دبي: في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، كان ملوك وشيوخ ورؤساء العرب يستقبلون كوكب الشرق أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ استقبال الملوك، وفي المقابل كان هؤلاء النجوم يدركون جيداً كيف هي بروتوكولات التعامل مع الكبار، ولكن يبدو أن الهبوط في الذوق العام أصبح أكبر من أن يتم تداركه، فقد جسد رامز جلال خلال وجوده في أحد المجالس في دبي نموذجاً حياً لعدم إدراك البروتوكولات، وتسبب بتحركاته وتصرفاته في إحراج الجميع على حد وصف عدد من الإعلاميين.

إحراج ودهشة!
&
فقد أجمع الحضور في أحد &المجالس المهمة في دبي، أن رامز تسيطر عليه عقلية "المقالب"، حيث لم يستطع أن يدرك الفارق بين ما يمارسه في برنامجه، وبين وجوده مع صفوة المجتمع العربي سياسياً وإعلامياً وفنياً، وتسبب بتصرفاته غير المتوقعة، وكثرة تحركه في أرجاء المكان في إثارة حالة من الإستياء، مما يؤكد أن البعض في أشد الحاجة إلى معرفة أصول البروتوكول، وهو أمر يتوفر لدى البعض فطرياً، ولكن البعض في حاجة إلى معرفة أصوله عن طريق التدريب والتوجبه المباشر.
&
طلب فزاع
&
كان برنامج رامز واكل الجو الذي تم تصويره في دبي، قد أثار موجة من الإستياء بسبب المبالغة في "المقالب" التي لا تراعي قانوناً أو بعداً إنسانياً، مما دفع الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي إلى مطالبة إدارة "إم بي سي" برفع إسمه من تترات البرنامج، فقد اعتاد القائمون على البرنامج على وضع إسم ولي عهد دبي وتوجيه الشكر له، ولكنه طالب برفع إسمه، مما يؤكد إدراك الجميع أن ما يتم تقديمه في البرنامج أصبح مسيئاً، وخرج عن نطاق الكوميديا والمواقف الضاحكة والكوميدية.
&
قضية هيلتون
&
وبمواجهة رامز عن طريق "إيلاف" بإصرار باريس هليتون على مقاضاته بعد أن أثار ذعرها، وجعلها تشعر بما يشبه العقدة من الطائرات والطيران، قال إن ما يتردد هو عن طريق الصحف الإنجليزية وليس بواسطتها، وهو بذلك لا يدرك أن الصحافة الإنجليزية لا يمكنها أن تنشر خبراً يتعلق بجوانب قضائية أو قانونية من فراغ، مما يؤكد أن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بثقافة الفنان، الذي يجب أن يكون مدركاً لما يحدث حوله، كما يجب أن تكون لديه القدرة على تقييم الأمور، فمن المعروف أن الصحف البريطانية هي الأقوى في العالم، ولا تخوض في مثل هذه الأمور إلا بناء على معلومات مؤكدة ودقيقة.
&
وبعيداً عن قضية باريس هيلتون، فإن ما يحدث يخالف الكثير من القوانين، ومنها قوانين الطيران، حيث لا يكفل أي قانون في العالم، لأي شخص أن يتصرف مع الآخرين بهذه الطريقة في الجو وبعيداً عن الأرض، مما يهدد حياة هؤلاء الأشخاص، أو يوحي لهم على الأقل بأن حياتهم توشك على النهاية.
&
نجومية المقالب
&
يذكر أن رامز جلال البالغ 42 عاماً، &لم يتمكن من إختراق مدارات النجومية في عالم السينما مثل أبناء جيله، حيث قام ببطولة بعض الأفلام ولم يحقق الإنطلاقة التي كان يحلم بها، فوجد ضالته في برامج "المقالب" التي يتم بثها عادة في شهر رمضان من كل عام، وفي كل نسخة يتم رفع سقف "المقالب"، وصولاً إلى شعور الضيوف بأنهم على بعد خطوة من الموت، كما اعتاد رامز على تلقي الشتائم في تلك البرامج، وهو يواجهها بضحكات هستيرية.