&اتهمت منظمة العفو الدولية حركة حماس بارتكاب أفعال ترقى إلى جرائم حرب، من خلال تنفيذ عمليات إعدام بحق 23 شخصًا على الأقل خلال الحرب الإسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة.


أكدت منظمة العفو الدولية الأربعاء أن حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، استخدمت الصراع مع إسرائيل في القطاع لـ"تصفية حسابات" مع خصومها الفلسطينيين، وقامت بإعدام 23 شخصاً على الأقل في ما يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب.

ويندد تقرير جديد صادر عن المنظمة غير الحكومية، ومقرها لندن، حول حرب غزة في الصيف الماضي، بـ"حملة وحشية لاختطاف وتعذيب وارتكاب جرائم ضد فلسطينيين متهمين بالتعاون مع إسرائيل" من جانب حماس.
&
ويورد التقرير "إعدامات جماعية لـ23 فلسطينياً على الأقل واعتقال وتعذيب عشرات آخرين".
ويخضع قطاع غزة لسيطرة حماس منذ حوالي تسع سنوات خضع خلالها ولا يزال القطاع لحصار خانق.
&
حركة فتح
&
وقال التقرير إن الأشخاص الذين عُذبوا "أعضاء في حركة فتح"، خصم حماس.
وأشار إلى أنه من المفجع أنه في وقت كانت تقتل فيه إسرائيل المدنيين بأعداد كبيرة، كانت حماس تنتهز الفرصة لتسوية حساباتها مع معارضيها.
&
وحسب تقرير منظمة العفو، فإن المدنيين الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والقتل دون حكم قضائي، "واجهوا اتهامات بالتعاون مع إسرائيل وآخرين خلال الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة."
وكانت المنظمة قد اتهمت إسرائيل، في تقرير أصدرته في شهر مارس/آذار الماضي، بارتكاب جرائم حرب في غزة خلال الصراع.

حالات "تقشعر لها الأبدان"
وفي تقريرها الجديد، وصفت المنظمة عدد الحالات التي عُذب وقتل فيها فلسطينيون بتهمة مساعدة إسرائيل، بأنه "تقشعر له الأبدان."
وقالت: "إدارة حماس منحت قواتها الأمنية يداً مطلقة لممارسة انتهاكات مروعة ضد أشخاص، من بينهم المعتقلون لديها. واستهدفت هذه الأفعال التي تقشعر لها الأبدان، وبعضها يرقى إلى جرائم حرب، الانتقام ونشر الخوف في قطاع غزة."
ولم يصدر تعليق فوري من حماس على التقرير.
&
أمر مروع
وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر، "إنه أمر مروع جداً أنه في حين ألحقت القوات الإسرائيلية خسائر بشرية ومادية ضخمة بالشعب الفلسطيني في غزة، استغلت قوات حماس الوضع بلا خجل لتصفية حساباتها، مرتكبة سلسلة من جرائم القتل وغيرها من الانتهاكات الخطرة" لحقوق الإنسان.
&
وشنت إسرائيل في الصيف الماضي حرباً دامية على قطاع غزة، استمرت 50 يوماً، وخلفت أكثر من 2200 قتيل فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين و73 قتيلاً في الجانب الإسرائيلي معظمهم من الجنود.
وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت في شهر مارس الماضي جماعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب خلال النزاع.
&
وأضافت المنظمة غير الحكومية أنه "لم يتم التعرف على أي شخص مسؤول عن جرائم حماس ضد الفلسطينيين خلال حرب عام 2014، ما يدل على أن هذه الجرائم تمت إما بأوامر أو بموافقة السلطات".
&
واتهم لوثر حماس بارتكاب "جرائم مروعة ضد أفراد عزل"، والتي تشكل في بعض الحالات جرائم حرب، مضيفاً أن الحركة "تجاهلت أبسط قواعد القانون الإنساني الدولي".
ودعت منظمة العفو السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس "إلى التعاون مع آليات تحقيق دولية مستقلة ومحايدة"، وتقديم المشتبه بهم إلى العدالة.
&
وكانت منظمة العفو اتهمت إسرائيل في تقريرين سابقين بارتكاب جرائم حرب، وهي اتهامات دعمها أيضاً الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان.
وينوي الفلسطينيون محاكمة القادة الإسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي انضموا إليها مؤخراً.
ولا تقبل إسرائيل بالتحقيقات الدولية، التي تعتبرها منحازة، وتؤكد أنها قادرة على إعمال العدالة بنفسها.