عادت نظريات تشيع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الواجهة لتبرير استماتته من أجل توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وموقفه من الأزمة السورية والعرب ككل.

الرياض: قال طه اللهيبي، النائب العراقي السابق، إن ما يدفع بالرئيس الأميركي باراك أوباما للتعاطف مع إيران وللتعاون والتفاوض معها والاصرار على الاتفاق النووي معها ولو أضر بمصالح العالم أجمع هو جذوره الشيعية، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، وتضمن مقطعًا مصورًا بث الأحد الماضي.

تربى في حضن شيعي

وقال اللهيبي في المقطع المصور إن أوباما يتعاون أكثر فأكثر مع شيعة إيران، بسبب جذوره الشيعية من ناحية والده، "فاسمه باراك حسين أوباما، أبوه حسين سمي بهذا الاسم تيمنًا بحفيد الرسول الإمام الحسين، وأوباما تربى في حضن شيعي".

وتقول الصحيفة: "قد يشعر القراء الأميركيون بالدهشة عندما يقرأون أن لأوباما الذي يعتنق المسيحية أجندة إسلامية سرية".

وتتناول الصحيفة شائعات انتشرت عندما رشح أوباما نفسه للانتخابات عن الحزب الديمقراطي في العام 2008، تقول إنه مسلم سرًا مسيحي علنًا، تلقى الدراسة في مدرسة إسلامية متشددة في إندونيسيا، حيث كانت والدته تعمل، وتزوجت من إندونيسي مسلم، "ورغم نفي هذه الشائعات، إلا أن استطلاعًا أجري في خلال العام الماضي أظهر أن 50 في المئة من الجمهوريين يعتقدون أن أوباما يخفي إسلامه".

عادت الشائعات

وبحسب الصحيفة الأميركية، أخذت نظريات المؤامرة شكلًا آخر في إيران، إذ قالت صحف إيرانية في العام 2008 إن اسم والد أوباما يدل على أنه مسلم شيعي، من دون أدلة أخرى على تشيعه، خصوصًا أن كل المعلومات المعروفة عن والده تؤكد أنه كيني الأصل، وكان على المذهب السني.

وتقول واشنطن بوست: "رغم ذلك، شعر الشيعة في مدينة الصدر قرب بغداد بالفخر عندما فاز باراك أوباما في الانتخابات، ونقلت مجلة تايم الأميركية عن شيعة في مدينة الصدر قولهم: أصبح لنا أخ في البيت الأبيض".

عادت هذه النظرية للظهور في العام الحالي، إذ بينما تقاتل الحكومة العراقية مع ميليشيات شيعية تدعمها إيران تنظيم الدولة الدولة الاسلامية (داعش)، الذي سيطر على معظم شمال العراق منتصف العام 2014، يستميت الرئيس الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي.

ذكرياته شيعية

وتلفت الصحيفة إلى أن اللهيبي، وهو نائب سني سابق مغمور، ذكر سابقًا أن داعش صناعة سورية إيرانية، والولايات المتحدة اخترقته.

وتنقل الصحيفة عن ريدر فيسر، المحلل في الشؤون العراقية، قوله إن تعليقات اللهيبي لا تحظى بدعم واسع في العراق، "وهذه الإشاعات ليست إلا دليلا واضحا على ما وصلت إليه الأمور من حالة استقطاب بسبب ظهور داعش". كما يقول محلل عراقي في لندن إن كلام اللهيبي أثار سخرية العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، "فكلام تافه مثل هذا لا يلقى دعمًا من العراقيين".

لكن اللهيبي لم يكن وحده من ربط أوباما بالشيعة. فالكاتب السوري محيي الدين اللاذقاني قال في مقابلة تلفزيونية: "هناك أمر يجب ألا ننساه، وأنا لا أقدم نظرية، ولست عنصريًا، ولكن باراك أوباما هو ابن رجل كيني شيعي، وكل ذكريات طفولة الرجل الذي يحكم البيت الأبيض ذكريات شيعية، لهذا السبب يعد الموضوع الإيراني مهمًا له، فهو مهتم بظهور إيران منتصرة، وبتدمير سوريا، والدول العربية كلها".