أرغمت انتقادات داخلية وخارجية لتسمية العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار الغربية السنية لاستعادتها من سيطرة "داعش" السلطات العراقية على تغيير تسميتها من "لبيك ياحسين" إلى "لبيك يا عراق" متفادية الطبيعة الطائفية للتسمية باعتبارها معركة كل العراقيين.

لندن: أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي& حيدر العبادي الاربعاء عن إطلاق القيادة العامة للقوات المسلحة تسمية "لبيك يا عراق" على معارك تحرير الأنبار من سيطرة تنظيم داعش بدلا من التسمية التي أطلقتها عليها قيادة الحشد الشعبي للمتطوعين الشيعة "لبيك ياحسين" لدى بدء العمليات أمس الثلاثاء.

وقال سعد الحديثي المتحدث باسم مكتب العبادي إن "القيادة العامة للقوات المسلحة قررت، اليوم، إطلاق تسمية لبيك يا عراق على معارك تحرير الأنبار التي انطلقت امس". وأضاف الحديثي في تصريح نقلته وكالة انباء السومرية المحلية أن "القيادة العامة اعلنت امس عن انطلاق العمليات، لكنها لم تطلق اية تسمية عليها".

وكان المكتب الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن الثلاثاء عن بدء عملية تحرير محافظة الأنبار من سيطرة داعش مبيناً أن ذلك جاء مع استمرار عمليات تطهير المناطق المحيطة في قضاء بيجي.

ويعتقد مراقبون عراقيون ان اطلاق التسمية الجديدة جاء لتفادي اي اثارة طائفية على العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار الغربية السنية واستجابة لانتقادات محلية وخارجية للتسمية السابقة. وفي وقت سابق اليوم انتقد زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر تسمية العمليات الهجومية العراقية ضد تنظيم "داعش " في الأنبار "لبيك ياحسين" مؤكدا انه سيساء فهمها داعيا إلى تغييرها إلى "لبيك يا أنبار".

وقال الصدر رداً على سؤال لعدد من طلبة الحوزة العلمية في النجف حول تسمية عمليات "لبيك يا حسين" على بدء الهجوم العراقي ضد "داعش" انه "لا ينبغي علينا نحن اتباع اهل البيت (ع) التفريط بسمعة المذهب فإن مثل هذه التسمية سيساء فهمها لا محالة ويجب على كل محب للوطن ونابذ للطائفية عدم الاعتراف بتلك التسميات".. وشدد على ضرورة ان "تكون التسمية لبيك يا صلاح الدين او لبيك يا أنبار".

واضاف الصدر انه "في رأيي ان الاستمرار على مثل هذه التسميات سيؤجج المواقف ويكون ماحياً للانتصارات". وأوضح بالقول ""إني سمعت ان تلك التسمية ليست رسمية وقد رفضتها السلطة الحكومية جزاها الله خيراً".& ودعا الصدر إلى أن "تكون التسمية "لبيك يا صلاح الدين" أو "لبيك يا أنبار".. وقال "فكلنا في خدمة الوطن".

وأشار إلى أن "الحسين رمز الوطنية والإباء والحسين امير الجهاد والمجاهدين ولا نريد ان يستغلها الطرف الآخر لجعل الحرب طائفية بل هي وطنية إسلامية". وأكد الصدر قائلًا "ما اجمل ان نتحلى بالروح الابوية في جهادنا حتى على اعدائنا فهذا هو الحسين الذي لم يقطع رقبة ولم يحرق جثة بل ضحى بجسده واسمه من اجل الدين والمذهب".

كما انتقدت وزارة الدفاع الأميركية& "بنتاغون" امس اطلاق هذا الاسم على عملية استعادة السيطرة على الرمادي .. وردا على سؤال حول الاسم المختار للعملية العسكرية، قال المتحدث باسم البنتاغون العقيد ستيفن وارن "أعتقد أن هذا لا يساعد.. لقد قلت دائما إن مفتاح النصر ..مفتاح طرد تنظيم الدولة الإسلامية من العراق، هو عراق موحد يرمي انقساماته المجتمعية ويتوحد ضد التهديد المشترك".

وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قبل أيام إن القوات العراقية لم تظهر رغبة في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة أثناء سقوط الرمادي، وهي تصريحات انتقدها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وأشار إلى ان القوات العراقية "كانت أكبر عددا بكثير من عدوها لكنها اختارت الانسحاب".

وتحدث عن عدد من المشاكل التي سبقت الانسحاب العراقي من الرمادي وقال "تردت الروح المعنوية بين القوات.. لم تكن قيادتهم على المستوى المطلوب. ظنوا أنهم لا يحصلون على الدعم الذي اعتقدوا أنهم يحتاجونه".

وقد دافع البيت الأبيض عن التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي وجوبهت بانتقادات عراقية عنيفة وقال فيها إن القوات العراقية أظهرت انعدام الإرادة في القتال خلال معركة الرمادي ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حاول في الوقت نفسه التخفيف من حدتها بعدما أثارت حفيظة الحكومة العراقية.

&وتشترك محافظة الأنبار بحدود طويلة مع محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت (160 كلم شمال بغداد) التي اعلن تحريرها رسميا نهاية آذار (مارس) الماضي من سيطرة الدولة الاسلامية.. كما تشترك الأنبار وهي اكبر محافظات العراقية بحدود مع سوريا والاردن والسعودية.

ويفرض تنظيم داعش سيطرته الكاملة على الرمادي منذ حوالى الاسبوعين اثر انسحاب القطعات العسكرية والامنية من المدينة وهو ما دفع الآلاف من أهالي المحافظة إلى النزوح منها صوب بغداد والمحافظات الاخرى.