يختتم ممثلون عن معارضة الداخل في سوريا المحسوبة على النظام غدًا اجتماعاتهم في استانا، وجرى خلال الاجتماعات بحث المستجدات السياسية. وقاطع معارضون هذه الاجتماعات، وقالوا إن سقف مطالبها منخفض، في وقت أكدت كازاخستان حيادها المطلق في الشأن السوري، معتبرة أنه يجب الانتباه للشؤون الإنسانية أولا قبل التطرق إلى الحلول السياسية.
&
بهية مارديني: تنهي&28 شخصية سورية اجتماعاتها في العاصمة &الكازاخية استانا غدا الأربعاء بعد مناقشات استمرت على مدى ثلاثة أيام، وتناولت القضايا الانسانية والمستجدات السياسية في سوريا والاوضاع الراهنة.
&
وغالبية الشخصيات السورية المشاركة في اللقاء محسوبة على "معارضة الداخل" القريبة من النظام السوري، وخرجت من دمشق بموافقته. ويأتي اجتماع استانا في كازاخستان استكمالا لاجتماعي موسكو 1 وموسكو 2، اللذين رعتهما روسيا.
&
وكان لافتا مقاطعة بعض المعارضين السوريين هذا الاجتماع بسبب ما اعتبروه السقف المنخفض لمطالبه، واستمرارًا للتحرك الروسي حيث يخشون أنه نوع من الترويج للرئيس السوري بشار الأسد أو نتيجة انسحابهم من اجتماع موسكو 2 بعد مشادات مع بشار الجعفري رئيس وفد النظام السوري الى موسكو.
&
وقال المحامي محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني لـ"إيلاف" إنه افتتح "لقاء استانا أمس وزير خارجية كازاخستان، وتم بحث الاوضاع الراهنة والوضع الانساني، واستكمل الحديث في الجلسات اليوم لمناقشة الحل السياسي والمسارات الاخرى مثل جنيف وموسكو".
&
وأضاف "عقدنا جلسات لمناقشة المبادئ الأساسية والاقتراحات والاجراءات العملية وتم تقديم أوراق وخريطة طريق وطنية ".
&
ليست بديلة&
&
وقال معارضون لـ"إيلاف" إن كلمة وزير الخارجية الكازاخستاني تلخصت" في أن منصة كازاخستان ليست بديلة عن أي لقاءات في دول أخرى كروسيا ومصر والسعودية، كما أن كازاخستان" تلتزم الحياد المطلق وهناك قناعة كاملة لديها بأن الأمر السوري معقد ويجب أن نعمل على الاتفاق على البديهيات كالاغاثة ثم يتم بعدها التطرق للامور السياسية والارهاب ولا بد من العمل على ايجاد خريطة طريق توصل سوريا الى بر الأمان وأن منصة الاستانا تندرج ضمن الجهود العديدة التي تبذل تحت شرعية الأمم المتحدة ومبادئ جنيف".
&
وكان المعارض السوري خالد المحاميد الذي انسحب من اجتماع موسكو 2 قد التقى في جنيف ستيفان ديمستورا الموفد الدولي الى سوريا، وكشف المحاميد لـ"إيلاف" في وقت سابق أنه سمع خلال اللقاء تأكيدات ميستورا أن كازاخستان دولة غنية ولها علاقة جيدة مع الجميع وتحب أن تلعب دورا في الملف السوري فرد المحاميد "اذا كان الشعب والدم السوري حقل تجارب فبإمكان أمير بروناي أن يدعو المعارضة السورية الى بروناي ويجرب ".
&
رسالة
&
وكان معارضون سوريون وجهوا رسالة الى الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف، طلبوا منه فيها التوسط في المفاوضات الخاصة بتسوية الأزمة السورية.
&
وأكدت الرسالة أن كازاخستان قادرة على المساهمة في تسيير الحوار بين مختلف أطياف المعارضة، وإعادة السلام إلى سوريا. الا ان الرئيس الكازاخستاني حوّل الملف الى الخارجية الكازاخستانية التي ردت في رسالة حصلت "إيلاف" على نسخة منها بأن كازاخستان تدعم الجهود الأممية ومسارات جنيف .
&
لقاء القاهرة
&
وكان لافتا في غضون ذلك لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ومبعوث رئيس كازاخستان وسفيرها السابق في القاهرة بغداد أميرييف في القاهرة الاسبوع الماضي.
&
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إن اللقاء تناول عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها تطورات الأزمة السورية، وسبل تنسيق الجهود المشتركة بين البلدين في العمل على توحيد رؤى المعارضة السورية المعتدلة، بما يسمح بدعم جهود الحل السياسي للأزمة لحقن دماء الشعب السوري، خصوصا مع رغبة كازاخستان في استضافة اجتماع قبل نهاية هذا الشهر لممثلي المعارضة السورية، في إطار جهود توحيد مواقف المعارضة السورية لتنفيذ مقررات جنيف 2.
&
وأضاف المتحدث إن المبعوث الكازاخي أكد رغبة بلاده في تحقيق التنسيق الكامل مع مصر قبل استضافة بلاده اجتماع وممثلي المعارضة السورية، في إطار التحضير الجيد لاجتماع ممثلي المعارضة السورية في القاهرة والجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.
&
وشدد شكري على مواقف بلاده من الأزمة في سوريا، وضرورة حماية الدولة السورية من مخاطر التفكك والتقسيم ووقف أعمال القتل اليومية للأبرياء وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في بناء نظام ديمقراطي تعددي يحفظ لسوريا وحدتها الإقليمية، مشددا على ضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية ووقف تدخلات أطراف إقليمية لها مطامع في سوريا.