يلزم قانون بريطاني جديد المدرسين الابلاغ عن الطلاب الأكثر عرضة للتأثر بالآراء المتطرفة، في تدبير احترازي يمنع وقوع هجمات إرهابية في بريطانيا.

بيروت: طرحت الحكومة البريطانية الأربعاء مشروع قانون جديدًا لمحاربة التطرف في المدارس والجامعات والمعاهد، يلزم المدرسين بالإبلاغ عن الطلبة الأكثر عرضة للتأثر بالآراء المتطرفة، في إطار تعديلات تشريعية لمواجهة التطرف والتشدد التي تعهدت بها الحكومة، عقب هجمات سوسة في تونس التي راح ضحيتها عشرات البريطانيين.

القانون الجديد

يلزم القانون الجديد مجالس التعليم المختلفة التأكد من أن أجهزة الحاسوب العامة لا تستخدم للولوج للمواقع المتطرفة. كما يتوجب على المدارس تحديد الطلبة المعرضين لخطر التطرف والتدخل لمنع ذلك، وهو ما باتت الجامعات مطالبة به أيضًا وفقًا لمشروع القانون.

أما العاملون في مجال الصحة النفسية فهم مطالبون الآن بالتدرب للتعرف على ظهور علامات التطرف على الفرد. ويطالب القانون السجون أيضًا بتحديد ما إذا كان وضع سجين مع آخرين في زنزانة سيؤدي إلى اعتناقه آراء متطرفة.

وقال وزير الداخلية البريطاني جون هايس إن الهدف من مشروع القانون هو حماية المواطنين من التأثير الخطير للأفكار المتطرفة التي يتم استخدامها لتبرير الإرهاب على حد تعبيره.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال إن بلاده ستتبع قوانين وإجراءات جديدة لمواجهة التطرف، إلى جانب تحقيق تعاون أكبر مع شركائها الدوليين لمحاربة داعش وغيره من التنظيمات المتشددة.

وأضاف في جلسة لمجلس العموم البريطاني: "لا بد من إعطاء السلطات الأمنية الصلاحيات اللازمة لحجز جوازات السفر ومنع سفر المشتبه بهم، كما أنه من الضروري أن نضمن أن القوة التي نعطيها لقوات الأمن ستتغير مع تغير التكنولوجيا، لأن طرق التجنيد والدعاية التي يمارسها داعش وغيره من المتشددين تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا".

تعاون مع الشركاء

وأشار كاميرون إلى أن بلاده أجرت اتصالات مع شركائها الدوليين، بينهم رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وررئيس وزراء بلجيكا، بالإضافة إلى محادثات مستمرة بين الوزراء البريطانيين ومسؤولين تونسيين، مشددًا على أن بريطانيا ستشن مع التحالف الدولي أكبر قدر من الهجمات الجوية على البنى التحتية لداعش في سوريا والعراق، كما ستعمل جاهدة لدعم تشكيل حكومة ائتلاف في ليبيا.

وفي ما يتعلق بهجوم سوسة، قال كاميرون إن السلطات التونسية تعاونت مع بلاده "على نحو كاف" بعد الهجوم، لافتًا إلى أن بريطانيا تدعم وتساعد مواطنيها الموجودين في تونس من خلال مجموعة من الإجراءات.

وأوضح كاميرون أن أكثر من 20 رحلة جوية أعادت مئات البريطانيين إلى المملكة المتحدة، وأن هناك فرقًا خاصة تواجدت في المطارات لاستقبال العائدين وتقديم الدعم اللازم لهم في بريطانيا.