أكد أبناء دولة الكويت "سنة وشيعة" وحدتهم الوطنية والمذهبية من خلال أداء صلاة موحدة في المسجد الكبير وكانت خطبتها، كما في باقي مساجد الكويت، بعنوان "رب اجعل هذا البلد آمنا".


تقدم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، ظهر الجمعة المصلين الذين توافدوا على مسجد الدولة الكبير لأداء الصلاة الموحدة وذلك بعد أسبوع من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق وخلّف 27 شهيداً وأكثر من 200 مصاب.
وأدى الصلاة في مسجد الدولة الكبير أيضاً، ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم والشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح ووزراء وكبار المسؤولين بالدولة وجمع غفير من المواطنين.
وألقى إمام وخطيب المسجد الكبير وليد العلي الخطبة التي ألقت خطب حملت نفس مضمونها في مختلف مساجد الكويت.
وأكد العلي، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية، ضرورة اتباع الوسطية التي تجمع بين سماحة الشريعة وحنيفية الاعتقاد والابتعاد عن الغلو في الدين والاستهانة بحرمة الدماء المعصومة للمؤمنين والمعاهدين.
&
تراحم وتلاحم
ودعا العلي في خطبة الجمعة الى التراحم والتلاحم بين ابناء الوطن لكونهما من اعظم نعم الله، مضيفا ان"وحدتنا الوطنية لاتقبل بمشيئة المولى تعالى الافتراق ولحمتنا الاجتماعية تنأى بفضل الرب عن الشقاق".
واوصى الخطيب، المصلين بلزوم حنيفية الاسلام السمحة ووسطية الدين، مضيفا ان الكويت جبلت على التدين المكتنف بالوسطية والاعتدال ودرج اهلها منذ القدم على نبذ جميع مسالك العنف وشتى طرق الضلال.
وقال ان "الشعب الكويتي سطر بعد البلاء الأخير الذي ألم به، لسمو امير البلاد حروف الثناء وكلمات الوفاء ورفع اكف الضراعة لسموه بصادق الدعاء وان يجزيه الله تعالى خير الجزاء عقب تفقد سموه لمسرح الجريمة في مسجد الامام الصادق الجمعة الماضي تفقد الوالد الفاقد".

الاعتدال
واكد خطيب المسجد الكبير حرص الكويت على الوقوف في صف ارباب الاعتدال واصحاب الوسطية، مبينا انها ابتليت على مر تاريخها بجملة من الكوارث والازمات وفي كل ازمة يشتد ساعد الوئام "فيوفق شعبنا بتوجيه اصابع الاتهام الى قادة العنف وزعماء الارهاب ورؤوس الاجرام دون توجيهها الى اي مذهب من مذاهب الاسلام".
وقال ان الشعب ادرك بوعيه ان مصالح هذا البلد تسبق حظوظ النفس وتقدم مصالح الوالد والولد، وان الحرص على سلامة أمنه من الاضطراب هو لسان ميزانه الذي يزن به الطوائف والتحالفات والاحزاب.
&
واضاف ان الغلاة المتشددين هم قطاع طرق يقطعون الناس عن الوصول الى محاسن الدين ويشوهون جمال وجهه الحسن ويعبثون بسماحة احكامه التي شرعها رب العالمين.
وذكر ان ابناء الوطن يدركون قيمة هذا الموروث الذي خلفه لهم الاباء وسيكونون يدا واحدة تذب عن حياض الوطن وتدحر الاعداء "لاعتقادهم ان الوطن هو نظير المال ومثيل الدم وقسيم العرض فالكويت وطن ألفنا ارضه وسماه وبحره وبره وهو منزل عشقنا وبكرة طفولتنا وأصيل رجولتنا تختلف فيه مذاهبنا وتأتلف بحبه مساربنا".
وختم، الخطيب العلي قائلاً: إن عيون ابناء الكويت ستظل في حماية مصالح هذا الوطن وساهرة "لايأخذها نوم ولايباغتها وسن تبذل لبلدها النفيس وتسترخص الغالي"، داعيا المولى ان يحفظ البلاد من كل سوء ومكروه ويديم عليها نعمة الامن والأمان والسلام.

&