طالب النائب اللبناني وليد جنبلاط بنفي بشار الأسد إلى سيبيريا أو أي صحراء من أجل إنقاذ ما تبقى من سوريا، ونصح دروز سوريا بالتصالح مع الثورة، لأن الأسد في وضع مزرٍ.

بيروت: قال النائب اللبناني وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، في حديث لإذاعة "أرون كيلين" الأميركية: "يجب نفي بشار الأسد إلى سيبيريا، أو أي صحراء معزولة، لإنقاذ ما تبقى من سوريا، فالأسد قاد بلاده خلال أربع سنوات نحو الحرب الأهلية والتقسيم، ما سيعني استمرار سفك الدماء إلى ما لا نهاية".

وطالب جنبلاط الروس والإيرانيين، حلفاء الأسد، بأن ينفوه إلى مكان ما، "سواء كان سيبيريا أو أي صحراء معزولة"، مشيرًا إلى وجود صحراء ليست ببعيدة عن إيران، يمكن نفيه إلى هناك.

وحول المخاوف المتعلقة بمستقبل الدروز بعد الاشتباكات الأخيرة بين دروز سوريا وجبهة النصرة، وبعض فصائل الجيش الحر في سوريا، قال جنبلاط للاذاعة الأميركية: "على الدروز في سوريا أن يتصالحوا مع الثوار، وأن يتخلوا عن تمسكهم بنظام الأسد، لأنه بات في حالة مزرية".

من خاصرة أبنائها

وفي حوار مع صحيفة "السفير" اللبنانية، قال جنبلاط: "ثمة خارطة جديدة في الشرق الأوسط تولد من خاصرة أبنائها، بعدما زالت حدود سايكس ـ بيكو وانهارت المنظومة التي قامت على انقاض الرجل المريض، فبعد مئة عام على اتفاقية سايكس ـ بيكو، زالت تلك الحدود وثمة حدود مغايرة تبنى على واقع جديد. القبائل والعشائر والأعراق هي التي ترسم اليوم الحدود بالدم والنار، وهي بداية طريق قد تحتاج إلى عقدين أو ثلاثة عقود من الزمن كي تكتسب صورتها النهائية".

أضاف جنبلاط: "يتحدثون اليوم عن سوريا المفيدة، التي تضمّ الشام وحمص والساحل، وسيحاول النظام السوري الإبقاء عليها، لكنه بحاجة إلى زرع نزاعات مدمرة في جبل العرب، وإلى صياغة تفاهمات، وبسبب الاستنزاف قد يضطر للانسحاب من حوران وجبل العرب، عندها سينكفئ إلى حدود الشام الكبرى، الكسوة، آخذًا&في الاعتبار أن هناك أحياء في دمشق لا تؤيده، كداريا وجوبر والمعضمية، ولهذا لا تزال تشهد معارك عسكرية".

تصالح أو انتحار

وأوضح جنبلاط أن خط الشام - حمص يكتسب أهمية قصوى بالنسبة لنظام الأسد، "ولهذا يتم إفراغ بعض القرى الواقعة على هذا الخط لتغيير هويتها الديموغرافية، وللسبب عينه أُحرقت الدوائر العقارية في حمص، وكما قيل لي إن الإيرانيين قاموا بالأمر ذاته في البصرة".

واعتبر جنبلاط أن الطريق طويلة جدًا قبل أن تبصر سوريا صيغتها الجديدة، "فحتى في الساحل السوري، ثمة أعداد كبيرة من اللاجئين السنّة، ولا ندري كيف سيتعامل النظام السوري معهم".

وأكد جنبلاط أن هذا "المشروع التفتيتي" لا ينسحب على الأقلية الدرزية، "التي لا يتجاوز عددها 500 ألف مواطن، ولذا عليها التأقلم مع الواقع الجديد، أي المصالحة مع أهل حوران والقنيطرة، أما المشروع الانفصالي الذي يفكر به بعضهم فهو انتحاري".

مؤتمر مصالحة

أضاف جنبلاط: "للساحل السوري منفذ على البحر، وهذا ما لا يتوفر في الجبل الذي يضم منطقة تسمى اللِجا التي لجأ اليها دروز لبنانيون. وبالتالي، لا مقومات لقيام دولة في هذا المربع، ولا خيار لأهله إلا العيش مع جيرانهم. ولهذا أحاول تأمين الحماية السياسية لأهلنا في الجبل الدرزي".

وبيّن جنبلاط أن دروز سوريا موزعون جغرافيًا، "فجزء منهم موجود في جنوب شرق الشام حيث الحدود الأردنية، والقسم الثاني هم دروز جبل الشيخ، أي حضر وعرنة وهم أقرب إلى مجدل شمس لكنهم محاطون بقرى سنية، وهي نفس الجغرافيا البشرية الموجودة في جبل الشيخ من الجهة اللبنانية".

ولفت إلى أن لقاءاته الأردنية محاولة لإقامة مؤتمر مصالحة بين أهل حوران وأهل جبل العرب، من دون أن ينفي التباين في الآراء داخل الصف الدرزي السوري، "ويعود ذلك إلى غياب القيادة الدرزية، بعدما دمر نظام حافظ الأسد القيادات التقليدية بشكل كامل. أما في الوقت الحاضر فلا بد من تفادي الفتنة".