توج الأمير محمد بن سلمان زيارته الروسية بتوقيع 6 اتفاقيات تعاون مشتركة عالية المستوى، وبالبحث في تعاون مع روسيا لبناء وتشغيل 16 مفاعلًا نوويًا في السعودية.

الرياض: تتوجه الأنظار جميعها منذ الخميس إلى روسيا، التي توجه إليها الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، والذي التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورغ في اجتماع رشح منه عزم سعودي على بناء 16 مفاعلًا نوويًا للأغراض السلمية ومصادر الطاقة والمياه، وعلى أن يكون لموسكو حصة الأسد في تشغيل هذه المفاعلات.

همّ اقتصادي

وبذلك، يكون الهم الاقتصادي المشترك هو المهيمن على المباحثات السعودية – الروسية، على أن يتطرق الأمير السعودي والرئيس الروسي إلى ملفات إقليمية ساخنة، في مقدمها ملفا سوريا واليمن، بالاضافة إلى تطورات الوضع في العراق ولبنان، وتصاعد المد المتطرف.

وكان لافتًا عزم السعودية الاستثمار في المجال الزراعي والاستحواذ على شركات زراعية في روسيا، لتوفير ضمان للأمن الغذائي السعودي، وتحقيق عائدات استثمارية شبه مضمونة. كما& أثير نقاش حول التعليم وسبل تعزيز الشراكة بين البلدين في هذا المجال، وامكان رفع عدد المبتعثين إلى روسيا إلى 500 مبتعث في العام المقبل.

ووقعت السعودية وروسيا الخميس 6 اتفاقيات استراتيجية، أولها وأهمها اتفاقية تعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتفعيل اللجنة المشتركة للتعاون العسكري والتعاون في مجال الفضاء، واتفاقيات تعاون في مجالات عدة، منها الإسكان والطاقة والاستثمار المتبادل.

لقاء هام

وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس بوتين للشؤون الخارجية، إن اللقاء هام بالنسبة إلى البلدين، وسيؤدي إلى تعزيز العلاقات بين السعودية وروسيا، ورفعها إلى مستوى غير مسبوق، "ويمكنني الافتراض بأنه ستبحث أثناء اللقاء المسائل المتعلقة بالوضع في الشرق الأوسط، وبالتحديد الوضع في اليمن وسوريا، ومواجهة داعش، إلى جانب مسائل إقامة التعاون الأوثق في مجال الطاقة ضمنًا".

وقال سيرغي بيلياكوف، رئيس إدارة صندوق منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، في تصريح صحافي: "وصول القيادة السياسية السعودية على هذا المستوى العالي لبحث أجندة التعاون والاستثمارات المحتملة دليل واضح على أنها معنية حقًا بتطوير المشاريع وتفعيل استثمارات محددة".

اهتمام بمشاريع الطاقة الروسية

وبدوره، أكد وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أن السعودية مهتمة بمشاريع الطاقة في روسيا، موضحا أن&موسكو والرياض ستستأنفان عمل اللجنة السعودية الروسية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني، مشيرا إلى أن جلسة اللجنة المذكورة ستنعقد في تشرين الأول( أكتوبر) القادم بعد توقف عملها 5 سنوات.

وتابع الوزير الروسي أن روسيا لا تسعى لاستبدال شركائها في مجال التعاون النفطي والغازي، &بل تريد أن تهيئ الظروف لشركاء جدد.

تعاون في مجال الفضاء

من ناحيتها،&تخطط وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس" بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتنفيذ مشاريع في مجال تطوير البنية التحتية الفضائية على أراضي السعودية وروسيا، حسب ما أفاد به رئيس الوكالة الروسية إيغور كوماروف.

وجاء تصريح كوماروف الخميس بعد توقيع "مذكرة النوايا" مع رئيس المدينة الأمير تركي بن سعود بن محمد، في مجال استكشاف واستخدام المجال الفضائي للأغراض السلمية على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.

وقال كوماروف إن الصناعة تتطور في السعودية بنشاط وثمة أفكار تتعلق بإنشاء مطارات فضائية "ولدينا خطط كبيرة خاصة بتطوير البنية التحتية الفضائية وتطبيق مشاريع علمية ومشاريع تتعلق برحلات الفضاء، وبالطبع سنقترح على شركائنا المشاركة فيها".

وأوضحت الوكالة الروسية&أنه يجري حاليا تحضير اتفاقيات بين موسكو والرياض حول التعاون في مجال استكشاف واستخدام المجال الفضائي للأغراض السلمية وكذلك اتفاقيات حول التعاون طويل المدى في مجال الاستخدام المشترك لمنظومة الملاحة الفضائية الروسية "غلوناس". وأضاف أن الرياض مهتمة بمشاركة روسيا في إنشاء أسس القطاع الفضائي السعودي وصياغة البرنامج الفضائي الوطني، على ما أفادت قناة "روسيا اليوم".

تقارب روسي سعودي

وقال المحلل السياسي السعودي خالد بن زعتر إن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى روسيا تكتسب أهمية كبيرة.&وأضاف بن زعتر في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" أن هذه هي الزيارة الأولى لوفد سعودي إلى موسكو منذ 3 سنوات، مضيفا أن روسيا باتت تمتلك مفاتيح للعديد من الملفات في الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة السورية.

&وشدد على أن التقارب الروسي السعودي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن التراجع الأميركي في المنطقة وفشل الاستراتيجية الأميركية في وقف تنظيم "داعش" المتطرف.

&وقال إن وجود علاقات روسية سعودية &قوية في الفترة المقبلة لن يكون مستبعدا، فروسيا حاضرة بقوة في الشرق الأوسط، ورأى أن حلفاء الولايات المتحدة فقدوا الثقة فيها بعد الاتفاق النووي مع إيران، وهو أمر يدفع السعودية إلى التغيير في تحالفاتها الإقليمية والدولية.