ظهرت خلافات بين الائتلاف السوري المعارض ووحدات حماية الشعب الكردية، على خلفية منع الأخيرة للجنة التحقيق التي شكلها الائتلاف من دخول بلدة تل أبيض لتوثيق الانتهاكات التي جرت في البلدة بحق العرب السنة والتركمان بحسب الائتلاف.
&
بهية مارديني: أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض عن رفض وحدات حماية الشعب الكردية، اليوم الاثنين دخول أعضاء لجنة تقصي الحقائق الى بلدة تل أبيض شمال سوريا، بعد الأنباء التي ترددت عن تطهير عرقي ضد السكان العرب السنة والتركمان في البلدة.
&
وكان الائتلاف شكّل اللجنة بالتعاون مع وزارة العدل في الحكومة السورية المؤقتة وممثلين عن منظمات مجتمع مدني ومراكز توثيق الانتهاكات.
&
وأكد مصدر في الائتلاف لـ"إيلاف "أن أسباب المنع على خلفية بيانات أصدرها الائتلاف واتهم فيها وحدات حماية الشعب بـ"ارتكاب أعمال تهجير بحق السكان العرب والتركمان" في مناطق عديدة من شمال شرق سوريا، ومنها تل أبيض، خلال تقدمها وسيطرتها عليها بعد معارك مع تنظيم"داعش" المتطرف.

تخفيف التوتر
&
وأشار المصدر الى أن الائتلاف لا يبدو أنه "سيخفف من بياناته ضد وحدات حماية الشعب الكردية في ظل ما يصله من معلومات "حول ما قيل أنها انتهاكات وما يوثقه من بيانات".
&
ولوحظ في الفترة الاخيرة اصدار بيانات من الائتلاف الوطني ضد وحدات حماية الشعب التي تقاتل ضد داعش، وذلك على خلفية ماقيل أنه تهجير وتطهير عرقي بحق العرب والتركمان في المناطق التي باتوا يسيطرون عليها .
&
&تشويه &الانتصارات
&
ويعتبر الأكراد أن الائتلاف يحاول "تشويه الانتصارات" التي تحققها وحدات حماية الشعب ويحاول لصق جرائم "داعش" بهم، ويقولون إنه عمد على إصدار بيانات اتهم فيه وحدات حماية الشعب بارتكاب المجازر بحق الأهالي و إبان تحرير مناطق تل حميس وتل براك، وفعل ذات الأمر إبان تحرير ريف سريه كانيه، تل تمر وجبل كزوان من داعش حيث اتهم وحدات حماية الشعب بتهجير الأهالي.
&
&
&محاولات وطلب
&
وبينما يؤكد أعضاء وحدات حماية الشعب ان اللجنة التي شكلها الائتلاف لم تنسق معهم قبل وصولها الى تل أبيض، يشير بيان الائتلاف الى أن منع دخول اللجنة جاء" بعد محاولات عديدة من طرف اللجنة للدخول إلى مدينة تل أبيض، وأن اللجنة كانت قد تقدمت بطلب رسمي إلى الجانب التركي و"وحدات حماية الشعب" المسيطرة على المعبر من الجانب السوري؛ بالدخول إلى مدينة تل أبيض وزيارة بعض القرى المحيطة للوقوف والإطلاع على ما حصل من أحداث في المنطقة خلال معارك طرد تنظيم داعش الإرهابي".
&
&
وأعلن الائتلاف في بيان مماثل ، تلقت "إيلاف" نسخة منه ، أن نحو 2000 لاجئ سوري عادوا اليوم من منطقة "أقجة قلعة" التركية باتجاه مدينة تل أبيض السورية، بعد فتح البوابة من الجانبين التركي والسوري، وذلك بعد أحداث النزوح الجماعي التي رافقت طرد قوات تنظيم داعش من المنطقة الأسبوع الماضي.
&
وكانت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الائتلاف الوطني السوري في 18 من حزيران( يوليو) الجاري.
&
وكانت ايلاف أول من كشف في تقرير عن نية الائتلاف تشكيل اللجنة.
&
& جمع شهادات
&
وكانت اللجنة باشرت عملها السبت الماضي وقابلت عشرات العائلات النازحة من مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها، وانتقلت اللجنة إلى عدة تجمعات تحوي على عدد من العوائل اللاجئة ورصدت حالتهم والظروف التي رافقت ذلك، كما تعمل اللجنة على صياغة تقرير أولي تلخص فيه ما حصل من أحداث خلال الأيام القليلة الماضية.
&
وقالت عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ولجنة تقصي الحقائق نورا الأمير، إن اللجنة "استمعت لعدة شهادات من العائلات والناشطين حول ظروف لجوئهم ورغبتهم في العودة إلى قراهم والضمانات اللازمة لذلك".
&
ولفتت الأمير إلى" أن اللجنة تتواصل مع عدة أطراف فاعلة في المنطقة من أجل الدخول إلى مدينة تل أبيض ورصد الواقع بشكل مباشر".
&
&وأصدرت أحزاب المرجعية السياسية الكردية بيانًا تحدثت فيه عن تجاوز "الأزمة السورية عامها الخامس دون وجود بريق أملٍ لحلها في المدى المنظور ووقف شلال الدم السوري المسفوك".
&
&وتابع "لا تزال الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سياسي تتعثر وتراوح مكانها بسبب عدم اكتراث المجتمع الدولي بالكارثة التي تعصف بسوريا وطناً وشعباً".

&"انتصار الأكراد"
&
وأشار البيان الى "تمكن قوات حماية الشعب بالتعاون مع غرفة عمليات بركان الفرات وفصائل أخرى من الجيش الحر، وبتغطية جوية من قوات التحالف الدولي من تحرير مدينة كري سبي(تل أبيض) أواسط الشهر الجاري وبسط سيطرتها على المعبر الحدودي الاستراتيجي مع تركيا، والذي كان يعدُّ البوابة الرئيسية لإمداد تنظيم الدولة الإرهابي بالرجال والمال والسلاح، عدا عن كونه ممراً أساسياً لدخول النفط السوري المهرَّب إلى تركيا، وذلك بعد هزيمة وتقهقر مقاتلي داعش وفرارهم هائمين على وجوههم صوبَ محافظة الرقة وتركيا للنجاة بأرواحهم ".
&
واعتبر أن "هذا الانتصار الكبير على الإرهاب قد قوبِلَ بالتنديد والامتعاض من لدن الحكومة التركية وبعض الأطراف والشخصيات العربية الشوفينية ووسائل إعلامها بدعوى مزيفة فحواها أن القوات الكردية وحلفاءها أقدمتْ على ممارسة سياسة التطهير العرقي بحق التركمان والعرب القاطنين في هذه المدينة"، ونفى البيان قطعيا وجود أي عمليات تطهير عرقي في البلد.