تناولت صحيفة لوموند الفرنسية اهم ملامح الفيلم الوثائقي الذي عرضته القناة الفرنسية الألمانية "آرتي" عن مراحل حياة مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي أعده فريديرك ميتران، واستعرض خلاله ما تحلّى به الشيخ زايد من حنكة سياسية ودبلوماسية، الى جانب شخصيته الانسانية المميزة.

زيارة الشيخ راشد إلى لندن

محمود العوضي من دبي: عرضت قناة ARTE الفرنسية الألمانية الوثائقية فيلمًا وثائقيًا أعده الفرنسي فردريك ميتيران عن مراحل حياة مؤسس دولة الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

واستعرض خلاله ما تحلى به الشيخ زايد من حنكة سياسية ودبلوماسية في فترة ما قبل تأسيس الدولة وفترة الاتحاد التي استطاع فيها أن يستوعب العالم بكل ما فيه، وغرس السلام، في ظل وجود تحديات إقليمية صعبة في المنطقة، واستطاع المحافظة على رغبته في البقاء والحياد.

&من جانب آخر تناولت صحيفة لوموند حياة الشيخ زايد تحت عنوان "الشيخ زايد أبرز رجال القرن" وتحدثت عن الصور التي استخدمها مؤلف الفيلم ومصدرها الشركات العاملة في قطاع النفط في منطقة شبه الجزيرة العربية خلال فترة الستينيات. وقالت الصحيفة عن هذه الصور إنها تحتضن كثير من التاريخ السياسي لشبه الجزيرة العربية خلال فترة ستينيات القرن الماضي.

الشيخ شخبوط بن سلطان ال نهيان حاكم ابوظبي السابق

والفيلم الوثائقي عبارة عن مجموعة مشاهد من بداية حكم الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان الشقيق الأكبر للشيخ زايد، وهو الحاكم الحادي عشر لمشيخة إمارة ابوظبي من سنة 1928 إلى 1966.

&

مسيرة ناجحة

وبعد تلك الأعوام تولى الشيخ زايد حكم ابوظبي وبدأت سلسلة مسيرته الناجحة عبر فترات تاريخية ومنها، فترة التقاء إمارتي أبوظبي ودبي ومسيرة الاتحاد، وبعد ذلك بدأت علاقاته بدول الجوار الأهم وهي السعودية وإيران وعمان.

زكي نسيبة مستشار الشيخ زايد

وكان ضمن اللقاءات التي عرضت في الفيلم لقاء مع ذكي نسيبة الذي كان يعمل مستشارًا خاصا للشيخ زايد، والذي كان يتقن اللغة الإنجليزية ويعد مترجما للشيخ زايد ومرافقا له في كل زياراته. وظهر في الفيلم ايضا محمد عبدالجليل الفهيم وهو ابن رجال الأعمال المعروف عبدالجليل الفهيم، الذي كان بمثابة الصديق المخلص للراحل الشيخ زايد.

&

لقاء مع محمد عبدالجليل الفهيم رجل اعمال اماراتي

&وضم الفيلم أيضا لقاءات أخرى مع بعض السفراء الفرنسيين الذين عملوا في الإمارات، ومع وزير خارجية فرنسا الأسبق هوبرت فيدرين، وتحدث هؤلاء عن حكمة زايد وبأنه رجل مفعم بالسلام في محيط ملتهب، وله نظره حادة ودقيقة وأكثر فهما للمعادلة، مقارنة بقادة محيطين في الإقليم. وأنه استطاع أن يستوعب العالم بمعنى السلام ويستوعب السياسة الدولية في ظل فرض رؤيته الثاقبة في البقاء والحياد في ظل التحديات.
&
زيارة الشيخ زايد لشاه إيران

زار الشيخ زايد إيران ثلاثة مرات، ولكن اتسمت زيارته التي كانت في منتصف السبعينيات على الرغم من التحديات ووضع إيران التي كانت إمبراطورية مهيمنة في الخليج وسيادتها للمنطقة وإصرارها على استمرار احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، بالنجاح الكبير، حيث ذهب حكيم العرب حتى تجاوز العقبات واجتمع مع الشاه في عدة مناسبات.

وأدرك زايد وقتها أهمية بناء علاقات جيده مع جيرانه وبناء علاقة حميمية، وقد نجحت هذه الزيارة نجاحا ملموسا.

