عرض فيلم "الزين اللي فيك" في كان، لكن المغاربة لن يشاهدوه لما يحتويه من مشاهد إباحية، إذ قرّرت السلطات منعه، وإحالة مخرجه وبطلته إلى القضاء المختص.

الرباط: قرّرت السلطات المغربية المختصة عدم السماح بعرض فيلم "الزين اللي فيك"، الذي شارك في مهرجان كان السينمائي، وذلك في بيان عن وزارة الاتصال المغربية صدر مساء الاثنين، وذلك بعد موجة استنكار فجرها الفيلم، إثر تسريب مقاطع منه على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعالج الفيلم ظاهرة الدعارة المتجذرة في مختلف المجتمعات.

مقاضاة المخرج والبطلة

أثار فيلم "الزين اللي فيك" جدلًا ساخنًا وصل إلى ردهات المحاكم في المغرب، حيث قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لمراكش فتح تحقيق في الشكوى التي سبق أن قدمتها الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن ضد المخرج نبيل عيوش وبطلة الفيلم لبنى أبيضار.

تضمن الفيلم مشاهد جريئة، على حد تعبير مستنكري العمل الفني، ما دفع بعضهم إلى تحريك المتابعة القضائية بحق المخرج والبطلة. ومن بين المنتفضين ضد هذا العمل السينمائي مهدي بنكيران، الذي قال لـ "إيلاف": "أنا أول من رفع دعوى ضد نبيل عيوش، وأنا على اتصال دائم مع الجمعية المغربية للدفاع عن المواطن، التي أقدمت بدورها على الخطوة نفسها".

وأضاف: "قمت بهذا الإجراء بعد تسريب مقاطع إباحية من الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يمكن أن يلجها الجميع حتى من هم أقل من 18 سنة".

وباشرت مصالح الشرطة القضائية البحث والتحقيق في المشاهد المعروضة من الفيلم على مواقع التواصل الإجتماعية مثل يوتيوب وفايسبوك، ومقارنتها بالفصول 483، و489، و490، و502، و503-2، المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي.

إساءة للمغرب

يرى المعارضون لعرض الفيلم في قاعات السينما أن هذا العمل أساء لصورة المغرب. وهو الموقف الذي يؤيده مهدي بنكيران، الذي خاطب عيوش، قائلًا: "أريد أن أشكرك على الفضيحة التي تسببت فيها للشعب المغربي، كما أريد شكرك على الإساءة للمرأة المغربية ولسياحة بلدك".

وحمل بنكيران المخرج نبيل عيوش مسؤولية الضجة التي أثيرت حول فيلمه. وقال في هذا الصدد: "عيوش أثار هذه الضجة ضده، بعد أن قام عمدًا بنشر مقاطع من فيلمه على مواقع التواصل الاجتماعي".

ومضى شارحًا: "طريقة معالجة الفيلم للظاهرة هي التي كانت مستفزة، إذ كان بإمكانه& إيصال الرسائل التي يريد دون اللجوء إلى استعمال قاموس من الكلمات النابية والساقطة".

واتصلت "إيلاف" بالمخرج نبيل عيوش للوقوف على رأيه من قرار المنع، غير أنه لم يرد على مكالماتها.

دفاعًا عن الفيلم

قرار المنع الذي اتخذته السلطات المختصة أثلج صدر المحافظين، غير أنه أشعل نار غضب الحداثيين الذين دافعوا على عرضه في قاعات السينما.

وأكدوا في تدوينات على موقع فايسبوك أن تعرية الواقع تدفع إلى التخلص من السلبيات، وهذا ما يجعل الدول تتقدم أما التستر على الواقع فيؤدي إلى تفشي الظواهر السلبية.

وقال عيوش في خلال لقاء له مع قناة فرنسية إن عمله يتضمن مشاهد جريئة ومستمدة من الواقع يتوجب عليه نقلها.