قالت صحيفة إسبانية إن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد مؤهلاً للحفاظ على وحدة بلاده، بعدما تسبب في تقسيمها سياسيًا وجغرافيًا، مشيرة إلى تعمق الهزيمة في صفوف قوات النظام.&
&
بيروت: قالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية إن بشار الأسد لم يعد مؤهلًا للحفاظ على وحدة سوريا بعدما فقد السيطرة على ثلاثة أرباع البلاد، وبعدما تسبب في تقسيمها جغرافيًا وسياسيًا.
&
وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، للصحيفة، إن الهجوم الذي وقع في اللاذقية مرتبط أساسًا بسيطرة المعارضة على مدينة جسر الشغور، التي تبعد عنها 72 كيلومتراً فقط، في إشارة إلى سقوط صواريخ مجهولة الهوية في اللاذقية، قيل إنها رميت من زورق في البحر.
&
لا مكان آمن
&
وقال التقرير الذي نشرته الصحيفة إن الانفجار الغامض الذي هز أحد أحياء اللاذقية الإثنين الماضي، وأودى بحياة أربعة مدنيين، أثبت أنه لم يبقَ مكان في سوريا بعيد عن أهوال الصراع الدائر منذ أربعة أعوام، بما في ذلك اللاذقية معقل الأسد، الذي ينحدر من بلدة القرداحة في المحافظة.
&
أضاف التقرير: "تشهد القوات الموالية للنظام تقهقرًا كبيرًا منذ شهرين"، كما اشار الى تعمق الهزيمة التي منيت بها قوات النظام في الأسبوع الماضي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وفقدانها مدينة تدمر، التي تنطوي على أهمية عسكرية ورمزية كبيرة، بعد أن كان تحالف للقوى المعارضة نجح في نهاية آذار (مارس) الماضي في بسط سيطرته على إدلب، شمال سوريا، والسيطرة على مدينة جسر الشغور في المحافظة، على الطريق الدولي الرابط بين حلب واللاذقية.
&
سوريا مقطّعة
&
وذكر التقرير المنشور في "إلموندو" أن العديد من متابعي الشأن السوري يعتقدون أن الأسد يسعى إلى تقطيع أوصال سوريا، لكي يتسنى له ولأنصاره الحصول على ملاذ آمن في حال التعرض للهزيمة وسقوط النظام.
&
فالتصوير الجوي يبين أن سوريا مقطعة الأوصال، وكل فصيل من الفصائل المقاتلة يكافح ليسيطر على أكثر ما يمكن من الأراضي، "أما الديكتاتور الذي أشعل نيران هذه الحرب الأهلية في 2011، فلم يعد لديه شيء ليخسره".
&
أصاف: "الأحداث الأخيرة توحي بأن النظام استوعب الواقع الميداني وأمر بانسحابات تكتيكية، خصوصًا في تدمر، التي انسحب منها جنود النظام بشكل مفاجئ وغير متوقع، وهي خطوة قام بها في 2012 في المناطق الكردية في شمال البلاد".
&
ملاذ احتياطي
&
قال لانديس: "الحكومة السورية تخلت عن استراتيجيتها الرامية إلى المحافظة على المناطق الأقل أهمية، والسيطرة على أكثر ما يمكن من المساحة، وفضلت تجميع قواتها في خطوط دفاعية حول دمشق وحمص وحماة".
&
ونقل تقرير الصحيفة الاسبانية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده أن ثلاثة أرباع سوريا خارج سيطرة النظام، الذي يحتفظ بمحور دمشق حماة، وفيه أغلب السكان، بالإضافة إلى محافظة اللاذقية بالغة الأهمية، لأنها المنفذ الوحيد للنظام نحو البحر، وإحدى مناطق تركز الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وتمثل ملاذًا احتياطيًا للنظام في حال انهياره وسيطرة المعارضة على العاصمة.
&
حل التقسيم
&
وأشارت "إلموندو" إلى أنه طوال فترة الحرب السورية، التي أودت إلى حد الآن بحياة أكثر من 200 ألف قتيل وشردت أكثر من أربعة ملايين لاجئ، ناقش بعض المحللين فكرة "التقسيم الطائفي" حلًا لإنهاء الاقتتال في البلاد، بمنح الساحل للعلويين، والشمال للأكراد، والوسط للأغلبية المسلمة السنية. لكن يبدو أن القاسم المشترك الوحيد بين النظام والمعارضة هو عدم الاهتمام بهذا السيناريو.
&
وفي هذا الاطار، يقول لانديس إن إيران التي تدعم الأسد بالسلاح والمقاتلين فقدت أي أمل باستعادة النظام السيطرة على سوريا، "فبدأت تضغط عليه للقبول بحل التقسيم، والحكومة الإيرانية أصرت على مناقشة هذه الفكرة قبل تزويد النظام بأي مساعدات جديدة".
&
وأضاف: "هناك عامل آخر حاسم، وهو أن نظام الأسد لم يعد قادرًا على مواجهة جيش الفتح وتنظيم الدولة".