ندد عماد أبو ريشة، قائمقام قضاء الرطبة الحدودي مع سوريا، بخديعة واشنطن التي وعدت بتأمين غطاء جوي وأخلفت في وعودها، ما أدى إلى سقوط الرمادي.
&
باريس: قال عماد أبو ريشة، قائمقام قضاء الرطبة الحدودي مع سوريا غرب الأنبار، لـ "إيلاف"، إن الولايات المتحدة خدعت أبناء محافظة الأنبار عندما وعدت بتسليح القبائل السنية وأخلفت في وعودها، وكذلك عندما رفضت تأمين الدعم الجوي لوقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية والحيلولة دون سقوط الرمادي، ومنع حدوث المجازر في البغدادي، على بعد كيلومترات من مقر القاعدة العسكرية الأميركي في المدينة.

وهاجم أبو ريشة أداء الحكومة العراقية في بغداد، مشيرًا إلى أن الخلافات السياسية بين القادة من أهل السنة والشيعة انعكست سلبًا على أداء الجيش العراقي، الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية منذ عام ونصف من دون أي مساعدة تُذكر من قبل الولايات المتحدة. وأقر، في الوقت عينه، بوجود عسكريين وخبراء إيرانيين في الأنبار يساندون قوات الحشد الشعبي في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وفي ما يأتي نص الحوار:
&
بدأت القوات العراقية والحشد الشعبي الشيعية تحرير الرمادي من قبضة داعش. هل تغيّر مسار الحرب بعدما أرادت واشنطن والقبائل السنية إبقاء الحشد الشعبي بعيدًا عن الأنبار السنية؟

نرحب بكل قوة تساعدنا لمحاربة تنظيم داعش، وليست لدينا مشكلة مع فصائل الحشد الشعبي، والجيش العراقي بغالبيته من الشيعة. الولايات المتحدة خدعتنا وخذلتنا، لأنها تعهدت بعدم سقوط الرمادي وسقطت، مع العلم أن لديهم كل الإمكانيات لمنع سقوط المدينة، ولذلك نحن لا نعول على كلام الولايات المتحدة، ونعتقد انها تخادع وتكذب في نفس الوقت. واعتراض الولايات المتحدة على كلمة 'لبيك يا حسين' غير مبرر، فالحسين ملك كل العراقيين، وحتى السنة، وهو ليس ملكًا لطائفة معينة، والموضوع الأساسي أن الولايات المتحدة لم تقف معنا بشكل جدي وأود أن أشير إلى أن واشنطن رفضت دخول الحشد الشعبي عندما طلبنا ذلك قبل سقوط الرمادي، والآن توافق بعد أن تركنا الرمادي وانسحبنا منها.

واشنطن خدعتنا

هل تقول إن واشنطن لم تفِ بوعودها؟

الولايات المتحدة غير جدية معنا. لدينا مواقف مسجلة في مدينة البغدادي، حيث ذبح أناس وحدثت مجازر على بعد كيلومترات من مقر القاعدة الأميركية في البغدادي. نعتقد جازمين أن الولايات المتحدة غير جادة وخدعتنا وخذلتنا وليس الأساس في الكلمات والحجج الواهية، نحن نريد أفعالاً جدية. وقد ذهب وفد رسمي من محافظة الأنبار إلى الولايات المتحدة، من ممثل للمحافظ ورئيس المجلس وعدد من الشيوخ، قابلوا المسؤولين الأميركيين الذين وعدوهم بالتسليح وعدم سقوط مدن أخرى ولم يحدث شيءٌ من ذلك، كل وعود الولايات المتحدة كلام وخديعة للسنة في محافظة الأنبار.
&
ما سبب التردد الأميركي في مساعدة القبائل السنية؟

