تضرب الهجمات الإرهابية مصر منذ أمس الأول، وهاجم مسلحون من داعش الإرهابي نحو 16 نقطة عسكرية للجيش في شمال سيناء، ما أسفر عن مقتل نحو 73 شخصًا، بينهم 34 عسكريًا.

القاهرة: تتواصل الإشتباكات بين الجيش المصري ومجموعات إرهابية يرجح أن تكون تابعة لما يعرف بـ"ولاية سيناء" الذي أعلن مبايعته لتنظيم داعش. وتتضارب الأنباء حول أعداد القتلى، فبينما قال المتحدث العسكري المصري إن 10 من الجنود والعسكريين و22 من العناصر المسلحة قد سقطوا، ذكرت تقارير إعلامية أن العدد وصل إلى 74 شخصًا، غالبيتهم من العسكريين المصريين.

تدخل سلاح الجو

قال مصدر أمني لـ"إيلاف" إن معارك شديدة تدور الآن في منطقة الشيخ زويد في شمال سيناء بين قوات الجيش المصري وعناصر مسلحة، مشيرًا إلى أن قوات الجيش تستخدم الطائرات في دك المواقع المحتملة للجماعات الإرهابية. ولفت إلى أن القوات شنت هجمات ارتدادية ضد الجماعات في أعقاب الهجمات التي شنتها ضد نقاط عسكرية.

وقال مسؤولون امنيون ان طائرات اف 16 مصرية قصفت مواقع لمسلحين في تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سيناء، حيث قتل العشرات الاربعاء في هجمات واشتباكات مستمرة بين قوات الامن والمسلحين المتطرفين، حسب ما افاد مسؤولون امنيون وشاهد عيان.

وأوضح المسؤولون الامنيون ان الطائرات قصفت مواقع لمقاتلي الفرع المصري لتنظيم داعش في مدينة الشيخ زويد حيث اعتلى مسلحون اسطح البنايات ولغموا الشوارع المؤدية الى قسم الشرطة في المدينة.

ووضع الناطق باسم الجيش المصري على صفحته على فيسبوك صورا جوية "لاستهداف عدد من عربات العناصر الإرهابية أثناء محاولتهم الهرب".

ولم يحدد المصدر أعداد القتلى في صفوف الجيش المصري، مشيرًا إلى أن المعارك ما زالت دائرة، ومن الصعب حصر أعداد الضحايا سواء القتلى أو المصابين أو الخسائر في المعدات.

وقال المتحدث العسكري العميد محمد سمير إن أعمال المطاردة واستهداف العناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم الإرهابي على ارتكازات عناصر قطاع تأمين شمال سيناء ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى أن القوات إستهدفت مركزي تجمع رئيسين للعناصر الإرهابية وتدميرهما بالكامل بإصابات مباشرة. أضاف: "ما زالت القوات الجوية تقوم باستهداف تحركات العناصر الإرهابية على الأرض، ولا تزال الإشتباكات مستمرة حتى الآن".

ولاية سيناء

وتابع سمير: "في إطار قيام عناصر قوات قطاع تأمين شمال سيناء بملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في حادث الهجوم الإرهابي على أكمنة القوات المسلحة في شمال سيناء صباح اليوم، تم استهداف منطقة تجمع للعناصر الإرهابية وتدميرها بالكامل ما أسفر عن مقتل 17 إرهابيًا".

واستطرد قائلًا: "تجدر الإشارة إلى أن الإشتباكات لاتزال مستمرة حتى الآن، وهناك ارتفاع في أعداد القتلى من العناصر الإرهابية وأعداد الشهداء من أبطال القوات المسلحة".

وخلت شوارع مدينتي الشيخ زويد والعريش من المارة، بسبب أعمال العنف والإشتباكات التي تجري بين الجيش والشرطة من جانب والعناصر المسلحة من جانب آخر، بحسب ما قال شهود عيان لـ"إيلاف". وتبنى ما يعرف بـ"ولاية سيناء" الهجمات الإرهابية، وقال: "بفضل الله وحده، وضمن العزوة المباركة والمستمرة في ولاية سيناء، يتم الآن حصار قسم شرطة مدينة الشيخ زويد".

وأضاف في بيان له: "تمكن أُسُود الخلافة من تفجير آليتين للجيش المصري قرب كمين جرادة على الطريق الواصل بين العريش والشيخ زويد، وتم استهداف كمائن الجورة، الظهيرة، وأسعيد، والوحشي بقذائف الهاون وما زالت الاشتباكات متواصلة".

شائعات إسرائيلية

وتداولت أنباء تعرض مجموعة من الجنود في الجيش المصري للإختطاف على أيدي الإرهابيين، وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إن الإشتباكات بين الإرهابيين والجيش المصري أسفرت عن مقتل 64 جنديًا، وإصابة العشرات، وأسر آخرين.

وزعمت أن العناصر الإرهابية استطاعت اسقاط طائرة مصرية من طراز أباتشي، باستخدام صاروخ مضاد للطائرات. وقررت إسرائيل في أعقاب هجمات سيناء الإرهابية إغلاق معبر كرم أبو سالم خوفًا من محاولة مسلحين تنفيذ عمليات هناك، وقالت القناة إن كل الشاحنات والعمال جرى إخلاؤهم من المعبر.

غير أن المصدر الأمني نفسه نفى تلك الأنباء لـ"إيلاف"، وقال إن هذه الشائعات الإسرائيلية الغرض منها احباط الروح المعنوية للجنود المصريين، ورفع الروح المعنوية للجماعات الإرهابية. وأضاف: "إسرائيل هي المستفيد الأول مما يحدث في مصر عمومًا وفي سيناء خصوصًا، وأرجح أن تكون متورطة في تلك الهجمات".

ويرجح اللواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة الإرهاب الدولي في المخابرات الحربية سابقًا، أن تكون أجهزة مخابراتية تقف وراء الهجمات الإرهابية في سيناء. وأضاف لـ"إيلاف" أن التخطيط والتنفيذ يؤشر على أن هناك عناصر استخباراتية وعسكرية تدعم الإرهاب في سيناء. ولفت إلى أن مصر تواجه حربًا شرسة تستهدف اسقاط الجيش وتدمير الدولة.
&