علمت "إيلاف" أن قيادات إماراتية وخليجية تشعر بالغضب من تدني مستوى الدراما الخليجية التي&ما زالت فريسة للنص الضعيف، والأداء التمثيلي المتواضع ما جعل مسلسلاتها واحدة من حلقات الضعف الواضحة.

دبي: يبدو شهر رمضان الحالي مختلفاً بصورة لافتة على المستويات كافة. صحيح أننا اعتدنا أن نتناول الشهر الكريم من الناحية الدرامية والبرامجية، وهي صورة تعكس المزاج العام للعالم العربي، ولكن حقيقة الأمر أن التغيرات تبدو أعمق من ذلك بكثير، فقد علمت "إيلاف" أن قيادات إماراتية وخليجية تشعر بالغضب من تدني مستوى الدراما الخليجية، فالمسلسلات الخليجية ما زالت فريسة للنص الضعيف، والأداء التمثيلي المتواضع، الذي يشهد مبالغات لا معنى لها، ما يجعلها لا تتحرك خطوة واحدة للأمام منذ ما يقرب من 15 عاماً.

الحلقة الأضعف

فالمتتبع لهذه المسلسلات يجد أنها واحدة من حلقات الضعف الواضحة، فقد حققت الدول الخليجية تقدماً لافتاً على المستويات كافة، ويكفي أن نتخذ من الإمارات نموذجاً، فلماذا لم تتقدم الدراما الخليجية والإماراتية أيضًا؟ هذا ما يتم تداوله وطرحه في مجالس قيادات إماراتية وخليجية عليا، وكذلك في الأوساط الشعبية، ما يؤكد أن الجميع يتفقون على وجود خلل واضح في الدراما الخليجية.

استفتاء "إيلاف"

وكانت "إيلاف" قد أشارت في استفتائها الأسبوعي بتاريخ 29 حزيران (يونيو) إلى أن الدراما الخليجية هذا العام تقدم 30 عملًا بين الكوميديا والتراجيديا والدراما الإجتماعية. وسألت "إيلاف" القراء إن كانت الدراما الخليجية في رمضان تسجل حضورًا قويًا هذا العام، أو تفتقر للسيناريو الجذاب وتقع في التكرار أو تخسر أمام المسلسلات العربية المختلطة. التفاصيل

فقر النصوص

وأكد 46 % من الذين شاركوا في الاستفتاء أن الدراما الخليجية فقيرة على مستوى النص والسيناريو، وأنها تقع في مأزق التكرار. ويرى 41 % أن الدراما الخليجية لا يمكنها حتى الآن كسب الرهان والوقوف في وجه الدراما العربية المختلطة، أي التي تضم جنسيات من عدة دول العربية.

ولم تتجاوز نسبة من قالوا إنها تسجل حضوراً قوياً الـ 13 %، ما يؤكد أن القيادات الخليجية، والشارع الخليجي، يتفقون مع طرح استفتاء "إيلاف".

ثرثرة اللامسؤولية

والأمر لا يرتبط& فقط باستياء القيادات الخليجية، والشارع الخليجي بشكل عام من عدم قدرة الدراما على نقل صورة صحيحة للمجتمع، بل هي تنقل صورة مسيئة في كثير من الأحيان، بل إن الإستياء كان واضحاً في إحدى المقالات التي جسدت هذا الشعور العام، حيث كتب عبد اللطيف الزبيدي في صحيفة الخليج قبل أيام أن ما يحدث أقرب ما يكون للثرثرة الإنتاجية التي لا تعترف بأي مسؤولية مجتمعية.

وأضاف الزبيدي "من مدوخات الدماغ، أن تجد سبباً واحداً، ولو واهياً، يضع بين أيدينا فتات إقناع بأن خمسة في المئة من الإنتاج التلفزيونيّ الرمضانيّ، يستحق النجاة من قفص الاتهام. ومع هذا ترانا في هذه المواضع، نضع ألف بوّابة حراسة على مخارج الكلمات. قالوا: نحن أهل الفن للفن. لا دخل لنا بقضايا الناس، فالحكومات مسؤولة عن عقدها وحلّها. من قال إن للفن مسؤولية عن النموّ الاقتصاديّ إذا هوى إلى ما دون الصفر؟ ومن قال إن الفن معلّم أخلاق مسؤول عن تقويم الانحرافات في المجتمع؟".

&قلنا: "ما بني على باطل فهو باطل. هل لديكم برهان واحد على أن ما تقدّمونه فن؟ ببساطة: كم عدد المسلسلات العربية التي تجعل السيارات تختفي من شوارع أوروبا والشرق الأقصى وأميركا اللاتينية والشمالية، حين تُبثّ أعمالكم مترجمة أو مدبلجة؟ اتركوا القضايا، ما تتوهمون أنه فن لا يمثل العالم العربيّ لا بالجملة ولا بالمفرّق".

ويتابع الزبيدي "وحسناً فعلتم بذكر المسؤولية الاقتصادية. إذا كان اقتصاد العرب لا يهمّكم، فهل أنتم أثرياء إلى حدّ الاستغناء عن جلب العملات الصعبة بالفن؟ بالمناسبة، كم عدد عشرات السنين التي تفصل الإنتاج الفني العربيّ عموماً، عن السينما العالمية في هوليوود وبوليوود والصين واليابان؟ وكم من عقد تحتاجون لبلوغ روائع الرسوم المتحركة الطائرة المحلّقة؟ أنتم مستغنون عن عظمة الفن، وعن العائدات النجوميّة، وكذلك عن الإحساس بالمسؤولية إزاء الشعوب والأوطان".
&