حالة من الترقب والقلق باتت تتعامل بها السلطات في تونس، مهد ثورات الربيع العربي، مع جارتها ليبيا، التي تحولت خلال الآونة الأخيرة إلى ملاذ آمن للإرهابيين والمتطرّفين.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: يتحدث تقرير لمجلة التايم الأميركية عن الهجومين الإرهابيين اللذين وقعا مؤخراً في تونس، الأول الذي استهدف متحف باردو في العاصمة وراح ضحيته 22 شخصاً معظمهم من الأوروبيين والثاني الذي حدث قبل بضعة أيام على أحد الشواطئ السياحية في مدينة سوسة وأسفر عن مقتل 38 شخصاً معظمهم من البريطانيين.

وأضاف التقرير أن الهجومين استهدفا سياحاً غربيين، وبدا& واضحًا أن الهدف من ورائهما هو العيث فساداً في صناعة السياحة الهامة للبلاد، التي تُشكِّل حوالى 20 % من إجمالي الدخل هناك.

وأوردت المجلة عن مسؤولين تونسيين قولهم إن هناك عاملا مشتركا آخر يجمع بين ذينك الهجومين وهو أن المسلحين اللذين نفذا العمليتين لم يتلقيا تدريباتهما الإرهابية في الداخل، وإنما في الجارة ليبيا الغنية بالنفط.

وبدأت مشاعر القلق تسيطر على الحكومات الغربية على مدار الأيام القليلة الماضية نتيجة لاتضاح حقيقة أن العناصر المتشددة المسلحة قد بدأت توطد أقدامها في تونس، التي تنظر إليها تلك الحكومات على أنها قصة النجاح الوحيدة من ثورات الربيع العربي التي اندلعت في العام 2011.

وكان محسن مرزوق، الوزير في رئاسة الجمهورية التونسية والأمين العام لحركة نداء تونس، قد صرح لوسائل الإعلام قبل بضعة أيام من مدينة سوسة أن الحكومة تحاول تهيئة الناس في مواجهة الإرهاب، الذي لا يحدث بين الإرهابيين والدولة وإنما بين الإرهابيين والشعب.

ونقلت المجلة عن ماتيو سينكيز، مدير المخاطر الإقليمي لدى شركة Whispering Bell الاستشارية في المجال الأمني لمجموعة من الشركات التي تعمل في أفريقيا، قوله إن أتباع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجدوا في ليبيا ملاذهم الآمن بمنطقة شمال أفريقيا، وبات بمقدور هؤلاء المتطرفين أن يدربوا غيرهم من الأشخاص هناك وأن يعملوا على زعزعة استقرار دول الجوار بشكل أكبر.

وأشارت المجلة إلى أن هناك أسباباً واضحةً تقف وراء تحول ليبيا على هذا النحو إلى ملاذ آمن للإرهابيين، منها انحصارها بين فصائل متحاربة تقاتل من أجل السلطة، فشل محادثات السلام التي استضافتها المغرب بوساطة من الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تراجع فرص الوصول إلى اتفاق سلام في البلاد مع وجود فراغ خطير في السلطة.

وبينما كانت تونس واحدة من أكبر مصادر المقاتلين الأجانب للجماعات "الجهادية" في سوريا، حيث نوهت تقديرات بمشاركة ما يقرب من 2500 تونسي في أعمال "الجهاد" التي بدأت في سوريا في 2011، فقد أوضح سينكيز أن تكتيكات الميليشيات التونسية قد تغيرت على ما يبدو هذا العام للبقاء على مقربة من الأراضي التونسية.