فيما يزور أحمد الجربا سرًا موسكو لإجراء مباحثات مع الروس، علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة أنّ العرب وتركيا وروسيا والولايات المتحدة يتجهون نحو مقاربة مختلفة للملفّ السوري الشائك.


بهية مارديني: بعد الرسالة السرية التي نقلها ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والزيارة المفصلية للأمير محمد بن سلمان إلى موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصل وليد المعلم وزير خارجية النظام السوري في زيارة خاطفة للقاء سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي، وخرج بكلام مقتضب محاولاً ألا يدل على تغيير ما في السياسة الروسية، رغم أن هناك أفقًا جديدة ومقاربة مختلفة حول الملف السوري.

وبعد هذا المخاض الماراتوني، جاءت الدعوة الروسية لأحمد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض الذي وصل من القاهرة إلى موسكو، لعقد اجتماع طويل مع بوغدانوف وفريق الملف السوري في الخارجية الروسية.&

وانتهى الاجتماع بتكتم الطرفين على تفاصيل مجرياته، الأمر الذي ترك الباب مفتوحًا أمام التكهنات.

إلا أن مصادر متابعة أكدت لـ"إيلاف" أن مناخًا جديدًا في العلاقات العربية الروسية كان وراء إطلاق مبادرة كبرى بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وروسيا ومصر، وليست تركيا بعيدة عنها، وقد بدأت ترتسم ملامح هذه المبادرة وبعض تفاصيلها في الغرف المغلقة.

وقالت المصادر "إن الأمر الأكيد في المبادرة أنها الأكثر جدية والأوفر حظًا ودعمًا للتحقق في المدى المنظور".

وأعلنت الخارجية الروسية عقب لقاء أحمد الجربا، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني وميخائيل بوغدانوف، أن مواجهة جماعة "الدولة الإسلامية- داعش" تتطلب توحيد جهود الحكومة والمعارضة السوريتين واللاعبين الإقليميين.

وقالت الخارجية الروسية في بيان إن الجانبين أوليا "اهتمامًا خاصًا لمناقشة الوضع في سوريا ومن حولها".

وشدد الجانب الروسي على أن التهديد الصادر عن داعش لم يعد يمس سوريا والعراق فقط، بل ويمس أمن واستقرار دول أوروبا وأفريقيا وآسيا أيضا.

وأكدت الخارجية الروسية أن "هذا التحدي غير المسبوق يتطلب توحيد جهود الحكومة السورية وقوى المعارضة السلمية، واللاعبين الإقليميين الرئيسيين، المنخرطين في النزاع السوري، لمصلحة تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف الدوليين".

وجرى بين الطرفين، بحسب البيان، "تبادل مفصل لوجهات النظر حول السبل الممكنة لتنشيط الجهود الهادفة إلى تسوية الأزمة الداخلية في سوريا، والعملية السياسية على اساس فقرات بيان جنيف الصادر بتاريخ 30 يونيو/ حزيران 2012، دون تدخل خارجي".

وكان لافتًا أن تنادي الخارجية الروسية بضرورة عقد مشاورات ومفاوضات بين النظام والمعارضة، وتوسيع الحرب على الإرهاب من خلال حلف سعودي تركي روسي، لاسيما بعد زيارة ولي ولي العهد السعودي إلى روسيا، وبعد تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه جرى بحث الحل السياسي في سوريا من دون بشار الأسد، حيث يعمل الروس على إيجاد حل لنقطة الخلاف الرئيسية هذه بين النظام والمعارضة بهدف الوصول بالطرفين إلى جنيف 3، خاصة بعد عقد جولات مثيرة للجدل من اجتماع موسكو 2.

وكانت أنباء قد ترددت& من داخل موسكو، تفيد أن المحادثات بين الجربا وبوغدانوف جرت بحضور فيتالي نعومكين المشرف على الحوار السوري-السوري، الذي جرت جولتان منه في موسكو في يناير وأبريل الماضيين.

وأن محور الزيارة حول احتمال تنظيم روسيا لجولة ثالثة من الحوار السوري-السوري في موسكو، وحول مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة بشأن تشكيل تحالف إقليمي مكون من الحكومة السورية والمملكة العربية السعودية وتركيا والأردن ودول أخرى في المنطقة لمواجهة تنظيم "داعش " الإرهابي.

كما تحدثت الأنباء عن تركيز المحادثات على سبل تسوية الأزمة السورية، وفق بيان "جنيف 1" الصادر في 30 يونيو 2012.