في أجواء تتحدث عن تقسيم منتظر لكل من سوريا والعراق يبقى السؤال كيف سينعكس هذا التقسيم على لبنان وما هو المصير الذي ينتظره حزب الله في ظل الحديث عن تلك التقسيمات؟.

بيروت: في ظل الحديث عن تهديد بتقسيم سوريا والعراق وبعض البلدان العربيّة ما هو مصير لبنان في هذا الجو المهدّد بالتقسيم؟

يؤكد الكاتب والمحلّل السياسي عادل مالك ل"إيلاف" أن كل من يعايش أحداث المنطقة منذ سنوات يلاحظ وجود حالات تقسيميّة تخيّم على مختلف دول منطقة الشرق اأوسط، والأمر واضح في أكثر من بلد عربي، وكل ما يجري حاليًا من حروب هي لا نهاية لها، إنما الصراعات القائمة وما تفرضه من أحداث تؤسس لأوضاع جديدة يبدو أن المنطقة مقبلة عليها، ومع مرور مئة عام على اتفاق سايكس بيكو يجري حاليًا تقاسم مناطق النفوذ في المنطقة، أما لبنانيًا فيجب أن نتنبه للأمر التالي وهو أن مشروع تفتيت المنطقة بدأ مع انتهاء الحرب الأهليّة في لبنان، لذلك شعرت حينها بعض القوى المسيحية في لبنان بالخوف، وبدا كأن التقسيم ليس الحل المثالي بل الوحيد الباقي، ولبنان مرتبط ارتباطًا وثيقًا في حالات السلم والحرب مع أحداث المنطقة، والمخطط التقسيمي الذي يُنفذ حاليًا، سواء في ليبيا أو سوريا أو اليمن، لا يمكن للبنان إلا أن يتأثر به.

ويضيف مالك :"يجب على كل سياسيي لبنان وصناع القرار فيه أن يستشعروا خطورة الوضع في لبنان والتنبّه إلى أن استمرار الأزمات ومنها تعطيل رئاسة الجمهورية، وغيرها، كلها مظاهر سلبيّة تعطي انطباعًا للآخرين دوليًا وإقليميًا بأن لبنان ليس باستطاعته أن يحكم نفسه بنفسه، من هذا المنطلق نحن لا نجزم فرضية التقسيم في لبنان ولكن يبقى الحل الوحيد المتاح، إذ تعصف في المنطقة حالات تقسيم والمخاوف من تعريض لبنان لأي خطر يجعلنا نتحدث عن لبنان جديد وليس بالضرورة أن يكون الأفضل.

أما المحلّل السياسي علي الأمين فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أن امتداد الأزمة العراقية والسورية إلى لبنان أصبح أمرًا واقعًا، ولا يمكن أن نتحدث عن دوائر وطنية منفصلة في لبنان، فالساحات مفتوحة، ولا شك أننا نبالغ قليلاً إذا قلنا أن لبنان انخرط في مكان ما، لكنه على أهبة الإنخراط أو الاندماج مع هذه الساحات، من هنا القول أن تقسيم لبنان لا يمكن أن يكون خارج هذه المعادلة، وتبقى الأجوبة واضحة بالنسبة للأوضاع التي يمكن أن يصل إليها لبنان، وهذه من الهواجس والمخاوف التي تطرح في لبنان، عن احتمال تقسيمه إذا ما قسمت المناطق الأخرى المحيطة به.

وبتقدير الأمين أن لبنان سينخرط في مشهد التقسيم، ولعل ما يحصل اليوم في منطقة عرسال والحديث عن إزالة الوجود الداعشي ومواجهة المسلحين في جرود عرسال، يجعلنا نلاحظ أن أي تطوّر في المنطقة ستكون له تداعيات وتأثيرات إنطلاقًا من الأوضاع الجارية في سوريا.

فمعركة عرسال تبقى سورية وعراقية في لبنان، وهناك الحديث عن خرائط تُرسم في المنطقة.

حزب الله والتقسيم

ماذا سيكون وضع حزب الله في الداخل اللبناني اذا ما قُسمت المناطق من حوله؟ يجيب مالك أن السؤال يختزن ما هو قائم في المنطقة، ومحاولة لاستشراف ما الذي سيحمله المستقبل قريبًا، ويبقى أن حزب الله منظومة أمنيّة كوّنت نفسها على مدى عشرين عامًا وكانت دولة من ضمن الدولة، لذلك يخوض الحزب حاليًا، بإرساله بعض المحازبين والأنصار تحت ذريعة الدفاع عن لبنان وكل اللبنانيين للمحاربة في سوريا، يخوض حزب الله اليوم عمليّة مصيريّة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من أبعاد، لم ينعزل حزب الله عن الأحداث في المنطقة بل هو منخرط عمليًا في ما يجري في سوريا والعراق وحتى اليمن، ولذلك لا يمكن لحزب الله الذي يخوض معركة مصير أن يعزل نفسه عن أحداث المنطقة، وعليه أن يتعايش في ظرف جديد مبني على تقسيمات مستحدثة، لذلك علينا أن ننتظر ما سيجري في الداخل السوري، حيث حزب الله مرتبط عضويًا بما يجري هناك، حزب الله يتوقع مصيرًا يأخذ بعين الاعتبار أحداث المنطقة.

يلفت الأمين إلى ان الخطة ب التي يتحدثون عنها تعني ان حزب الله سيعتمد سياسة الإمساك على المعادلة السياسية في البلد في حال قسمت المناطق من حوله، سيكون كما يجري مع الحوثيين في اليمن، من خلال السيطرة على مفاصل لبنان، وهذا يطرح المخاوف وأسئلة كيف سيتم هذا الأمر.

البعض قد يرى ربما استقالة الحكومة أو التحكم بقرارتها من قبل حزب الله.