خصص الشيخ محمد بن راشد، في مجلسه الرمضاني أمسية نظمها المكتب الاعلامي للحكومة، التقى خلالها حاكم دبي بنحو 400 إعلامي من الامارات وخارجها، وشدد على ضرورة الاهتمام باليتامى والقصّر ورعايتهم.
&
&دبي:&خصص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمسية مجلسه الرمضاني الذي اعتاد عليه منذ 17 عامًا على التوالي، أمس للقاء نحو 400 إعلامي من داخل وخارج الدولة، وذلك في ظل حرصه الدؤوب على استمرار دعمه لمستقبل الإعلام والإعلاميين. وشدد على ضرورة الاهتمام باليتامى والقصر، وحث المواطنين الإماراتيين على زيارتهم والتقرب منهم ورعايتهم، قائلاً "اليتامى والقصر اهتمامي الأول".
ونظمت الأمسية من قبل المكتب الإعلامي لحكومة دبي، والذي أصبح شعلة نشاط في السنوات الأخيرة على أيدي مديرته منى غانم المري.&
&
خور دبي.. مفاجأة العام
ودار في المجلس حديث شيق، حيث سأل الإعلاميون الشيخ محمد بن راشد عن مفاجأة مجلس هذا العام كعادته السنوية، قائلين له: كل عام تفاجئنا في مثل هذا المجلس بمشروع جديد، فماذا عن المستقبل الذي ستكشف عنه اليوم؟ رد الشيخ أن المستقبل سيكون خور دبي والقناة المائية، بحيث سيتم ربط القناة المائية التي ستمر أسفل شارع الشيخ زايد، بالخليج العربي، وسيكون الشارع عبارة عن جسر تمر أسفله القناة المائية، وتنتهي بمجموعة حدائق، مؤكدًا أن الانتهاء من مشروع القناة المائية وهو الحلم بالنسبة لدبي منذ سنوات طويلة.
حيث كان الشيخ راشد حاكم دبي السابق، قد عمل على مشروع تعميق الخور في بداية الستينيات، ثم يستكمل الشيخ محمد بن راشد الآن هذا المشروع، الذي سيكون على أطرافه البنايات السكنية والحدائق والفنادق على شاكلة مدينة فينيسيا.
ووجه أحد الحضور حديثه للشيخ قائلاً: طموحك وطاقاتك الإيجابية ليست لهما حدود.

عودة الرومي تسر الحضور... والقصبي يتحرك بصعوبة
ودار حوار شيق وتاريخي في هذا المجلس الخاص، ما بين الكاتب الإماراتي المخضرم عبدالغفار حسين، وخلفان الرومي الذي كان وزيرًا سابقًا للإعلام والثقافة في الإمارات عام 1990، ووزيرًا للصحة عام 1977، والذي عمت الفرحة بوجوده وأسر الحضور بإطلالته الذكية، بعد ما أدى واجبه الوطني الكبير في الإعلام، وبعد أن عاد إلى المجلس الرمضاني لحاكم دبي بعد طول غياب.
أما أمس، فلوحظ في المجلس أن الفنان السعودي ناصر القصبي كان يتحرك بصعوبة، وذلك نظرًا لرغبة معظم الحضور في التقاط صور تذكارية معه. ويمكن القول إنه كان "شون كونري المجلس".
&
التزام الإعلام بقواعد النزاهة والأمانة
وأكد الشيخ محمد بن راشد أن مسؤولية الإعلام تجاه المجتمع العربي لا تلبث أن تزداد يومًا تلو الآخر، مع تصاعد وتيرة التحديات التي تواجهها المنطقة وتعاظم تداعياتها، بما تتطلبه تلك المسؤولية من التزام كامل بقواعد النزاهة والأمانة والحياد، التي تشكل الأسس الرئيسة لبناء مصداقية الأجهزة الإعلامية لدى جمهور المتلقين، ليكون بذلك الإعلام موفيًا لرسالته ومؤديًا لها على الوجه الأكمل في خدمة الناس وتعزيز فرصهم في مستقبل أفضل، حافل بالفرص والازدهار والتطور.
وطالب المجتمع الإعلامي بشتى قنواته ومساراته بتوخي أعلى درجات الدقة والموضوعية والحيادية في نقل الأخبار والمعلومات، كونها الوسيلة الأولى التي يُكوّن الناس من خلالها قناعاتهم، وأفكارهم، لاسيما حول مجريات الأوضاع في المنطقة، مشيراً إلى خطورة هذه المسؤولية وما تستدعيه من تحري الدقة الكاملة في التحقق من مصادر الأخبار والمعلومات وعدم التسرع في تداولها بهدف نيل قصب السبق على حساب المهنية.
