قالت روسيا إن الجهود التي تبذلها اللجنة الرباعية الدولية لتسوية النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي لم تعد كافية، داعية إلى إشراك جامعة الدول العربية في تلك الجهود.
&
نصر المجالي: خلال لقاء مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي في موسكو، الخميس، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تمسك بلاده بحل الدولتين، الذي من شأنه أن "يلبي مصالح الدولة الفلسطينية والمصالح الأمنية لكافة دول المنطقة، بما فيها إسرائيل".
وقال لافروف إنه يتعين على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يتولوا الدور الأساس في الجهود الرامية إلى &تطبيق هذا الحل، لكن المجتمع الدولي بدوره يتحمل مسؤولية متنامية، في ما يخص مهمة استئناف عملية التفاوض والتوصل إلى نتائج إيجابية في إطارها.
وأعاد وزير الخارجية الروسي إلى الأذهان أن موسكو تدعو منذ سنوات إلى انضمام ممثلي جامعة الدول العربية إلى الجهود التي تبذلها "الرباعية".&
كما أعاد إلى الأذهان بأن الجميع اعترفوا بمبادرة السلام العربية كالأساس الوحيد للتوصل إلى اتفاق نهائي في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية والعربية - الإسرائيلية، على حد سواء.
وتابع الوزير الروسي أن إحراز نجاح في التسوية الفلسطينية - الإسرائيلية يتطلب أيضًا مواصلة الجهود الرامية إلى استعادة وحدة الصف الفلسطيني، داعيًا إلى تطبيق كافة الاتفاقات التي تم التوصل إليها في هذا المجال. وأكد أن مهمة تجاوز الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذه المسألة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنه لا توجد آفاق للعودة إلى الصيغة السابقة للتفاوض مع إسرائيل نظرًا لطابع الحكومة الجديدة التي تشكلت في إسرائيل.
وأوضح المالكي خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو الخميس 2 (يوليو) تموز أن الحكومة الحالية في إسرائيل يمينية بقدر أكبر بالمقارنة مع الحكومة السابقة، وهي لا تنوي سحب قواتها من الأراضي الفلسطينية وغير مستعدة للتعاون.
&
إعتراف دولي
وفي هذا السياق، قال المالكي إن الفلسطينيين يعتزمون تكثيف جهودهم لنيل الاعتراف الدولي بدولتهم، مؤكدًا على ضرورة مواصلة العمل من أجل زيادة عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، والبالغ عددها 136 دولة حاليًا. وأعرب عن أمله في أن يبلغ عدد الدول التي تعترف بدول فلسطين 140 دولة بحلول نهاية العام الجاري.
وتابع أن السلطة الفلسطينية تخطط لفتح سفارتها في الفاتيكان قريبًا بعد أن اعترفت الأخيرة بالدولة الفلسطينية، موضحاً أن افتتاح السفارة قد يحصل في غضون شهر أو شهرين.
وذكر وزير الخارجية الفلسطيني أن بلاده تنوي أيضًا تكثيف جهودها في المجال القانوني، بما في ذلك التوجه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية وجميع المؤسسات التي يحق لها النظر في الوضع بالمنطقة.
كما أكد المالكي أن الفلسطينيين يريدون العودة إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار جديد خاص بقيام دولة فلسطينية، لكنهم بحاجة إلى ضمانات بعدم فشل هذه الخطوة مرة أخرى.
وذكر بأن فرنسا تعد حاليًا مسودة قرار متعلق بالقضية الفلسطينية، مضيفًا أن باريس قد قدمت للقيادة الفلسطينية تلك المسودة، وأن الجانب الفلسطيني رد بتقديم أفكاره بشأن الوثيقة. وأوضح أن الوثيقة تتعلق بسبل توفير الجو المناسب لاستئناف مفاوضات السلام، وفكرة تشكيل لجنة دولية ستتولى الرقابة على سير التفاوض.
&
اتفاقية بين الجامعة وروسيا
وإلى ذلك، وقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وأمين عام جامعة الدول العربي نبيل العربي اتفاقية يوم الخميس حول شروط وجود ممثلية الجامعة في موسكو.
وذكر لافروف أن الاتفاقية ستساهم في تعزيز التعاون العملي بين روسيا وجامعة الدول العربية، بينما اعتبر العربي أن هذه الخطوة تؤكد تصميم الجانبين على مواصلة تعميق العلاقات بينهما في جميع المجالات.
واعتبر الوزير الروسي أنه يجب على الجامعة العربية أن تشارك بنشاط أكبر في الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، مؤكدًا أن عملية التسوية الشرق أوسطية مازالت في طريق مسدود.
وأشاد لافروف بتطور العلاقات بين روسيا والجامعة بشكل مستدامٍ، معيدًا إلى الأذهان الاجتماع الثاني لمنتدى التعاون الروسي-العربي والذي انعقد في الخرطوم في (ديسمبر) كانون الأول الماضي. وأوضح أن أجندة التعاون بين الجانبين واسعة للغاية، إذ تتضمن مشاريع اقتصادية وإنسانية، بالإضافة إلى الحوار السياسي حول جميع القضايا الرئيسية في الإقليم.
&

&