نصر المجالي: أكدت دول مجلس التعاون الخليجي أن أمنها كل لا يتجزأ، مشددة على أهمية التنسيق والتعاون في التصدي لآفة الارهاب الخطيرة التي تستهدف قيم الدين الاسلامي وأمن واستقرار دول المجلس عبر اشاعة ثقافة الكراهية والتشويه المتعمد للعقيدة.

وفي بيان ختامي صدر بعد اجتماعهم الاستثنائي في مطار الكويت مساء الخميس، أكد وزراء داخلية دول مجلس التعاون على دور علماء الدين ووسائل الاعلام في ايضاح الصورة الحقيقية للاسلام "الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف والعنف".

وشدّد الوزراء على ضرورة مضاعفة الجهود الدولية لمواجهة هذه الآفة والعمل على استئصالها والتنسيق والتعاون في مجال مكافحة الارهاب وتجفيف منابع تمويله عبر تكثيف التعاون بين الاجهزة المعنية في دول مجلس التعاون ونظيرتها في دول العالم بهدف القضاء على ظاهرة الارهاب.

وعبر الوزراء عن صادق تعازيهم ومواساتهم الى أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد، والى ذوي الشهداء وحكومة وشعب الكويت، اثر حادث التفجير الارهابي الذي وقع في مسجد الامام الصادق.
واكدوا أن هذا الانفجار الارهابي هز مشاعر مواطني دول مجلس التعاون الخليجي والشعوب العربية والاسلامية، داعين المولى عزل وجل أن ينعم على المصابين بالشفاء العاجل وأن يحفظ دولة الكويت وشعبها العزيز من كل مكروه.

اعتزاز بالكويت

وأعرب وزراء الداخلية عن تقديرهم واعتزازهم بالروح الوطنية العالية التي اظهرها شعب الكويت بتكاتفه وتضامنه وتمسكه بوحدته الوطنية، مما وجه رسالة بالغة الدلالة الى الجهات التي تسعى الى اشعال نار الفتنة الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي، وأن نواياهم الشريرة وخططهم الاجرامية لم تلقَ الا الفشل الذريع.

كما دان الوزراء بشدّة الاعمال الارهابية التي تستهدف شعوب دول المجلس واستقرارها، مؤكدين أن هذه الاعمال الارهابية لا علاقة لها بالدين الاسلامي الحنيف وقيمه السمحاء التي تنبذ العنف وقتل الانفس البريئة والتسبب بالدمار والخراب.

وجاء في البيان الختامي أن الوزراء جددوا الدعوة الى الشباب المسلم لتغليب المصلحة الوطنية باليقظة وعدم الانسياق وراء الافكار الهدامة ومن يروج لها، والتي هي بعيدة كل البعد عن الدين الاسلامي.

واستذكر الوزراء الاعمال الارهابية التي ارتكبتها ايادي الارهابيين في الآونة الأخيرة في كل من السعودية والبحرين واعتداءاتهم المستنكرة ضد دور العبادة في كل من مدينتي الدمام والقديح بالمملكة العربية السعودية واستهداف موكب إغاثي من دولة الامارات العربية المتحدة بالصومال.

الفتنة الطائفية

واكدوا في البيان أن هذا المخطط الاجرامي الذي يتبناه الارهابيون، استهدف المدنيين الابرياء في دور العبادة وزرع الفتنة الطائفية بين ابناء الوطن الواحد، معتبرين هذا المخطط الاجرامي بأنه خروج على مبادئ الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعو الى الوسطية والتسامح والاعتدال.

كما أشادوا بالعمل الامني الجماعي في دول المجلس، مؤكدين أن امن وسلامة المجتمعات الخليجية كل لا يتجزأ "وان دول المجلس ستبقى بإذن الله عصية على الارهابيين المجرمين الذين تجردوا من كل القيم والمبادئ الاسلامية واتخذو العنف والقتل وسفك الدماء سبيلاً لتحقيق اهدافهم الدنيئة".

وذكر البيان أن الشيخ محمد الخالد اطلع وزراء دول المجلس على الجهود الكبيرة التي قامت بها الاجهزة الامنية المختصة بدولة الكويت لكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة والقبض على الضالعين فيها في وقت قياسي، مضيفًا أن الوزراء اكدوا أن الاجهزة الامنية الكويتية كانت عند مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها لحماية امن الكويت واستقرارها.

تصريح محمد الخالد الصباح

وإلى ذلك، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي جسد دقة وخطورة المرحلة، وأن الجميع على قدر الاحداث لما يحاك ضد دول المجلس من مؤامرات وفتن واعمال ارهابية تستوجب التصدي لها بالحزم والقوة واليقظة والاستعداد والتنسيق المشترك وتبادل المعلومات ذات الاهمية القصوى لمجابهة هذا الارهاب.

وشدد الشيخ محمد الخالد، في تصريح لوكالة الانباء الكويتية، عقب الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي، الذي اختتم اعماله في ساعة متأخرة من ليل الخميس الجمعة، على ضرورة الحذر واليقظة لأية مخططات تستهدف امن أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي وسلامة ومواطنيها.

وفي الختام، أكد الوزير محمد الخالد الصباح أهمية العمل على تدعيم وتحصين "مجتمعاتنا من الفكر الضال والمتطرف، والذي يستهدف شبابنا المغرر بهم"، مشيدًا بأجواء التفاهم والتعاون والمساندة التي سادت الاجتماع الاستثنائي لوزراء داخلية دول المجلس ووقوفهم مجتمعين ضد كل ما يهدد أمن دول المجلس.