تخيم على سيناء أجواء من الهدوء الحذر بعد يومين من الهجمات الإرهابية التي شنها تنظيم "ولاية سيناء" على نقاط عسكرية للجيش، بينما تجري أعمال تمشيط واسعة في مناطق الشيخ زويد ورفح بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.

القاهرة: نشر الجيش المصري مقاطع فيديو توضح المعارك التي خاضتها القوات ضد المجموعات الإرهابية يوم الأربعاء الماضي. وقال الجيش في الفيديو إن هجمات الأربعاء الماضي كانت تستهدف إعلان مدينة الشيخ زويد إمارة إسلامية.
&
تجري قوات الجيش المصري عمليات تمشيط ومداهمات واسعة النطاق في مدينتي الشيخ زويد ورفح على الحدود مع قطاع غزة، بحثاً عن العناصر المسلحة. وألقت القبض على بعض من المشتبه بهم.&
&
ونشرت قوات عسكرية على طول طريق العريش الدولي. وبدأ أهالي الشيخ زويد وقوات الجيش في حصر الخسائر المادية، ودفن أشلاء العناصر المسلحة بعد الحصول على البصمة الوراثية لهم، وتنظيف الشوارع والمناطق المحيطة بالنقاط العسكرية من بقايا المعارك سواء سيارات الدفع الرباعي أو السيارات والمعدات التي استخدمها الإرهابيون في هجماتهم.
&
وقال شهود عيان إن الحياة بدأت تعود لطبيعتها في مدينتي الشيخ زويد ورفح والعريش، بعد أن سيطرت حالة من الرعب على الأهالي خلال اليومين الماضيين. وأوضح شهود العيان أن حالة الهدوء مشوبة بالحذر، لاسيما في ظل سماع أصوات الرصاص في مناطق قريبة منهم، بسبب تمشيط قوات الجيش للقرى التابعة لتلك المدن.
&
وعادت خدمات الهاتف النقال والهاتف الثابت والإنترنت إلى المدن والقرى التابعة لها، وبدأ الأهالي في حصر خسائرهم، لاسيما أن بعض المنازل تعرضت للأضرار وتهدم بعضها بسبب المعارك التي خاضها الجيش ضد المجموعات الإرهابية، فضلاً عن تضرر المباني القريبة من قسم شرطة الشيخ زويد، بسبب القصف بأسلحة "أر بي جي" وقذائف الهاون.
&
وبث الجيش المصري مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، يوضح من خلاله الهجمات التي وقعت يوم الأربعاء الأول من يوليو/ تموز الجاري، ووصف الجيش في مطلع الفيديو قيادات جماعة الإخوان بـ"أعداء الدين والوطن"، بالتزامن مع عرض صور للمرشد العام للجماعة محمد بديع والرئيس السابق محمد مرسي، ونائب المرشد خيرت الشاطر والقيادي محمد البلتاجي، المحكوم عليهم جميعاً بالإعدام في قضايا تتعلق بالعنف والتخابر مع حركة حماس.
&
وأوضح الجيش أن الهدف من الهجمات التي شنتها المجموعات الإرهابية هو "إحداث فوضى وفراغ أمني، والإيحاء بسقوط مدينة الشيخ زويد في أيدي العناصر التكفيرية، وإعلان قيام إمارة إسلامية متطرفة لما يسمى بتنظيم ولاية سيناء".
&
واتهم الجيش قناة الجزيرة وقنوات تابعة لجماعة الإخوان بالمساعدة في تنفيذ المخطط، وقال: "وبمساعدة وسائل إعلام مناهضة لمصر"، وعرض صوراً لشارات قنوات "الجزيرة" و"الشرق"، و"مكملين".
&
ووصف الجيش في مقطع الفيديو ما حصل بـ"معركة الثأر". وقال: "جاءت ملامح المخطط الإرهابي على النحو التالي، في الساعة 6.55 دقيقة صباح الأول من شهر يوليو، قامت مجموعات إرهابية بالهجوم على عدد من الكمائن، وقسم شرطة الشيخ زويد".&
&
وتابع: "كمين أبو رفاعي، تمكن أبطال الكمين البواسل بقوة 17 فرداً مع صد عربة يشتبه بحملها مواداً متفجرة، ما أدى إلى انفجارها محدثة موجة انفجارية هائلة".&
&
وأورد الفيديو شهادات للجنود والضباط، وقال الضابط قائد كمين الرفاعي وهو يرقد على سرير المرض في المستشفى: "الساعة السابعة دخلت سيارة مفخخة الكمين، وعارضها الجنود"، مشيراً إلى أنه "عندما فشل سائق السيارة في الدخول إلى حرم الكمين فجرها، واستشهد الجنود".
