أكد الممثل الشخصي لعاهل البحرين على أهمية التنوع والثراء اللذين يتميز بهما المجتمع، ويضم المسلمين والمسيحيين واليهود وجميع الأديان الاخرى التي ساهمت في بناء وتطور المجتمع في المملكة الخليجية.

نصر المجالي: أقيمت في المنامة أمسية للتعايش بين الأديان في مملكة البحرين، تحت عنوان (دعاء من أجل السلام)، وحضر الأمسية الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لعاهل البحرين.

وتعكس الأمسية التي اقامتها كنيسة (القلب المقدس) للتعايش بين الاديان في مملكة البحرين، مساء الأربعاء، ضمن فعالية "هذه هي البحرين" مدى الانسجام والتعايش السلمي بين مختلف الديانات في البحرين خلال شهر رمضان.

وحضر الامسية عدد من كبار المسؤولين في مملكة البحرين وعدد من رجال السلك الدبلوماسي والإمام حسن شلغومي والحاخام إيريك غوزلان، اللذين قدما من فرنسا خصيصًا للمشاركة في الامسية، بالإضافة الى عدد من اعضاء اتحاد الجاليات الأجنبية في المملكة والمدعوين.

وألقت بيتسي ماثيوسن، الأمينة العامة لاتحاد البحرين للجاليات الأجنبية، كلمة اشادت فيها بالرعاية الملكية للجاليات الاجنبية في المملكة بحق ممارسة الدين والمعتقد وإحياء شعائرها بحرية مطلقة التي كفلها الدستور والقانون البحريني في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

كما تقدمت بالشكر للشيخ عبدالله بن حمد ال خليفة الممثل الشخصي للملك على حضوره هذه الامسية، مشيدة بدعمه لاتحاد البحرين للجاليات الأجنبية منذ تشكيله. كما توجهت بالشكر إلى الإمام حسن شلغومي والحاخام إيريك غوزلان من باريس، اللذين انضما الى الامسية خصيصًا للمشاركة في الدعاء للسلام، والى المطران بالين.

مسلمة في كنيسة

وقالت ماثيوسن إنها تقف كمسلمة في كنيسة مسيحية كاثوليكية في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك لنشر رسالة السلام والحب مع خليط من الأديان والمعتقدات، ووسط مجموعة كبيرة تعكس التعايش والتسامح الذي تمتاز به البحرين.

وأضافت: "فهذه هي البحرين. فهنا تجد المساجد والمعابد بمختلف أنواعها وأديانها وأطيافها، والجميع يمارس طقوسه وشعائره الدينية بكل حرية، فالبحرين نموذج للتعايش من خلال تعزيز الحريات في مجتمع متنوع الأديان والمعتقدات، وهذا لم يكن ليكون ممكنًا لولا حكمة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين، الذي يحرص على تأمين حقوق الجميع على الرغم من التحديات التي تواجهها المنطقة".

التنوع والثراء

ومن جهته، أكد الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة على التنوع والثراء اللذين يتميز بهما المجتمع في البحرين، ويضم المسلمين والمسيحيين واليهود وجميع الأديان الاخرى التي ساهمت في بناء وتطور المجتمع في مملكة البحرين.

وشدد الممثل الشخصي لعاهل البحرين على أن كل العقائد والأديان لابد وأن تجمع الشمل ولا تفرق بين الناس لأن الايمان الحقيقي الصادق هو دائماً الطريق نحو السلام

وأشار الشيخ عبدالله بن حمد ال خليفة بهذه المناسبة الى حصول الملك حمد بن عيسى على جائزة منظمة التعايش بين الأديان والحضارات، وذلك ضمن الاحتفال الذي اقيم في الولايات المتحدة الاميركية مؤخرًا بمناسبة مرور 25 عامًا على انشاء المنظمة.

وقال إن هذه الجائزة جاءت بمثابة شهادة اعتراف من قبل المجتمع الدولي على سلامة نهج الملك وحنكة قيادته التي جعلت من مملكة البحرين نموذجاً ساميًا في التسامح بين الأديان كافة وفي التعايش بين جميع مكونات المجتمع وأطيافه، كما تبوّأت المملكة مكانة رفيعة بين الأمم وخلقت ركائز قوية ودعائم متينة تضمن استمرار مسيرة التقدم ومواصلة عجلة التنمية.

تتويج دولي

وأوضح الشيخ عبدالله بن حمد أن حصول الملك حمد على هذه الجائزة تأتي تتويجًا دوليًا للمبادرات الخيرة والإسهامات النيرة لجلالته في تعزيز الحوار الحقيقي بين الأديان والثقافات وتمتين مجالات التواصل الإيجابي بين جميع الشعوب والمجتمعات في كل الميادين والمجالات.

وأعرب عن اهتمام الملك حمد بن عيسى باحترام مختلف الطوائف والاديان في مملكة البحرين، وفي تعزيز مبادىء التعايش بين مختلف مكونات المجتمع والحضارات، وهو منهج اهتم بتحقيقه جلالته بين مختلف فئات الشعب البحريني المعروف بتسامحه وتآلفه واحترامه وتقديره لكافة مكونات المجتمع البحريني.

وأشار الشيخ عبدالله إلى رعاية الملك حمد الدائمة لمختلف المؤتمرات والمنتديات الاقليمية والدولية التي تدفع باتجاه احترام مختلف الاديان والثقافات لتعزيز مبادىء حقوق الانسان والسلام وحرصه على استضافتها في مملكة البحرين، رسالة تؤكد سياسته المتبعة دائما في لمّ الشمل وتعزيز مبادىء التعايش بين الشعوب وحرية الاديان والمعتقدات.

وختم الممثل الشخصي لملك البحرين كلمته بالشكر لكنيسة القلب المقدس على إقامة الأمسية، والتي تعبر عن روح الأسرة الواحدة في مملكة البحرين وتسليط الضوء على التنوع الثقافي والتسامح الديني اللذين تميزت بهما البحرين عبر العصور.