وقال "نريد الإعلام دائمًا معولاً للبناء ونبراسًا يهدي الناس إلى الخير والنماء، ونرجو أن يكون دائما عوناً لهم للوصول لمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم والأجيال القادمة".
&
الاهتمام بشباب الإعلام الإماراتي
وأهاب الشيخ محمد بن راشد بالمؤسسات الإعلامية والأكاديمية بضرورة الاهتمام بالشباب الإعلاميين من أبناء وبنات دولة الإمارات، ومنحهم العناية اللازمة بتوفير مجالات التدريب والتأهيل على أعلى مستوى، وتصميم البرامج التي تكفل تبادل الخبرات مع دور ومؤسسات الإعلام العالمية الرائدة، بما يكفل نقل التجارب الناجحة وتزويد الجيل الجديد من الإعلاميين بالأدوات العصرية التي تعينهم على القيام برسالتهم على الوجه الأكمل كشركاء في صنع أمجاد بلدهم، وتسطير فصول جديدة من انجازاتها المشرّفة في سجل الحضارة الإنسانية، كما طالب الشباب الإعلاميين بالعمل على التزوّد بالمعارف المهنية والثقافية المتنوعة، التي تمدهم بسبل النجاح في عملهم وتأخذهم إلى مصاف الرواد بعلم نافع ورسالة متوازنة وفكر مستنير يضع صلاح المجتمع في مقدمة أهدافه.
وشدد على أهمية إعداد الكوادر الإعلامية القادرة على التعاطي مع هذه المسؤولية بكفاءة واقتدار وتمكن، من خلال إعداد البرامج العلمية الملائمة التي تسهم في تخريج أجيال جديدة من الإعلاميين القادرين على توظيف معطيات العصر بصورة تخدم الرسالة الإعلامية، ومخاطبة الناس بخطاب مستنير يؤصل فيهم القيم الأصيلة التي توارثها العرب عن أجدادهم، وترسّخ في المجتمع قيم الولاء للوطن والانتماء إلى ترابه، وتشيع في الناس روح التسامح والتلاحم والوئام لإرساء مجتمعات سوية متصالحة مع ذاتها واعية بمجريات التطور العالمي، وقادرة على اللحاق بركابه بل وإحراز موقع متقدم فيه.
&
بعيدًا عن البروتوكول
وتطرق حاكم دبي في حديثه إلى طيف واسع من الموضوعات التي تنوعت ما بين السياسة والاقتصاد والرياضة، في أجواء سادتها الأريحية، بعيدًا عن الترتيبات البروتوكولية التقليدية، حيث ناقش الحضور واستمع إلى آرائهم وأفكارهم، وأثنى على ما يقومون به من جهود تهدف إلى خدمة المجتمع، وترمي إلى تقديم إضافة نافعة للناس، كل في مجال تخصصه.
&
رعاية الأيتام والقصّر
وأشاد الإعلاميون العرب والأجانب في الأمسية بالمبادرات الخيرية والإنسانية التي لا يلبث الشيخ محمد بن راشد أن يطلقها على مدار العام، والتي تبلغ أوجها في شهر رمضان، ومنها "مبادرة الإمارات لصلة الأيتام والقُصّر" التي أراد بها أن تكون نموذجاً تقدمه دولة الإمارات للعالم للعناية بهذه الفئة التي شاءت الظروف أن تحرمها من عناية الأسرة. كما أشاد الإعلاميون الحضور بالتجاوب المجتمعي الكبير الذي شهدته المبادرة منذ إطلاقها في وقت سابق من الشهر الفضيل.
كما أثنى الإعلاميون على التوجه الذي تتبناه دولة الإمارات في مسيرتها التنموية، والذي يضع تحقيق سعادة الناس في مقدمة أولوياته، وقالوا إن هذا النهج يمنح الأداء الحكومي في دولة الإمارات، حدًا تنافسيًا كبيرًا مقارنة مع الأداء الحكومي في مختلف أنحاء العالم.&
&
حضور رفيع المستوى
حضر الأمسية الرمضانية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مؤسسة دبي للإعلام، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد عبدالله القرقاوي، ووزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام سلطان الجابر، ومدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المري، ورئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الشيخ وليد آل ابراهيم، وتركي الدخيل مدير عام قناة العربية، وقيادات إعلامية إماراتية ورؤساء تحرير، وكبار كتّاب الصحف المحلية والقيادات التنفيذية ، اضافة الى مسؤولي الجهات الإعلامية الإقليمية والدولية، ووكالات الأنباء العالمية العاملة في الدولة، الى جانب كوكبة من الإعلاميين الإماراتيين والعرب والأجانب.
&