الرياض:&احتلت زيارة ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، إلى باريس، اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية من صحف ومواقع إخبارية متنوعة، والتي أفردت تقارير ومقالات وآراء محللين، عن مآلات الزيارة، وآثارها المتوقعة على العلاقات السعودية الفرنسية.
&
وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قد وصل فجر الأربعاء، إلى العاصمة الفرنسية باريس في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وعددًا من كبار المسؤولين الفرنسيين، لبحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين.
&
صحيفة لوموند الفرنسية، وصفت الزيارة - في تقرير صحافي &لها- &بالحدث المهم الذي يعكس قوة العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أنها نتاج وترجمة مباشرة للزيارة التي قام بها قبل شهر ونصف الرئيس فرانسوا هولاند إلى الرياض حيث حل ضيفاً خاصا على قمة مجلس التعاون الخليجي، وأضافت الصحيفة أن الخارجية الفرنسية &كشفت أن حجم التعاون بين البلدين يمكن أن يتجاوز أكثر من 15 مشروعا عملاقا تتعلق بقطاعات التسليح، والطاقة الشمسية، والنووية، والصحة، والطيران المدني، والنقل.
&
علاقات تجارية وتعاون
وشهدت العلاقات التجارية الفرنسية السعودية خلال العامين الماضيين قفزات نوعية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري 9 مليارات يورو ،و3 مليارات صادرات فرنسية ,و 9 مليارات &صادرات سعودية، ووفقا لذلك فإن الميزان التجاري يميل&لصالح السعودية ، حيث إنها تعتبر المصدر الأول للنفط إلى فرنسا ، فيما تعتمد باريس في صادراتها إلى السعودية على الصناعات الغذائية والمستحضرات الطبية وقطاع الطيران والسيارات ومستحضرات التجميل والعطور.&
&
وتفوق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والنقل ، كثيرا خلال الفترة الماضية ، حيث حظيت الشركات الفرنسية خلال 2013-2014 &بمجموعة من العقود المهمة من أبرزها حصول شركة (ألستوم) الفرنسية على جزء من عقد مترو الرياض بقيمة 12 مليار يورو، وعقد تزويد محطة ينبع بتوربينات، بقيمة 700 مليون يورو، كما حصلت شركة (سيدم) الفرنسية على عقد إقامة مصنع تحلية لمجمع صدارة البتروكيماوي بقيمة 400 مليون يورو، وفي قطاع تحليه المياه والقطاع النفطي، نفذت شركة (توتال) الفرنسية &اكبر مصفاة لتكرير النفط في ينبع.
&
لو فيغارو
صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية واسعة الانتشار، أفردت صفحة كاملة لتقرير صحافي عن زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عنونته بـ"شعر العسل بين السعودية وفرنسا" ودعمته بآراء محللين سياسيين فرنسيين، حيث قال التقرير "بعد شهر ونصف من زيارة هولاند للسعودية، جاء الأمير الشاب والرجل القوي في المملكة إلى باريس ليقف جنبا إلى جنب مع لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، ليكملا مسيرة اللجنة المشتركة".&
&
محلل سياسي فرنسي، قال في سياق تقرير الـ "لو فيغارو"، أن نجاح الزيارة يعود إلى تطابق الرؤية الفرنسية والسعودية في كثير من المواقف السياسية، ففي الملف الإيراني هناك توافق على ضرورة توفر الضمانات للبرنامج النووي ليكون سلميا ومدنيا، حيث يُعرف عن الموقف الفرنسي انه اظهر صلابة أزعجت الإيرانيين، وأيضا في الملف السوري هناك شبه اتفاق على ضرورة مغادرة الأسد للسلطة، بدورها تعتبر فرنسا السعودية منطلقا لتفعيل علاقتها الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
&
شراكة استراتيجية
التقرير تضمن أيضا رأي خبير عسكري فرنسي، والذي أوضح أن الاتفاقيات المقرر إبرامها بين البلدين ستتضمن اتفاقات تسلح وذلك لتزويد السعودية بسفن بحرية وطائرات هليكوبتر من طراز بوما، وأضاف الخبير أن باريس تأمل أن يتم خلال الزيارة المضي قدما في الاتفاقية السعودية الفرنسية لمساعدات الجيش اللبناني بالمعدات العسكرية، والتي تم تجميدها بسبب مخاوف الرياض من احتمالية وصول تلك المعدات العسكرية إلى حزب الله.
&
بدورها قالت إذاعة مونت كارلو الفرنسية، إن زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لباريس، تعد حدثاً استثنائيا في مسار العلاقات الفرنسية - السعودية، حيث تنوي القيادة الفرنسية إعطاء علاقاتها مع السعودية زخماً غير مسبوق بعنوان الشراكة الإستراتيجية مع دول الخليج، وقالت الإذاعة إن هذا التقارب السياسي بين البلدين يأتي على خلفية تبني مواقف مشتركة تجاه أبرز الأزمات التي تلهب المنطقة، فباريس والرياض تمتلكان رؤية شبة موحدة واحدة، حول كيفية حل الأزمات في المنطقة، وتحديدا في سوريا شجع البلدان الحل العسكري للإطاحة بنظام الأسد، وكادا ينجحان، لولا التراجع الأميركي في آخر لحظة.
&
تجدر الإشارة، إلى انه انطلقت اليوم الأربعاء أعمال اللجنة الفرنسية السعودية المشتركة، في أول اجتماع لها برئاسة وزير الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث بحث الجانبان &سبل تعزيز التعاون في مجالات الطيران، والنووي المدني والصحة والاستثمارات المتبادلة، قبل توقيع عدد من الاتفاقات التي بلغت قيمتها 12 مليار دولار.