الولايات المتحدة أعلنت رسميًا أن لديها مشروع الشرق الأوسط الجديد، هي من قالت ذلك، وهي لا تتعاون مع القوات العراقية لضرب الأهداف الاستراتيجية لتنظيم داعش، لكنها تنتقي أهدافها، والدليل في أن أرتال عشرات السيارات التابعة للتنظيم يعبرون من سوريا وتحت أنظار الولايات المتحدة التي لا تفعل شيئًا، بل تنتقي أهدافًا محددة لمصالحها الشخصية، أما الأهداف التي نطلب ضربها فهي تتحجج بالجو أو أشياء أخرى.
الإدارة الأميركية فضلت مصالحها على حساب السنة، فهي تهتم بمصالحها الاستراتيجية.
&
تواطؤ ولكن!
&
بعض القبائل السنية في الأنبار متهم بالتواطؤ مع متشددي تنظيم داعش. فما ردك؟

هناك تواطؤ بين بعض القبائل السنية، وهناك سنة دخلوا مع داعش. هذا معروفٌ، لكن لا يُمكنُ تغييبُ أن القبائل السنية وأهل الرمادي هم من يقاتلون داعش منذ عام ونصف العام من دون أي مساعدة تُذكر من قبل الولايات المتحدة أو غيرها، وإلا لماذا تركوا الناس يقاتلون داعش وحدهم؟ وفي المقابل نراهم متمسكين بحجة أن بعض السنة دخل مع تنظيم داعش، والولايات المتحدة لم تقدم لنا شيئاً على الأرض.
&
هل تقاتل قوات حرس ثوري إيراني إلى جانب الحشد الشعبي في الأنبار؟

لم نسمع بهكذا وجود، ولكن ما أستطيع أن أقوله إن هناك تواجدًا لمستشارين وخبراء عسكريين إيرانيين في الأنبار مع الحشد الشعبي.
&
هل كان الردٌ العسكري على نفس مستوى الخطر الذي يمثله داعش اليوم، حيث بات يمتلك تواصلاً جغرافيًا من وسط سوريا حتى غربي العراق؟

كلا، رد فعل الحكومة العراقية في بغداد ليس على نفس الخطورة التي يمثلها تنظيم داعش، وأنا أؤكد اليوم أن الخلافات السياسية بين القادة السياسيين من أهل السنة والشيعة انعكست سلبًا على أداء القوات العراقية المقاتلة، وأقصد بذلك الخلافات التي تظهر على الإعلام بين قسم من قادة السنة الذين يدورون في فلك الولايات المتحدة، وغالبيتهم لا يمثلون أهل السنة، وهذا الأداء السياسي للقادة بين سنة وشيعة انعكس سلبًا على أداء الجيش العراقي .
&
التوافق أساس

انتقدت أميركا أداء القوات العراقية بالرمادي، وقالت إن القوات العراقية لم تبدِ إرادة في القتال، مع العلم أن أداء القوات العراقية كان محل انتقاد من قبل مسؤولين عراقيين.

هذا ضحك على الذقون وإلا أين قتل شهداءُ القوات العراقية واهل الرمادي، هل قتلوا في عواصف رملية أم في معارك استخدمت فيها القوات العراقية كل أسلحتها، ولكن الكل يعلم أن سلاح الجو هو في سيطرة الولايات المتحدة. القوات العراقية لا يمكنها التقدم دون دعم جوي والدعم الجوي خذلها من قبل طيران التحالف. وتنظيم الدولة بات يسيطر اليوم على ثمانين بالمئة من مساحة الأنبار ويتقدم نحو الحدود مع الأردن بعد سقوط منفذ الوليد الحدودي مع سوريا، وهو يسير اليوم نحو منفذ طريبيل.

كيف يُمكن هزيمة تنظيم داعش في الأنبار؟

لا يُمكنُ هزيمةُ داعش من دون وحدة وطنية عراقية وتوافق وطني عراقي ودعم جوي مستمر من قبل الولايات المتحدة. المعركة طويلة وما زلنا بحاجة، في المقام الأول، إلى توافق وطني عراقي.