سلام إلى القاهرة وزيارته تتجاوز العلاقات الثنائية

&

&

بيروت: يزور رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام &مصر غدًا، على رأس وفد وزاري يضم الوزراء أكرم شهيب، ميشال فرعون وارتور نظريان، لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين، في مقدمتهم الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي ورئيس الحكومة إبراهيم محلب، كما يجتمع إلى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وشيخ الأزهر احمد الحطيب.

&

وتتركز المحادثات خلال الزيارة، التي تستمر يومًا واحدًا، على التطوّرات الإقليميّة، والشؤون العربية في ظلّ الأزمات التي تعصف بدول المنطقة وتداعياتها، لاسيّما على لبنان، الذي يعتبر من أكثر الدول المتأثرة سلبًا بفعل موجة النزوح السوري إلى أراضيه، والتهديدات على حدوده الشماليّة والشرقيّة، وسبل الدعم المتاحة لتمكينه من الصمود.

&

ويقول النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) لـ"إيلاف" إن الهدف من زيارة سلام إلى مصر لا يدخل ضمن جلب مساعدات منها لأن وضعها صعب، مضيفًا "هدف الزيارة يقع ضمن أمرين، الأول تصدير البضائع عن طريق البحر، والتبادل التجاري، وأيضًا الأمور السياسية المطروحة.

&

ويلفت علوش إلى أن مصر قد لا تملك الأدوات لحلحلة أمور لبنان الداخلية لأن مرجعية حزب الله موجودة في إيران، قد يكون الذهاب إلى إيران يساعد، لكن سلام وقبله رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري توجّها إلى إيران ولم نشهد نتيجة، ومصر بالكاد تستطيع أن تقوم بوضعها فلديها مصائبها الداخليّة وعلى حدودها مع وجود "تنظيم داعش" هناك.

&

أما النائب مروان فارس (8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن علاقات لبنان ومصر هي طبيعيّة، وزيارة سلام إلى مصر في هذه الظروف تحمل دلالات كثيرة، ومنها الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعلى الصعيد اللبناني هذه الزيارة تعزّز العلاقات بين لبنان ومصر، وهي علاقات تاريخية بين الدولتين، وتحسين هذا الدور هو مطلب للبنانيين قبل حكومتهم، وهناك عمّال مصريون كثيرون في لبنان، وزيارة سلام إلى مصر في هذه الظروف تعزّز الموقع اللبناني الذي هو بحاجة إلى المزيد من الاهتمام خصوصًا في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.

ويلفت فارس إلى أن المصريين حاولوا لعب دور في قضية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، والزيارة المرتقبة قد تظهر الدور الذي قد تلعبه مصر في مساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية.

&

عن الحديث عن رغبة أوروبيّة أميركيّة في إعطاء مصر دورًا إضافيًا للتوصل إلى حلول في أزمات المنطقة بما فيها لبنان، يقول علوش إن الأمر منطقي أن تعطى مصر دورها المناسب، من خلال دعمها السياسي والاقتصادي الجدي، فإذا نظرنا إلى المنطقة نرى دولاً قليلة يمكن أن يكون لديها دور أمني في الموضوع، قد تكون مصر إحدى تلك الدول.

لكن هذا لا يبحث بين مصر ولبنان بل بين مصر والدول صاحبة القرار.

&

ويتحدث علوش عن الدور غير الوفاقي الذي تلعبه إيران في المنطقة، حيث أن أدوارها سلبيّة، ولو كان دورها وفاقيًا لكانت مثلاً&ساهمت في تأليف حكومة انتقالية في سوريا، ولكانت أقنعت المالكي أن يضم مكونات الشعب العراقي تحت جناح الدولة، ولكانت أقنعت حزب الله أن يكون تحت سلطة الدولة، ومصر تأثيرها كدور وفاقي هو هامشي، ومن يريد أن يلعب دورًا وفاقيًا يجب أن تكون لديه قدرة السيطرة أو الضغط على الأطراف الموجودة، و"في الوقت الحالي لا أعتقد أن مصر يمكن أن تقوم بهذا الدور".

عن الرغبة الأوروبية الأميركية في اعطاء مصر دورًا إضافيًا، يقول فارس إن مصر مع السيسي أعادت العلاقات الإيجابية مع روسيا، ومع الحكومة الأميركية التي تسلح الجيش المصري، لكنّ المصريين لديهم علاقات أقوى مع روسيا، والمناخ الدولي هو اليوم لصالح النظام في مصر، لأنه يواجه "الإرهابيين" في سائر المناطق.

&

ويؤكد فارس أن النظام في مصر بدأ يستقر بعدما تسلم السيسي الحكم، ومن الممكن أن تتعزز العلاقات التاريخية بين لبنان ومصر، وإذا حصل ذلك من خلال زيارة سلام لمصر، ستكون إيجابية للبنان ولملفاته الداخليّة.

&