يستعدّ المعارضون السوريون للإجتماع في القاهرة لبحث ما بعد رحيل بشار الأسد، وعلمت "إيلاف" من خلال مسؤولين في اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة أنّ& الميثاق المرتقب سيؤكد أنّ الشعب السوري شعب واحد، عماده المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات دون تمييز بين الأقليات.


بهية مارديني: يطرح مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في الثامن والتاسع من الشهر القادم في العاصمة المصرية، ميثاقا وطنيا سيشكل، في حال اقراره من المشاركين، مرجعا للمبادئ الدستورية للمرحلة الانتقالية والدستور السوري الجديد.

ويؤكد أعضاء في اللجنة التحضيرية للمؤتمر في تصريحات متفرقة لـ"إيلاف" أن من مفردات الميثاق ستقرّ بأن "الشعب السوري شعب واحد، عماده المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات دون تمييز".

وأن الميثاق، بحسب الوثائق التحضيرية، "يعتمد قيم الحرية والعدالة والسلام، ويعتبر الدولة كيانا تاريخيا للوعي المعرفي الحضاري قائما على الشراكة والمواطنة المتساوية والمأسسة المدنية المستقلة عن كافة مكونات المجتمع وإيديولوجياته".

ويؤكد أحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق، وهو من أبرز الداعمين لمؤتمر القاهرة، أن الميثاق الوطني المطروح يتطرق الى الحريّات واعتبارها أساساً للعلاقة بين أبناء الوطن الواحد.

يشدد الجربا في تصريحاته لـ"إيلاف" على أن الميثاق& يقول إنّ الدولة السورية "تكفل احترام التنوّع المجتمعي ومعتقدات ومصالح وخصوصيّات كل أطياف الشعب السوري، وتقرّ بالحقوق الثقافية والسياسية وتحمي الإنسان وكرامته وتستوجب تجريم المذهبية والطائفية السياسية والإرهاب والعنف".

وسيحاول المؤتمرون في القاهرة عبر تكثيف الجهود،& التوافق على تحديد مؤسسات المرحلة الانتقالية ومفهوم هيئة الحكم الانتقالي، التي تقتضي تشكيل مؤسسات وتسمية أعضائها ورئاساتها، ومن أبرزها المجلس الوطني الانتقالي، الذي سيتولى مهمة التشريع والرقابة على الحكومة في المرحلة الانتقالية.

مؤتمر القاهرة وحقوق الأقليات

يلفت الجربا في تصريحاته لـ"إيلاف" الى أن الميثاق الوطني يتطرق الى "اقرار الدولة السوريّة بوجود الشعب الكردي ضمن مكوناتها، وبحقوقه القوميّة المشروعة وفق العهود والمواثيق الدوليّة ضمن إطار وحدة الوطن السوري. وتعتبر القومية الكردية في سورية جزءاً أصيلاً من الشعب السوري. كما تقرّ بوجودٍ وهويّةٍ وحقوقٍ قوميّة مماثلة للقوميات السريانية الأشورية والتركمانية والشركسية والشاشانية والأرمنية التي تعتبر جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري وأن الشعب هو مصدر الشرعية والعدل هو المنظم الأساس للعلاقة بين أبنائه".

عدم الاستئثار بالسلطة

يتطرق الميثاق الوطني المقترح في مؤتمر القاهرة الى السيادة السورية في الربط العضوي بين الوطن والمواطن. في ظل النظام الجمهوري الديمقراطي ودولة المواطنة المدنية وهي دولة ينظم الدستور عقدها المجتمعي ويسودها القانون وتقوم على المؤسسات. ولا يجوز فيها الاستئثار بالسلطة أو توريثها بأيّ شكلٍ كان وتقوم مؤسّسات الحكم في الدولة السورية على أساس الانتخابات الدوريّة والفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعلى مبدأ التداول على السلطة عبر الانتخاب، واحترام نتائج الانتخابات التي تنظمها هيئة مستقلة ويقرر نتائجها صندوق الاقتراع واقرار دستور جديد أساس النظام الديمقراطي المدني ونظام انتخاب عصريّ وعادل يضمن حق مشاركة كافّة التيارات الفكرية والسياسية، ضمن قواعد تؤمّن أوسع تمثيل للشعب واستقرار النظام البرلماني، وتضبط بشكلٍ دقيق الموارد المالية وإنفاق الأحزاب والجماعات السياسية.

جيش سوري دون نشاط سياسي

الجيش السوري، بحسب الميثاق أيضا، هو المؤسسة الوطنية التي تحمي البلاد وتصون استقلالها وسيادتها على أراضيها، تحرص على الأمن القومي ولا تتدخّل في النشاطات السياسية، واعتماد الدولة مبدأ اللامركزية الديمقراطية، بحيث تقوم الإدارة المحلية على مؤسسات تنفيذية تمثيليّة بهدف الوصول إلى تنمية مستدامة ومتوازنة.

ومؤتمر القاهرة هو مؤتمر لقوى وشخصيات معارضة وطنية ديمقراطية يهدف إلى توحيد جهود قوى المعارضة ورؤيتها لإيجاد حل سياسي مبني على ميثاق وطني وخارطة طريق لوضع بيان جنيف موضع التطبيق.

وكان مصدر دبلوماسي مصري كشف أن اجتماع القاهرة القادم للمعارضة السورية لن يفضي الى انشاء كيان جديد.

وأضاف المصدر في تصريح صحافي، تلقت "إيلاف" نسخة منه، ردا على الاشاعات التي تتناقل حول أنّ اجتماع القاهرة الشهر القادم "سيلغي وجود الائتلاف الوطني المعارض ويؤلف كيانا بديلا"، أن التصريح الصادر عن وزارة الخارجية يوم السبت 23 مايو "كان واضحاً ولم يشر إلى الرغبة فى إنشاء كيانات جديدة، وأن كل ما قيل وأشيع عن ذلك نتج من إضافات تطوع بها بعض من يبدو أنهم يسعون لخلق مُشكلات وحساسيات إزاء الاجتماع المُزمع عقده فى القاهرة لأوسع طيف من المعارضة السورية الساعية إلى طرح مشروع جاد للحل السياسي على أساس وثيقة جنيف".

وأوضح المصدر أن "قوى المعارضة السورية المُجتمعة فى مصر لا ترى فائدة في إنشاء كيانات جديدة بعد أربعة أعوام من التدمير الذي تشهده سوريا".

وأضاف المصدر: "القوى السورية أبدت اهتمامها بعقد اجتماع موسع لها ولمختلف قوى المجتمع السوري فى مصر، وأن القاهرة لا تسعى للسيطرة على مسيرة المعارضة بل تكتفي بدعم ما يتفق عليه الأخوة السوريون حرصاً على مساعدتهم في جهودهم للخروج من الأزمة التي ألمت ببلادهم".

ورأى المصدر ذاته أن هذه السياسة المصرية "تُعد أحد أهم أسباب اهتمام قوى المعارضة السورية بالاجتماع في القاهرة"، وشدد على وجود "دعم عربي واسع لهذا الجهد المصري".

وكانت الخارجية المصرية أعلنت في 23 الشهر الجاري أن "المؤتمر يهدف إلى التعبير عن رؤية أوسع من طيف المعارضة السورية إزاء كيفية التحرك في المرحلة القادمة للعمل على إنهاء الأزمة السورية، ووقف إراقة دماء الأشقاء السوريين".