لندن: في دعوة أثارت الاستغراب، أطلقها المرجع الشيعي العراقي السيستاني بمطالبته العراقيين اليوم بالتدريب والاستعداد للقتال إلى جانب دولة الامام المهدي المنتظر ظهوره والتي ستشمل كل مكان من الارض معتبرا ان قتالهم ضد تنظيم "داعش" حاليا هو اختبار للمعركة العالمية المقبلة، وحذر من صراعات طائفية تؤججها دول اجنبية واقليمية لتمزيق المنطقة إلى دويلات تتحارب في ما بينها، ودعا لإجراءات تعالج أزمة المياة المنتظرة.
&
الاستعداد لدولة المهدي المنتظرة
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغدد) اليوم وتابعتها "إيلاف" عبر قناة العراقية الرسمية التي نقلتها بشكل مباشر للمرة الاولى، إن المعارك التي يخوضها العراقيون ضد تنظيم "داعش" حاليا، هي تمهيد واستعداد للقتال مع دولة الامام المهدي المنتظر، ليس في العراق فحسب، وانما في أي مكان آخر"لأن دولة المهدي هي كل الارض" بحسب قوله.
والمهدي هو الإمام الثاني عشر لدى الشيعة المسلمين، الذين يعتقدون انه غائب منذ عام 382 للهجرة، وسيعود ليملأ الارض عدلا بعد ان تكون قد ملئت ظلما وجورا. والمهدي هو محمد بن الحسن بن علي حيث يعتقد الشيعة الإثنا عشريون أنه المتمم لسلسلة ائمتهم فهو الإمام الثاني عشر والأخير .
وأضاف الكربلائي ان ما يمر به العراق حاليا هو اختبار لظهور دولة الامام المهدي ومتطلباتها للقتال والتضحية في عقد من التضحية جزاؤه الجنة، وحيث ان ظروف البلاد الحالية في قتال الإرهاب هي تمهيد لدولة الامام المنتظر.&
واشار إلى أن أحوال العراق الحالية هي صورة مصغرة لما ستكون عليه دولة الامام من متطلبات للقتال والتضحية بالاموال والممتلكات والدماء، وقال "علينا الاستعداد لها منذ الآن وتدريب شبابنا ورجالنا على القتال والتعبئة لاننا لانعرف إلى متى ستستمر المعركة ضد داعش.. ولذلك يجب ان يكون هناك تدريب مستمر لمواجهة كل الاحتمالات المستقبلية استعدادا لدولة الامام المهدي" على حد قوله.&
&
ليلة النصف من شعبان تختلف بتحدياتها ومخاطرها عن السنوات السابقة
وأشار معتمد السيستاني إلى أن ليلة النصف من شعبان ذكرى مولد الامام المهدي التي ستحل الأسبوع المقبل، وحيث ملايين العراقيين يحيونها بزيارة مرقد الامام الحسين في كربلاء تختلف في هذا العام في طبيعتها وظروفها وتحدياتها وصعوباتها عن الأعوام السابقة، حيث تخوض القوات الأمنية العراقية والمتطوعون معركة مصيرية ضد تنظيم داعش سقط فيها شهداء وجرحى وخلفت أرامل ويتامى ونزوح الملايين .
واضاف انه لذلك يجب ان تكون مراسم احياء هذه الليلة بحدود ما ينسجم مع هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق، وتتركز الجهود على دعم المقاتلين ومساعدة النازحين. ودعا الزائرين إلى التعاون مع الاجهزة الامنية والخدمية والحفاظ على النظام والنظافة وترشيد استهلاك الطاقة والمياه مراعاة لظروف العراق المالية الصعبة . وشدد على ضرورة الابتعاد عن استغلال هذه المراسم لاسباب دعائية سياسية او حزبية او شخصية.
يذكر ان السلطات العراقية قد بدأت قبل ايام اجراءات امنية مبكرة لحماية المحتفلين بليلة النصف من شعبان حيث قال قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي ان وزارتي الدفاع والداخلية أرسلت عشرة أفواج عسكرية لنشرها على حدود محافظة كربلاء ضمن خطة حماية للزوار الذين سيؤدون زيارة النصف من شعبان التي تصادف الأسبوع المقبل. وأوضح ان "هذه الخطة ستشترك فيها قوات أمنية عراقية خالصة في منطقة الفرات الأوسط وتم نشرها في كل مناطق المدينة والطرق المؤدية إليها". واشار إلى ان "هذه الأفواج قد نشرت على حدود المحافظة من الجهات الأربع .. كما تمت الموافقة على زيادة عدد أجهزة كشف المتفجرات لتوزيعها على نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة".
وتشهد مدينة كربلاء استعدادات واسعة لمناسبة ذكرى ولادة الإمام المهدي، التي توافق الخامس عشر من شعبان الحالي والتي يحييها ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه.

صراع طائفي في المنطقة لتمزيق دولها
واشار معتمد المرجع السيستاني إلى خطر تمدد الصراع ضد داعش إلى مناطق في العراق ودول اخرى في المنطقة، منوها بأن هذا التمدد يؤكد تقديم الدعم للتنظيم من جهات دولية واقليمية لم يسمها بشكل يهدد بصراع طائفي وعرقي قد يستمر إلى سنوات طويلة لاشاعة الخراب وعرقلة التقدم وتمزيق دول المنطقة إلى دويلات صغيرة تتناحر في ما بينها.
ودعا من اجل تفويت الفرصة على تحقيق هذه الأهداف القوى السياسية والاجتماعية والدينية إلى موقف موحد لمواجهتها .. منوها بأن هذا الصراع وطني واخلاقي وانساني وليس صراعا طائفيا. واشار إلى ان داعش تنظيم خلق ليكون وسيلة مدمرة لدول المنطقة تستدعي حشد الجهود لمواجهته.&
&
وطالب بحشد الجهود السياسية والعشائرية والشعبية في المحافظات التي احتلها داعش والتعاون مع القوات الامنية من دون تحيز إلى طائفة او قومية او دين، مستذكرا الجندي مصطفى العذاري الذي اعدمه داعش قبل ايام وعلق جثته تحت احد الجسور في مدينة الفلوجة في محافظة الانبار، مشددًا على ان دمه وبقية الشهداء لن تذهب سدى وانما هي تحفظ العراق من مخططات الاعداء.
&
دعوة تركيا لإطلاق مياه الرافدين لسد النقص الذي يعانيه العراقيون
وحول الازمة التي يعانيها العراق في نقص مياه الشرب وارواء الاراضي فقد حذر الكربلائي من هذه المشكلة التي يعانيها المواطنون بسبب نقص الخزين المائي وبالشكل الذي ينذر بأزمة وصعوبات سيعانيها المواطنون.
واضاف ان العراق يواجه أزمة مرتقبة في شحة المياه &داعيا الحكومة إلى وضع خطة طوارئ لذلك .. وشدد على اهمية أن تعمل الحكومة العراقية على مطالبة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية . وقال إن "هناك تقارير تشير إلى وجود انخفاض في الايرادات المائية ونقص شديد في السدود والخزانات ما سيؤدي إلى شحة واضحة في الموارد المائية وصعوبة تلبية احتياجات المحافظات اسفل عمود نهر الفرات".
وأضاف الكربلائي أن "الحكومة العراقية مطالبة بالعمل لكي تقوم الجارة تركيا بزيادة الاطلاقات المائية في دجلة والفرات"، داعياً إلى "وضع خطة طوارئ خصوصا للمحافظات التي تكون على اسفل عمود نهر الفرات واتخاذ الاجراءات التي من شأنها تجاوز الأزمة المتوقعة".