&
وأضاف مشيداً ببسالة الجنود، وقال: "العساكر عندي دافعوا عن الكمين بمنتهي الرجولة والوطنية، لدرجة أن هناك جنديا يدعى عبد الرحمن أصيب برصاصة في جنبه، واستمر في الدفاع عن الكمين، وقتل 12 تكفيرياً". وقال إن جنديا آخر قتل بعض المهاجمين وزحف واستولى على أسلحتهم وقاتل بها. وذكر الضابط أنه تعرض للإصابة، وزحف إلى صندوق القنائل وألقى عشرين قنبلة، مشيراً إلى أن المهاجمين تكبدوا خسائر فادحة".&
&
وأوضح الجيش أن معركة كمين الرفاعي أسفرت عن مقتل 19 عنصراً مسلحاً، لافتاً إلى تراجع سيارتي دفع رفاعي إلى مدينة الشيخ زويد.
&
وقال الجيش إن هجوماً استهدف كمين سدرة الحجاج، من خلال عناصر تكفيرية تتراوح ما بين 40 و50 فرداً مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف هاون وقذائف أر بي جيه، ولفت إلى أن الهجوم بدأ بسيارة مفخخة، رفضت الوقوف ما "دفع أحد جنودنا البواسل للتضحية بنفسه، وأطلق النار عليها، ما إلى انفجارها خارج منطقة الكمين وتقليل الخسائر".
&
وأورد مقطع الفيديو حديث لأحد المصابين، وقال: "سبع ساعات نتعامل معهم، ولما أرسل التكفيريين للمدد، وجاءتهم السيارات والموتوسكيلات كانوا يحملون عليها المصابين والقتلى ويفرون"، وأضاف: "كانوا يرتدون ملابس مموهة، وملابس سوداء وأجسادهم ضخمة".
&
وتابع: "مقابل كل جندي استشهد قتل عشرون من التكفيريين". وقال الجنود المصابون إنهم سوف يعودون إلى مواقعهم مرة أخرى بعد التماثل للشفاء.
&
وأكد الجيش أن معركة كمين سدرة أبو الحجاج اسفرت عن مقتل سبعة تكفيريين وانسحاب باقي العناصر باتجاه الشيخ زويد.
&
وأضاف أن الهجمات جرت بالتوازي على عدة كمائن باستخدام سيارات الدفع الرباعي والموتوسكيلات وقذائف الهاون والأر بي جيه، ومنها: بوابة الشيخ زويد، الماسورة، الوحشي، جرادة، ابو طويلة، العبيدات، قبر عمير، سيدروث، الضرائب.&
&
وتابع: "قام التنظيم الإرهابي في ولاية سيناء برفع علم التنظيم على عدد من المباني وتصويرها، لاستخدامها إعلامياً توحي بتمكن العناصر من اسقاط مدينة الشيخ زويد، مع بث بيانات كاذبة وصور مغلوطة عن هجمات ارهابية في اطار استخدام الجيل الرابع من الحروب، المتمثلة في حرب المعلومات للتأثير على الروح المعنوية للقوات، لافتاً إلى أن الكمائن استطاعت صد الهجمات".
&
وتابع: "يأتي ذلك بالتزامن مع توجيه طائرات الأباتشي ضربات مركزة ضد مركزين لتجميع العناصر التكفيرية جنوب العلامة الدولية رقم 6 وداخل مدينة الشيخ زويد، وعدد من عربات الدفع الرباعي أثناء فرارها من أمام كمائن القوات المسلحة".
&
ورصدت القوات المسلحة استغاثة من أحد العناصر التكفيرية، وبث المقطع الإتصال، وجاء فيه على لسان عنصر إرهابي: "إلحقونا إلحقونا، إحنا مصابين".
&
وأضاف أنه تم دفع عناصر من قوات التأمين في مدينتي رفح والشيخ زويد، لعمل &دوريات لسرعة ملاحقة العناصر الإرهابية والقضاء عليه، مع القيام بتكثيف اجراءات التأمين على الحدود مع قطاع غزة، لمنع فرار العناصر التكفيرية من الأنفاق غير المكتشفة".
&
ولفت إلى أن القوات المسلحة استطاعت فرض السيطرة على مدينتي رفح والشيخ زويد، وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، ومواصلة ملاحقة العناصر التكفيرية ومنعها من الهروب.&
&
وأضاف أن جنود مصر البواسل "يعاهدون الله وشعب مصر العظيم بتطهير أرض سيناء الغالية من كافة العناصر والبؤر الإجرامية والإرهابية".&