بالحجر يحاربون، بأسنانهم، وبمدفع هاوتزر من عيار 105 ملم، يعود إلى أيام النازيين في الحرب العالمية الثانية. إنهم الثوار السوريون الذين قطع العالم عنهم السلاح، بينما شحنات الأسلحة تتقاطر على النظام السوري.

بيروت: أظهر مقطع مصور، نشر على الإنترنت هذا الأسبوع، مقاتلين تابعين لحركة "أحرار الشام" الإسلامية يقصفون أريحا، آخر مناطق تواجد نظام الأسد في إدلب، بمدفع هاوتزر الألماني من طراز FH18، الذي يعود إلى أيام الجيش النازي، عمره 80 عامًا، ويصل مداه إلى 10 كيلومترات.

وقالت صحيفة تلغراف البريطانية إن الثوار السوريين اغتنموا هذا المدفع، الذي كان مفضلًا لدى النازيين في الحرب العالمية الثانية، من مستودعات النظام. وهو كان حصل عليها هدايا من الاتحاد السوفيتي ومن ألمانيا الشرقية، في أيام الستار الحديدي والحرب الباردة، وقبل الوحدة الألمانية في العام 1989.

وتداولت الفيديو صحيفة "بيلد" الألمانية، بعدما نشر على قناة يوتيوب الخاصة بالجبهة الإسلامية، القوة الكبرى التي تحارب جيش النظام السوري وتنظيم (داعش).

وتوقعت واشنطن بوست أن يكون الثوار السوريون حصلوا عليه من أحد المتاحف العسكرية وأعادوا تأهيله، لافتةً إلى ما يتميز به الصنّاع السوريون من قدرات كبرى على التصنيع، وهم من صنعوا مدفع جهنم، الذي يرعب جنود الأسد كلما تم استخدامه.

وقال نيك جينزين جونز، خبير الأسلحة، لصحيفة "تلغراف"، إن نقص التسليح الذى تعاني منه المعارضة السورية المعتدلة دفعها إلى اغتنام الأسلحة من قوات النظام، وبينها المدفع الألماني، من خلال الهجوم على مخازن ومتاحف الأسلحة التي يمتلكها النظام قبل إندلاع الثورة السورية في آذار (مارس) 2011.

وهذا ليس السلاح النازي الوحيد الموجود في سوريا، فقد ذكّرت "تلغراف" بأنّ "لواء التوحيد" استولى في العام 2012 على مستودع للأسلحة في حلب، وصادر منه 5000 بندقية ألمانية من طرازSTG-44& تعود إلى الحقبة النازية.