أكد العراق والكويت عُمق العلاقات التاريخيّة التي تجمع العراق والكويت والبُعد الاستراتيجيّ الذي تـُمثــِّله في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في عُمُوم المنطقة.. فيما عبر أمير الكويت الشيخ الصباح عن قلقه من تطورات الأوضاع الأمنية في العراق وأكد دعم بلاده حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

لندن: خلال اجتماع عقده في الكويت اليوم إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّ مع النائب الأوَّل لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتيّ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح على هامش مُشارَكته في المُؤتمَر 42 لوزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الإسلاميِّ المُنعقِد في الكويت فقد تم بحث سير العلاقات العراقيّة - الكويتيّة، وسُبُل تعزيزها، والتأكيد على استمرار عقد اللجنة الوزاريّة المُشترَكة بين البلدين لاستكمال الموضوعات المُدرَجة على جدول أعمالها، وبما يصبُّ في مصلحة الشعبين الشقيقين كما قال بيان صحافي لمكتب إعلام الوزير العراقي تلقت نسخة منه "إيلاف" اليوم الاربعاء.

وبحث الوزيران أبرز "التطوُّرات الأمنيّة، والسياسيّة التي تشهدها الساحة العراقيّة، وتنسيق المواقف في العديد من القضايا المُهمّة التي ستـُطرَح خلال اجتماع وزراء خارجيّة دول مجلس التعاون الإسلاميِّ في دورته 42 في الكويت حيث شدَّد الجعفريّ على عُمق العلاقات التاريخيّة التي تجمع العراق والكويت، والبُعد الاستراتيجيّ الذي تـُمثــِّله في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في عُمُوم المنطقة، مُثمِّناً مواقف الكويت حكومة وشعباً تجاه الشعب العراقيِّ في حربه ضد عصابات داعش الإرهابيّة".

وأشار الجعفري إلى أنَّ تنظيم داعش لا يُمثــِّل حالة إسلاميّة، أو عربيّة، أو عراقيّة، بل هو ظاهرة شاذة تـُعبِّر عن فكر مُنحرِف يُحاول نشر ثقافة هدر الدم، والتفرقة، والتمزُّق بين أمم وشعوب العالم، داعياً جميع بلدان العالم للوقوف إلى جانب العراق، ومنع انتشار الإرهاب في مُدُن العالم المُختلِفة، مُشيداً بجُهُود القوات المسلحة، وأبناء الحشد الشعبيِّ، والبيشمركة، والعشائر في الحرب ضدَّ االتنظيم الإرهابيّ.. مُوضِحاً: أنَّ هناك مساعي تحاول تشويه، وتزييف الحقائق، والنيل من عزيمة الشعب العراقيِّ في حربه على الإرهاب.

من جانبه، أكـَّد النائب الأوَّل لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة الكويتيّ الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح حرص بلاده على تعزيز التعاون المُشترَك مع العراق، مُشيراً إلى أنَّ الكويت تتابع، وتدعم، وتساند العراق، مُشيداً بالإنجازات التي حققتها الحكومة العراقيّة خلال الفترة الماضية، وأبرزها: الانفتاح الذي شهدته العلاقات العراقيّة على مُختلِف دول العالم، وتعزيز المصالحة الوطنيّة، واحتضان جميع أبناء الشعب العراقيّ. واكد ضرورة عقد اجتماع اللجنة الوزاريّة المُشترَكة في أقرب وقت مُمكِن لتفعيل الاتفاقات المُبرَمة بين البلدين في إطار توطيد العلاقات.

أمير الكويت يؤكد قلق بلاده من التطورات الأمنية في العراق

ومن جهته عبر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم عن قلقه من تطورات الاوضاع الأمنية في العراق واكد دعم بلاده لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وقال الشيخ الصباح في كلمة خلال افتتاحه الاربعاء أعمال الدورة الثانية والاربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي تستضيفه الكويت "إننا نتابع بقلق تطورات الاوضاع المؤسفة في العراق ومحاولة داعش تقويض أمن البلاد واستقرارها".. مؤكدًا وقوف بلاده "مع الاشقاء في العراق للحفاظ على امنه واستقراره ووحدة اراضيه". وتخوض القوات العراقية حاليا معارك شرسة في غرب البلاد ضد تنظيم "داعش" لطرده من المناطق التي سيطر عليها في وقت سابق هناك.

وأعرب الصباح عن دعم بلاده جهود التحالف الدولي في مواجهة الإرهاب في العراق.. مشددًا على مساندة بلاده للحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي "وذلك في سعيها لإتمام برنامج المصالحة الوطنية بما يحقق سلامة الجبهة الداخلية لأبناء الشعب العراقي الشقيق".

وانطلقت في وقت سابق اليوم أعمال مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "الرؤية المشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب" بمشاركة وفد عراقي يترأسه وزير الخارجية ابراهيم الجعفري.

وقد تجاوز العراق والكويت خلال الساعات الاخيرة تداعيات حادث عراك حصل بين افراد حماية وزير الخارجية ابراهيم الجعفري وعناصر امن مطار الكويت لدى وصوله الى هناك للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي.

واعتبر السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم ما حصل بين حماية الجعفري والأمن الكويتي سوء فهم وليس مشاجرة واكد انه قد تم احتواء الأمر بفضل حكمة وزيري خارجية البلدين والمسؤولين الأمنيين.

ومن جهته قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجارالله، إن "الاحتكاك الذي حصل بين فريقي الحماية الكويتية والعراقية المكلفين بحماية وزير الخارجية العراقي الضيف وذلك عند وصوله إلى مطار الكويت الدولي قد تم احتواؤه وتجاوزه بروح الأخوة وحرص الجانبين على العلاقات الأخوية بينهما وتأكيدهما على عدم السماح لمثل هذه الأمور بالمساس بهذه العلاقات المميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين".

وكانت تقارير كويتية اشارت الى ان أفراد من حماية الجعفري اشتبكوا بالايدي مع عناصر أمن مطار الكويت في زيارة الجعفري الى الكويت أمس. وقالت ان "المشاجرة وقعت في قاعة التشريفات في مطار الكويت الدولي.. موضحة ان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله والوكيل المساعد لشؤون الأمن الخاص اللواء محمود الدوسري في الكويت رفضا السماح بدخول ستة أفراد من فريق الحماية العراقي باعتبارهم هم من تعدوا على الأمن الكويتي.

وأضافت أنه "وبعد مفاوضات مع وزير الخارجية العراقي تم الاتفاق على دخول العناصر الستة شريطة إقامتهم داخل السفارة العراقية في الكويت وعدم مرافقتهم الوزير خلال المؤتمر حتى انتهاء الفعاليات ومغادرتهم برفقته".