانت داعش تستطيع قصف بغداد بالهاونات ولكن اليوم تم ايقافه حيث وصلنا إلى شرق الفلوجة في منطقة الكرمة".
واضاف "نستطيع ان نقول ان العراق اليوم أبعد ما يكون من التقسيم مما كان عليه قبل عام" في اشارة إلى احتلال تنظيم داعش لمدينة الموصل في حزيران (يونيو) الماضي. وقال "لدينا حرب في الموصل" مؤكدا ان "عملية تحرير الموصل بدأت بشكل معين من خلال القضاء على امكانيات داعش ولكن ساعة الصفر لم تعلن بعد".
&
وأوضح العبادي "نريد حسم معركة الموصل سريعا ولا نريد مزيدا من الضحايا" موضحا ان "الحرب يحصل فيها كر وفر وقد نتراجع في مكان ونتقدم في عدة اماكن ولكن في المحصلة نحن نتقدم".وفي وقت سابق اشارت مصادر عراقية إلى امكانية بدء معركة تحرير الموصل بعد انتهاء شهر رمضان اواخر تموز (يوليو) المقبل . &
&