وفي لقطة في الفيلم الوثائقي نجد ان لحظة الوداع في المطار بين الشيخ زايد وبين الشاه غير اعتيادية، حيث وجد احساس متبادل ما بين القائدين بأنها لحظة وداع طويلة، وفي لحظتها أحس الشيخ زايد إن الشاه سيغادر منصبه يوما ما في القريب العاجل، وقد عرض عليه الشيخ زايد في ذلك الوداع استضافته في الإمارات في أي وقت يحتاج إليه، وأن أبواب الإمارات مفتوحة لاستقباله حيثما رغب.
&
الشيخ راشد وأبنائه

زيارة الشيخ راشد بن سعيد ال مكتوم باني دبي

لقد توزعت صفات الشيخ راشد بن سعيد حاكم دبي الأسبق بين أبنائه، حيث إن الابن الأكبر مكتوم اكتسب طيبة أبيه، فيما اكتسب الشيخ محمد طموح وروح والده، وقد رأى الشيخ راشد في ابنه محمد خليفة فكره.

&

الشيخ راشد بن سعيد مع ابنه محمد بن راشد

وقد ترك الشيخ مكتوم عندما تولى حكم دبي لأخيه الشيخ محمد وهو في مقتبل العشرينات مسؤولية الإشراف الميداني، لأنه أحس فيه حبه لتطبيق القرارات على أرض الواقع، كونه رجلا عسكريا وعمليا، وتعد أجمل لحظات الشيخ محمد عندما يجتمع مع المواطنين خاصة في الصحراء.
&
علاقة وثيقة مع السعودية

&لقد شهدت الفترة التي تلت وفاة الملك فيصل تطورًا إيجابيًا في العلاقة الإماراتية السعودية، وتحديدًا عندما سافر الشيخ زايد الى الرياض لحضور جنازة الملك فيصل. وتشكلت علاقة اماراتية سعودية تحديدا في عصر الملك خالد، واستطاع الشيخ زايد خلق نسيج علاقات مع الدول المجاورة شعاره دائما "نشر السلام والمحبة بين الجميع".

زايد والسادات

ويرى الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات في الشيخ زايد الصديق الوفي والموثوق، وأنه حلقة الوصل بين جميع القادة العرب مصر، خاصة بعد توتر العلاقات المصرية بقادة الدول العربية بعد توقيع مصر إتفاق السلام كامب ديفيد مع إسرائيل.
&
زايد وميتران

وخلقت زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران لأبوظبي في عام 1990 علاقة استراتيجية نوعية بين البلدين من ضمنها استراتيجية البترول ومنظومة التسلح. ومن جهته ابدي الشيخ زايد إعجابه بفرنسا واعتبرها حليف وصديق مهم.

الشيخ زايد يصافح مارغريت تاشتر في زيارة لبريطانيا

وفي الفيلم، جولة نادرة مدعومة بالوثائق النادرة المصورة والمكتوبة عن مراحل وجوانب غير معروفة في حياة وسيرة الراحل الكبير، لقطات فيديو من زياراته إلى أوروبا، وخاصة إلى بريطانيا، التي تكشف قوة شخصيته الآسرة والكاريزما التي كان يتمتع بها بين زعماء العالم.

وفي الفيلم، جولة نادرة مدعومة بالوثائق النادرة المصورة والمكتوبة عن مراحل وجوانب غير معروفة في حياة وسيرة الراحل الكبير، لقطات فيديو من زياراته إلى أوروبا، وخاصة إلى بريطانيا، التي تكشف قوة شخصيته الآسرة والكاريزما التي كان يتمتع بها بين زعماء العالم.
&
صحفي أميركي يسأل زايد

وضمن لقاء زكي نسيبه في الفيلم الوثائقي قال إنه تعرض في أحد الأيام لموقف ترجمة محرج من قبل صحفيا أميركيا كان يسأل الشيخ زايد قائلا "عندما تنتقل إلى الرفيق العلى.. كيف ترى مستقبل الإمارات؟"، وهنا تلعثم نسيبه مستصعبا ترجمة المقولة حرفيا بسبب حبه الشديد وتقديره للشيخ زايد، وقام بتخفيف لهجة السؤال لتكون "كيف ترى الإمارات في غيابك؟".

وأضاف نسيبه أن رد الشيخ زايد على ذلك السؤال كان حكيما حيث قال "الدولة قائمة.. والحكومة موجودة.. وأبنائي موجودين.. ولا عليك". وامتدح الفيلم الوثائقي في أحداثه الشيخ زايد ووصفه بأنه "إنسان مبعوث من السماء لنشر وزرع الخير من حوله".
&
لحظة وفاة زايد

&حضر جنازة الراحل الشيخ زايد كل الرؤساء المتناقضين ما بين طيبين وأشقياء. حيث اختلف هؤلاء الرؤساء في كل شيء إلا في محبة زايد.